توابع الزلزال
نبيل عنـانـي
أثار الموقف الليبي بإقرارها عن طيب خاطر بامتلاكها أسلحة دمار شامل وأنها تريد التخلص منها وتفتح أبوابها أمام لجان التفتيش للتخلص النهائي من هذه الأسلحة، تساؤلات المراقبين حول الأسباب الحقيقية لهذا الإعلان الليبي، وهل هو نتاج ضغوط أمريكية بريطانية على ليبيا؟ أم هو نتاج طبيعي للزلزال الذي حدث في العراق والمصير الذي آل إليه رئيس النظام البائد في العراق صدام حسين·
ما حدث في ليبيا ما هو إلا توابع لهذا الزلزال وسوف تلحقه توابع أخرى في مناطق متفرقة من منطقة الشرق الأوسط، فمن جانبها بررت ليبيا قرارها التنازل عن ترسانتها من أسلحة الدمار الشامل بالحاجة الى تنمية اقتصادها ورفع مستوى معيشة المواطنين ونتساءل: أين كان ذلك منذ سنوات؟ ألم تكن ليبيا في حاجة لتنمية اقتصادها، والآن أصبح هناك ضرورة ملحة لذلك؟!
ويعد هذا القرار هو المفاجأة الثانية من النظام الليبي فمنذ فترة اعترفت ليبيا بمسؤوليتها عن حادث تفجير الطائرة الأمريكية فوق لوكربي وقيامها بدفع تعويضات ضخمة لأسر الضحايا، ويرجع المراقبون إقدام ليبيا لاتخاذ هذا القرار الى الجدية التي أظهرها "التحالف" حيال نظام صدام حسين وسقوط بغداد عبر قوات المارينز ومشهد دخول الدبابات الى شوارعها مما دفع العقيد معمر القذافي الى اتخاذ قراره النهائي بالكشف عن برامج الأسلحة المحظورة، والذي يؤكد ذلك إشارة التقارير عن أن المحادثات التي تمت بخصوص هذا الملف بين ليبيا من جهة وبريطانيا وأمريكا من جهة أخرى تمت في منتصف مارس الماضي أي عندما بدأت الحرب العراقية، والتي قامت تحت شعار التخلص من أسلحة الدمار الشامل العراقية·
واعتبر مراقبون أن هذا القرار قد أحرج دولا عربية كانت تدافع عن وجهة النظر الليبية والتي كانت تؤكد مرارا وتكرارا عدم امتلاكها لمثل هذه الأسلحة أمام المجتمع الدولي ويتساءل الخبثاء: هل سوف يقوم النظام الليبي بعد ذلك بطرح وحدة مع الغرب بعد أن فشل في إقامة وحدة مع الدول العربية وأيضا فشل وحدته الإفريقية؟!
enany@taleea.com