رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 25 يوليو 2007
العدد 1784

لماذا يخاف الغرب من الإسلام
"الإسلامو فوبيا" هجرة الشباب العرب

                                                               

 

كتب المحرر الثقافي:

يناقش كتاب "الإسلاموفوبيا لماذا يخاف العرب من الإسلام"، علاقة الإسلام بالغرب، متطرقا الى موضوع الهجرة، وما يعانيه المهاجرون المسلمون في الدول الاوروبية من صنوف الاضطهاد والظلم، لاسيما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ونزعة الكراهية للعرب والمسلمين، التي بدأت تنتشر في الدول الاوروبية، ويبدو أن مؤلف الكتاب د· سعيد اللاوندي قد أفاد كثيرا من خبرته في الدول الغربية واقامته المطولة في فرنسا، حيث حصل على شهادة الدكتوراه من هناك وعمل استاذا في جامعات مصر وسويسرا وبلجيكا، ويسوق المؤلف كثيرا من الأمثلة الواقعية والحقائق التي يواجهها العرب المغتربون هناك، يقول في مقدمة الكتاب متحدثا عن أعداد المهاجرين واصنافهم·

لم يعد "الاغتراب" مهنة لبنانية فقط، كما كان يقال دائما وانما اصبح مهنة عربية بامتياز، فلا يوجد بلد عربي واحد من دون "جيش جرار" من أبنائه المغتربين الذين يعيشون خارج الحدود·

ومعلوم ان الهجرة العربية التي ازدادت بكثافة في العقود الأخيرة تقوم بالدرجة الأولى على فئات شبابية مثقفة وذات مهارات تقنية وجدت أن سوق العمل في بلدانها أصبح متخما بالغث والسمين، لذلك سعت إلى العمل في الدول الأوروبية· فضلا عن وجود أسباب أخرى طاردة لها من بلدانها الأصلية ومنها:

- الاستبداد الذي يطبع بعض الأنظمة الحاكمة في العالم العربي بما يناهض، بل يناقض توجهات الشباب العربي المثقف·

- فضلا عن محدودية المبادرة الشخصية في إطار وضع اليد على كل شيء من قبل أجهزة الدولة، واعتماد نظم اقتصادية موجهة وإهمال النظام الاقتصادي الحر، بل ومحاربته·

أمر ثان لا يثلج صدر الشباب الطموح وهو أن اقتصاد بعض البلدان العربية هو (اقتصاد ربحي) يعيش من ريع النفط وغير قائم على نشاط اقتصادي إنتاجي إبداعي·

وكان طبيعيا في وضع كهذا أن تتأخر التنمية في البلاد العربية· وفي تقارير التنمية البشرية العربية يتبين أن معدلها هو في آخر سلم التنميات في العالم·

ومعلوم أن هذا التأخر يرتبط بوضعية التربية والتعليم في البلاد العربية وهي وضعية متأخرة جدا عما هي عليه في الدول الصناعية والعديد من الدول النامية·

وثمة إشارة رقمية واحدة تكشف مدى الهوة في التعليم العالي الذي هو عماد تقدم الدول فنسبة التعليم العالي في الدول العربية هي 12 في المئة في حين أن هذه النسبة تتراوح بين 80 و90 في المئة في الولايات المتحدة مثلا·

أحداث أوروبا

ويضرب المؤلف بعض الأمثلة لأحداث وقعت أخيراً في بلدان أوروبية مثل فرنسا، اسبانيا، وبريطانيا، خاصة تلك المتعلقة منها بالإرهاب حيث بدأ الجدل يثور قويا حول الإسلام في المجتمعات الغربية، خصوصا أن النظرة إليه (في دولة مثل فرنسا) تستند إلى اقتناع بأنه دين مختلف·· باعتبار أن فرنسا، في ظل تقاليد العلمانية التي فصلت الدين عن الدولة، والتي حثت أبناء الديانات المختلفة على ممارسة شعائر دينهم (بوصفه أمرا يرتبط بالحياة الخاصة)، قد يصدمها تعدي بعض الممارسات الإسلامية على الحياة العامة أو تدخل الإسلام في السياسة أو مساسه بالمبادىء الجوهرية للجمهورية، وعلى رأسها العلمانية·

ولذلك طغت جملة من الأسئلة - الصعبة - على السطح مثل: هل قيم الإسلام تتفق مع الجمهورية الفرنسية ومع العلمانية؟ وهل يمكن لفرنسا أن تتعايش مع الدين الإسلامي كما تفعل مع الديانات الأخرى؟ وهل يمكن للدين الإسلامي أن يرضى بالإطار الجمهوري الذي اختارته فرنسا لنفسها؟

أعداء الإسلام في أوروبا يؤكدون أنه يتعارض مع العقل والفكر وخاصة فكر الجمهورية، فإعلان حقوق المواطن الذي انبثق عن الثورة الفرنسية لا يتفق مع الواجبات الملقاة على عاتق المسلم، ومن ناحية أخرى، فإن الممارسات الإسلامية المتشددة تتعارض مع مبدأ احترام الآخر واحترام الحريات الفردية التي تشكل أساسا للحياة الاجتماعية في دولة مثل فرنسا·

وليس من شك في أن هذه الاتهامات (التي تنطوي عليها الأسئلة) تشي بجملة من الاتهامات الباطلة الموجهة للإسلام، كما تخلط بين جوهر رسالة الإسلام والتطرف الديني ومظاهره المقيتة، فالإسلام ليس هو التطرف الديني، وفضلا عن ذلك فإن هذه الاتهامات تشكك أيضا في قيم الأمة الفرنسية وتقاليدها العريقة في استقبال ودمج الآخرين في مجتمعها·

وسائل الإعلام

يذهب المؤلف إلى أن وسائل الإعلام لها اليد الطولى في تشويه صورة المسلمين في الغرب، وهي دائما ما تعمد إلى الخلط بين الإسلام وبعض التصرفات الخاطئة فهذا الشخص الذي دخل إلى البنك وقال: "باسم الله معي قنبلة ولا أبخل على نفسي بالموت في سبيل قضية الإسلام، ضعوا كل الأموال في حقيبتي"، لا يمت للإسلام بصلة، فعمله هذا هو عمل إجرامي بكل المقاييس إلا أنه لا يعني أن الإسلام هو الذي قام بسرقة البنك!

وإمعانا في التشويه تسعى الميديا الغربية إلى إلصاق الرذائل بالإسلام والمسلمين وتصور المسلم على أنه سفاح في كل الأوقات·

ويروي مدير المجلس الإسلامي في لوس أنجلوس ويدعى سالم المراياتي أن الجميع يعجبون من كونه مسلما ويتساءلون كيف لا يقطر الدم من بين يدي هذا المسلم؟!

وبسبب هذا الدعاية السوداء ضد الإسلام نسي العالم أو تناسى أن محمد علي كلاي من معجزات لعبة الملاكمة ومحبوب الجماهير في كل أنحاء العالم قد اعتنق الإسلام وتحول إلى مسلم معتدل· وكتبت صحيفة نيويورك تايمز عنه يوما أنه بأخلاقه الرياضية قد غير وجه الرياضة في العالم بفضل تسامحه ودعوته لنبذ العنصرية، وكان محمد علي كلاي أعلن - بعد فوزه ببطولة العالم للوزن الثقيل في الملاكمة عام 1964 - اعتناقه الإسلام· وفي عام 1967، رفض دخول الجيش في الحرب الفيتنامية، ولم يخف من وقع ذلك على رجال السياسة، وأكد قائلا: لن أكون مذنبا مثل هؤلاء الذين يقتلون!

وعندما استمر في الدفاع عن آرائه ورفضه دخول الجيش، استمرت محاكمته 4 سنوات أكد خلالها أن أفكاره ومعتقداته أهم من المال· وبعدها سحبت السلطات الأمريكية منه لقب بطل الولايات المتحدة، ولكنه كسب القضية واسترد لقبه الرياضي، ويومها صاح قائلا: لقد كنت أعلم أنني على حق، وكان علي أن أتمسك بذلك الحق· ثم قال في حديث آخر: لو لم أكن مسلما لكنت أسلمت على الفور، لأن الإسلام دين تسامح، ولا يفرق بين إنسان وآخر·· فالكل متساوون بين يدي الله·

طباعة  

نصوصه الأخيرة يجمعها كتاب "البدوي الأحمر"
الماغوط صادق مع ذاته واضح كابتسامة طفل ضحوك

 
قصائد حب وشهادة للوطن الكبير
 
اشراقة
 
وجهة نظـــر
 
خلاص المثقف