رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 18 أبريل 2007
العدد 1770

جملة مفيدة

نجاحات معرض الرياض

 

آدم يوسف

تتوالى معارض الكتاب العربية وتنتقل من مدينة الى أخرى، فبعد معرض الكويت شاهدنا معرض القاهرة، والرياض وأبوظبي، والآن معرض بيروت، ولكن ما يلفت الانتباه حقاً ما تابعناه، وشاهدناه عبر وسائل الإعلام من نجاح منقطع النظير حققه معرض الرياض (بحسب المراسلين والصحافيين في أكثر من مطبوعة)، فقد شهد المعرض إقبالاً جماهيرياً كبيراً، كما أن كثيراً من الكتب الأدبية والفكرية قد نفدت عن بكرة أبيها، بل إن كثيرا من دور النشر قد تمنت لو زادت من خزينتها من عدد النسخ المطبوعة·

قد يكون الأمر طبيعيا حين نسمع أن هناك إقبالا على كتب الدين والتراث، لا سيما في مدينة مثل الرياض، ولكن أن نسمع أن كتب الفلسفة والفكر والنقد الأدبي، ودواوين الشعر بمختلف أصنافها قد شهدت إقبالا هي الأخرى، وبيعت منها أرقام هائلة، فالأمر بحاجة الى مزيد من التمعن والتوقف، ولا نستطيع بطبيعة الحال أن نفصل الأمر عن سياقه الاجتماعي أو السياسي والإعلامي، وقد ربط بعض الكتاب هذا التوجه الجديد لدى الإنسان القارئ في المملكة العربية السعودية بروابط سياسية تتعلق بحركة الإرهاب والتطرف التي شهدتها بعض المدن السعودية، فالأمر اشبه بردة فعل ضد الإرهاب والفكر المتطرف عن طريق العودة الى القراءة المتنوعة، والتفاعل أو التحاور مع الآخر، هذا الآخر، الذي كان ينفى ويقصى بجرة قلم كأن تُطلق عليه ألفاظ مثل: علماني، كافر، ملحد، زنديق·· إلخ·

وهناك تفسيرات أخرى كثيرة، ولكنها في مجملها لا تخرج عن هذا السياق، وتؤكد إقبال الإنسان السعودي على القراءة، وحبه للمعرفة الحقيقية، يقول الكاتب شاكر النابلسي: "إن القارئ السعودي أصبح على قناعة تامة بأن عليه أن يعرف، وأن المعرفة هي السلاح السلمي والناعم الأكثر فاعلية في كافة حقول الحياة"·

إن المتتبع للصحافة السعودية يدرك أن الثقافة الحقيقية الجادة قد اتخذت أبعادا جديدة، وأصبحت تعطي إشارات حيوية فاعلة، فعلى مدى أكثر من سبع مطبوعات يومية نجد خمس أو ست صفحات ثابتة للثقافة في "الرياض" و"المدينة" و"عكاظ" و"الوطن" و"اليوم" وجريدة "البلاد" تغطي هذه الصحف كافة أرجاء المملكة وتطرح قراءات نقدية، ولقاءات صحفية، وتغطيات لندوات فكرية، أي أن المشهد الثقافي بكافة أطيافه وتوجهاته يمكن مشاهدته عبر هذه الصفحات·

يضاف الى ذلك الملحق الثقافي لأسبوعي في صحيفة "الرياض" الذي هو واحد من أكثر الملاحق الثقافية العربية حيوية وطرحاً للقضايا الجدلية والهامة، ويمكن أن نذكر هنا الملحق الثقافي الأسبوعي في صحيفة "المدينة" أيضا·

إذن فالمشهد الثقافي السعودي برمته ينم عن تفاعل عميق وسعى نحو المعرفة الحديثة، ولم يكن النجاح الذي حققه معرض الرياض ليأتي سهواً أو عفو الخاطر، بل هناك نواد أدبية لا تكف عن النشاط وإلقاء المحاضرات، وطباعة المؤلفات الفكرية الجادة، تتوسع هذه النوادي وتشمل كثيرا من مدن المملكة ولكن أشهرها نادي الرياض ونادي جدة·

يضاف الى ذلك الجامعات الكثيرة، التي هي رافد أساسي للمعرفة، وقد اشتهر بعض أساتذة هذه الجامعات في الفكر والنقد، ليس على صعيد المملكة فحسب، بل على مستوى الوطن العربي أيضا·

 adamyosef@hotmail.com

طباعة  

أنشطة ثقافية منوعة تحتضنها جمعية الخريجين
مركز الحوار الثقافي يعلن عن بدء محاضراته وندواته الفكرية

 
قصائد
 
رأي