تعرض وزير الخارجية المصري أحمد ماهر للاعتداء من جانب المصلين الغاضبين في أثناء دخوله الى باحة المسجد الأقصى لأداء الصلاة وقد قام المهاجمون بترديد هتافات تتهم الوزير ماهر بالخيانة وبدؤوا في إلقاء الأحذية عليه، عند مدخل المسجد وهم يسبونه ويسألونه ما الذي جاء بك الي هنا؟
وقالت مصادر إن رجال الأمن المصري المصاحبين للوزير، وعددا من الشرطة الإسرائيلية أحاطوا بالوزير على الفور وأبعدوه عن المكان ونقلوه بسرعة الى المستشفى، بعد إصـــابته باختناق طارئ استمر دقائق عدة عاد بعدها الى حالته الطبيعية·
وقالت مصادر مصرية ترافق الوزير، إن عددا من أعضاء حزب التحرير الإسلامي المتشدد، هم الذين حاولوا مهاجمة ماهر ونسبت وكالة رويتر لشهود عيان أن الوزير سقط مغشيا عليه ولكنه لم يصب بأذى ونقل الى المستشفى بعد أن شعر بضيق في التنفس·
وكان ماهر يزور إسرائيل لإجراء محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين حول استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين وهي أول زيارة يقوم بها لإسرائيل بعد اندلاع انتفاضة الأقصى منذ عام 2001·
وقد جاءت زيارة ماهر للمسجد بعد إجراء سلسلة من الاجتماعات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، ومن بينهم رئيس الوزراء أرييل شارون ووزير الخارجية سيلفان شالوم·
يذكر أن القاهرة زادت في الأسابيع الأخيرة من جهودها لكسر الجمود الحاصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين·
وعقب المحادثات صرح ماهر بأنه حصل على التزام من جانب إسرائيل باستئناف المفاوضات في أسرع وقت ممكن وأكد ما وصفه برغبة إسرائيل في التعاون·
هذا وقد سارعت السلطة الفلسطينية الى إصدار بيان استنكرت فيه بشدة الحادث ووصفت الذين تهجموا على الوزير بأنهم من الغوغاء، وأكدت أنها ستحاسب كل من له علاقة بالاعتداء·
وقد أصدرت رئاسة الجمهورية المصرية بيانا أعرب فيه عن أسف مصر العميق لمحاولة قلة غير مسؤولة من الفلسطينيين التعدي على وزير الخارجية المصري خلال قيامه بمهمة في إسرائيل لدفع عملية السلام بالتنسيق التام مع السلطة الفلسطينية وقيادتها، وأكد البيان على أن مثل هذه الأحداث لا ولن تؤثر علي التزام مصر الكامل ببذل كل جهد للتوصل الى تسوية سلمية شاملة للقضية الفلسطينية·
وكان أحمد ماهر تولى وزارة الخارجية المصرية في عام 2001 وهو الوزير الحادي والسبعين بعد أن حل محل عمرو موسى الذي تولى منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية·
ويعتبر ماهر من مناهضي الحرب حيث أعلن قبل الحرب العراقية بقيادة الولايات المتحدة "أن العمل العسكري هو آخر ما تحتاجه المنطقة"، وقد انتقد مطالبة واشنطن بإزاحة ياسر عرفات وصدام حسين قائلا: "إن اختيار رؤساء الدول يبقى أمرا داخليا يتعلق بشعوبها"·