طوفة هبيطة
عبدالكريم الشمالي
لو كنت مكان أعضاء اللجنة الرباعية المؤقتة لإدارة شؤون اتحاد كرة القدم لرفضت تغيير موعد مباراة اعتزال اللاعب عبدالله وبران مع المنتخب المصري، ولألزمت الجانب المصري بالموعد حتى يتعلم احترام المواعيد والعقود التي يبرمها، لأن المشكلة ليست في الموعد أو ارتباط الفرق المصرية بمباريات هامة تتعارض مع موعد المباراة المشكلة ببساطة أن الإخوة المصريين يتعاملون معنا بفوقية وعنجهية غير طبيعية، ويتعاملون معنا على أساس أنهم منتخب البرازيل أو ألمانيا، بداية من الشروط والطلبات المالية الكبيرة لكي ينال منتخب الكويت شرف اللعب مع منتخب مصر وصولاً إلى التشكيلة التي يعتقد البعض أنه يمن علينا بلعب فلان أو علان من المنتخب هذه المباراة أو تلك، فمرة يعلن أنه سيلعب باللاعبين المحترفين وبالتشكيلة الكاملة وأخرى اللعب باللاعبين المحليين، ولنا أن نتصور لو أن الجانب الكويتي هو من أعلن أنه سيؤجل المباراة ويحدد تاريخ جديد لها دون حتى أن يرجع للجانب المصري بل يضعه أمام أمر واقع مثلما فعل الاتحاد المصري ترى ماذا كان سيحصل؟ أجيب عنكم وأريحكم: سيقيم الاتحاد المصري الدنيا ولا يقعدها، وسيطالب بقيمة العقد بالكامل وفوقها قيمة الشرط الجزائي وربما يضع المنتخب الكويتي في القائمة السوداء لعدة سنوات يمكن أن يصل الأمر إلى الشكوى في الاتحاد الدولي حتى يعلمنا الالتزام بالمواعيد والعقود والالتزام بالكلمة قبل كل شيء، لكن نحن "خلف الله علينا" دائما ما نكون "الطوفة الهبيطة" حفاظاً على أواصر الأخوة والتعاون بين الأشقاء الذين لا يعرفون التعاون "ببلاش"، ثم أن هناك أمر آخر لا يقل أهمية عن موقف الاتحاد المصري وهو أننا إلى الآن لم نسمع كلمة واحدة من رئيس نادي القادسية ورئيس اللجنة الأولمبية عما حصل، أوليس هو من أعطى نفسه الحق بالتعدي على صلاحيات اللجنة المؤقتة السابقة؟ وقام بالاتفاق مع الجانب المصري وأعلن الاتفاق على الملأ دون أن يأخذ الإذن من اللجنة المسؤولة عن الاتحاد وبعدها قامت اللجنة بإرسال عبدالحميد محمد لتنفيذ رغبة سعادته إذن لماذا لم يستخدم نفوذه وقدراته لإقناع الجانب المصري بالالتزام بالموعد؟ أم أنه تخصص اتفاق فقط و "الخمال والكشتات" يتحملها الآخرين·
* * *
لا بد أن نشد على أيدي لاعبي المنتخب الأولمبي على المستوى المشرف الذي يظهرون فيه في مباريات التصفيات التمهيدية والذي نتمنى أن يستمر حتى النهاية، لكن الخوف كل الخوف من التصفيات النهائية التي هي المحك الحقيقي والمحطة الرئيسة والأخيرة للعبور إلى بكين 2008 وكلنا أمل بهؤلاء الشباب، فالطريق لا زال طويلاً والآتي أهم والكرة لازالت في الملعب ونحن حتى الآن لم نضمن الـتأهل إلى المرحلة الثانية من التصفيات، ونؤكد هنا المرحلة الثانية وليس الأولمبياد إلا بعد أن نحقق نتيجة إيجابية ضد المنتخب القطري أو البحريني في المباراتين القادمتين، وعلى هذا الأساس نرجو من بعض من امتهن فن "العجاف" من الإداريين أن يلتفت إلى عمله بدلاً من توزيع بطاقات الشكر على الأشقاء مرة على الأكبر ومرة على الأصغر وكأنهم أصحاب معجزات فمرة مدير الفريق يشكر هذا ومرة سكرتير اللجنة يشكر ذاك دون أن نعرف ما الذي يقومون فيه غير الحرص على التواجد في المنصة ورفع اليد بعد كل هدف للتصوير التلفزيوني·
كلمة أخيرة:
بعد انتهاء بطولة دوري الشهيد فهد الأحمد لكرة القدم الأخيرة نقول لأهل الكويت مبروك علينا و عليكم رجوع الدوري العام بمسماه الطبيعي ابتداءً من الموسم المقبل ···واللي يبي يحط اسمه يقدم رعاية ويحط فلوسه واللي معندوش مايلزموش·
kareem@taleea.com