رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 23 مايو 2007
العدد 1775

إشاعات ودراسات

                                                          

 

تنشر الدراسات يومياً عبر وسائل الإعلام المختلفة وتطرح بعضها آراء تخالف أو تعارض تماماً الآراء الأخرى التي نشرتها المعاهد أو الجامعات نفسها أو غيرها والسبب في ذلك قد يكون تسرب الدراسات أو نشر النتائج الأولية قبل الوصول إلى نتائج نهائية فعلية· لذا على القارئ أن يتأكد ويتحقق من صحة المعلومات قبل الشروع في تطبيقها وذلك بأخذ الحيطة والحذر من المجلات التجارية التي تنشر أي دراسات ومشاورة العقل قبل تصديق أي معلومات قد تكون مناقضة لما نعرفه وتحكيم العقل قبل تناول كميات كبيرة من أطعمة قد تضر بصحتك ولا تغير مجرى حياتك اعتماداً على ما قرأت في صحيفة أو مجلة علمية فالدراسات الحقيقية قد تأخذ سنوات لتثبت صحة افتراضها وحينئذ سيعلن العالم عن هذا الاختراع في كل وسائل الإعلام وليس مجلة واحدة· هناك الكثير من الإشاعات الدارجة حول بعض العادات التي نمارسها في حياتنا اليومية، عرضتها مجلة بوبيولار ساينس بطريقة تسمح للقارئ معرفة الخلل في هذه الدراسات ومنها:

 

هل يطيل النبيذ الأحمر العمر؟!

 

نشرت صحيفة "ذي اكسبرس" في نوفمبر الماضي دراسة تثبت أن المكملات الغذائية المركبة من الريسفيراترول وهي مادة كيميائية مستخرجة من النباتات يمكن لها أن تحمي حياة الفئران الذين اعتمدوا في غذائهم على حمية عالية السعرات الحرارية وذلك حسب ما ورد في مجلة نيتشر · ولكن كعادة وسائل الإعلام التي وجدت في هذا العقار الذي قامت بدراسته جامعة هارفارد للعلوم الطبية مادة خصبة للإعلان عن قدرة المادة المستخرجة من النبيذ الأحمر على إطالة عمر الفئران المستخدمة في التجربة بنسة %20 بالإضافة إلى الطاقة التي تحلت بها بعد حقنها بالعقار·

أما الحقيقة وراء هذه الدراسة أن العلماء القائمين عليها لم يكونوا يبحثون عن صلة بين النبيذ الأحمر وهذه المادة بل وجدوها بالمصادفه كما ذكر العالم جوزيف بوار كما أن الجرعة المستخدمة في التجربة لا يمكن أن يتناولها الإنسان من خلال النبيذ وحده وتعادل الكمية التي حصل عليها الفئران من هذه المادة بـ750  زجاجة من النبيذ أو أكثر يومياً والمراد من هذا أن الإشاعة التي تلاحق النبيذ بأنه يحوي على مادة الريسفيراترول تلغيها هذه الدراسة!

 

هل تحمي البيتزا من السرطان؟

 

كان التساؤل بهذه الدراسة عن إمكانية البيتزا وقاية الجسم من مرض السرطان وهذا ما طرحته مجلة السرطان العالمية في عام 2003 قام سلفانو جالوس من معهد ماريو نيجري لدراسات وأبحاث الصيدلة في ميلان "إيطاليا" على أشخاص يتناولون البيتزا كوجبة رئيسية بغذائهم لمرة واحدة على الأقل أسبوعياً يحمي من الإصابة بسرطان القناة الهضمية· وجد جالوس ومساعده أن التاريخ الصحي لـ4.999  إيطالياً ممن يتناولون البيتزا أسبوعياً خالي من أي أمراض سرطانية مقارنة بـ3.315  اصيبوا بسرطان القولون أو الفم·

والحقيقة المخفية وراء هذه الدراسة أن البيتزا الإيطالية مصنوعة من مواد طبيعية عضوية مثل زيت الزيتون الطبيعي والطماطم الطازجة وشرائح جبنة الموزاريلا النقية خلاف ما قد يتناوله أي شعب آخر كالأمريكي مثلاً من بيتزا مضاف لها اللحم المقدد والجبنة المصنعة والمحفوظة لذا فلا علاقة للبيتزا بالوقاية من مرض السرطان بل هي المكونات الطبيعية لها·

 

القهوة تقلل من الإصابة بالسكري

 

ذكرت مجلة الرابطة الطبية الأمريكية عام 2005 أن القهوة تقلل من مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وذلك اعتماداً على الدراسة التي قدمتها جامعة هارفارد وهي تحليل لخمسة عشر طالباً قللت القهوة السكري من النوع الثاني لديهم إلى الثلث والحقيقة أن كوبين باليوم لا يقومان بالواجب وإنما ستة إلى سبعة أكوب قد تعمل على تقليله ولكن ليست تلك الوسيلة العلمية المناسبة لحل هذه المشكلة·

 

التعرض للشمس يقي من سرطان الجلد

 

مجلة معهد السرطان الوطني قدمت دراسة تفيد بأن التعرض للشمس يفيد في الحالات المستعصية من مرض الميلونوما وهو أحد أمراض سرطان الجلد بعدما قام المعهد بدراسة حالة 500 مريض بعد تعريضهن لأشعة الشمس لينتج بذلك جسمهم فيتامين (د) الذي يمنح الجلد مقاومة لمرض السرطان ولكن في الوقت نفسه تناقض هذه الدراسة نفسها بتعريض الجسم لأشعة الشمس التي هي السبب الأول في الحروق الجلدية والإصابة بسرطان الجلد! لذا القليل منها مفيد وعدم التعرض لها بشدة هو ما يجب النصح به في الحقيقة·

 

أعمال المنزل تمنع الإصابة بالسرطان

 

طبعاً، لا تمنع أعمال المنزل الإصابة بالسرطان بعكس ما أتت نتائج الدراسة على 218.000 امرأة أوروبية تراوحت أعمارهن مابين 20-80 سنة· حيث كانت النتائج تدل على أن النساء قلت لديهن أمراض السرطان بما فيه سرطان الثدي في الأعمار المتوسطة إلى المتقدمة من الذين كانوا يقومون بأعمال المنزل· وعلى الرغم من ذلك لم تذكر الدراسة نوعية العمل الذي قامت به النساء ولا شدته أو كميته! لذا لا بديل للرياضة والتمرين الذين هما أساس الصحة·

 

ألعاب الفيديو تشبع الرغبات النفسية

 

في هذه الدراسة التي قام بها فريق من جامعة روجستر، حاول العلماء إثبات أن ألعاب الفيديو تلعب دوراً في رفع الروح المعنوية والإشباع النفسي· لاحظ العلماء بعد التجربة أن  الروح المعنوية لمئتي طالب ارتفعت وتحسنت بعد أن قاموا بلعب 64 لعبة مختلفة لأكثر من شركة تصنيع ألعاب فيديو والحقيقة التي توصل لها العلماء كانت تنقصها آثار الألعاب السيئة على الشخصية لأنها قد تمنع اللاعب من ممارسة الحياة الاجتماعية  ولم يكن تأثيرها يختلف عن ممارسة الألعاب الرياضية الجماعية أو حتى الفردية·

 

                            

طباعة  

دراسات
 
SPOT LIGHT
 
فيتامين (د)
 
الاعتناء بكلبك