رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 30 رمضان 1426هـ - 2 نوفمبر 2005
العدد 1702

زيارة

من داخل متحف ضم عبق التاريخ

طارق رجب يدعو “المجلس الوطني” للمحافظة على “ما تبقى” من مقتنياتنا ومعالم آثارنا الجميلة

 

 

 

 

·         مخطوطات وكتب تراثية ومجوهرات وملابس تحكي قصص وحياة عدد من شعوب العالم الخليجي والعربي والإسلامي

 

كتبت فاتن الحضينة:

عندما تنزل على درجات سلم متحف السيد طارق رجب متوجها إلى سرداب فإنك تنتقل من حياة التكنولوجيا والإنترنت إلى عالم مختلف تماما إلى زمن الماضي البعيد الجميل وكأنك تتصفح بعينيك قصة من قصص ألف ليلة وليلة، عالم يمثل الدولة الإسلامية الفتية من أقدم عصورها متمثلة بمخطوطات وحلي وأسلحة وملابس لعصور عدة جمعت من بلاد العالم لتجمع بمتحف السيد طارق رجب، فبين جدرانه مجموعة خاصة كبيرة للفن الإسلامي العربي تعطي صورا متنوعة عن الحضارة الإسلامية من القرن الأول الهجري وحتى العصر الحديث·

فعند تجولك في أرجاء المتحف تجد تنظيما لأقسامه فهذا القسم يحتوي على الحلي والمجوهرات في طياته التي يستخدمها الشعب فترى هناك أقراطا وأحزمة وحلقا وقلائد ذهبية يرتديها علية القوم وأخرى يتزين بها عامة الشعب حيث نجد الصورة الصادقة لطبقات مجتمع اندثر وبقي تراثه شاهدا على مر العصور واستطاع السيد رجب جلب هذه الحلي والمجوهرات من إيران واليمن والهند وسورية وتركمانستان ومصر والمغرب·

كما يضم المتحف قسما آخر للملابس وتطورها في الكثير من بلدان العالم كالدول الخليجية والدول العربية كالمغرب وسورية واليمن ومن تركيا وأوزبكستان والهند وأثيوبيا ويضم المحتف قسما خاصا بالآلات الموسيقية العربية التي تعود إلى القرون الثلاثة الماضية والتي استخدمت في الكثير من الدول ومنها العود والقانون والطبول واستعملت هذه الآلات بدول الخليج العربي وكشمير والهند·

ومن أندر مقتنيات المتحف تلك المخطوطة العربية الأقدم في العلوم، وهي كتاب “الشعاعات في المرايا المحرقة” لفيلسوف  العرب أبو يوسف يعقوب بن اسحاق الكندي، كما حوى متحف السيد رجب على نسخة من المصحف الشريف مكتوبا بالخط الكوفي عام 392 هجري كاملا غير ناقص، ويعد وجودها في عصرنا هذا نادرا كما وجد المصحف الشريف مكتوبا على الرق يعود إلى القرن الأول الهجري·

وخلال تجولنا داخل المتحف التقينا بمؤسسه السيد طارق رجب الذي جمع هذا التراث القدير وقال “إن هذا المتحف الإسلامي يمثل جميع الدول الإسلامية من أقصى المغرب إلى أقصى المشرق وإن الآثار الإسلامية الموجودة تتراوح بين القرن الأول الهجري والقرن العشرين الميلادي”·

أما عن كيفية جمع هذه الثروة الإسلامية من هذه المقتنيات فقد قال إنه هوى جمع هذه المقتنيات منذ أن كان فتى في الرابعة عشرة من عمره واستطاع أن يصقل هذه الموهبة بدراسة الفنون والآثار حيث وجد ترحيبا وتشجيعا من أساتذته الذين وجهوه إلى دراسة الآثار الإسلامية العربية وأضاف السيد رجب أنه استطاع أن يؤسس هذا المتحف بجهد شخصي عن طريق المزادات والمتخصصين بالآثار والمهتمين بها·

وحول طرق المحافظة على هذه الآثار قال السيد رجب إن عملية حماية المقتنيات عملية ليست بالسهلة إنما عملية فنية يجب أن تكون لها درجة حرارة معينة لتحميها من التلف وإنارة مناسبة حتى لا تتضرر وأضاف كما أن للمتحف متخصصين بعملية ترميم المخطوطات ويتم إرسال الكثير منها إلى متاحف العالم لترميمها وتسجيلها وهي عملية مكلفة ماديا·

أما عن فترة الغزو العراقي البغيض على البلاد عام 1990 قال السيد رجب تمت المحافظة على هذه المقتنيات بفضل زوجتي وابني من خلال وضع ألواح خشبية لتغطية هذه الآثار وحمل كل ما صغر حجمه وثقل وزنه وإخفاء واجهة المنزل الدالة على أنه متحف إسلامي وأضاف أن جنود الاحتلال اكتشفوا الآثار قبل تحرير الكويت بثلاثة أيام لكن الوقت لم يسعفهم لسرقتها·

ومن جهة أخرى لم يقتصر نشاط السيد رجب داخل الكويت إنما تعداه بإقامة معرض بسنغافورة عرض أكثر من 300 قطعة أثرية إسلامية باسم “متحف طارق رجب - الكويت”·

ودعا السيد رجب المجلس الوطني للثقافة والفنون إلى المساهمة الجادة والفعالة بحماية الآثار والمقتنيات لما لها من أهمية بالتعريف بحياة الشعوب وقال “إن هذا المتحف جهد شخصي مني فعندما كنت مديرا للمتاحف بالكويت حاولت جاهدا الحفاظ على التراث الكويتي القديم إلا أن محاولتي باءت بالفشل ولم نستطع إنقاذ إلا القليل من التراث الكويتي الزاخر وما نحاول الإبقاء عليه الآن ما هو إلا تراث الخمسينات أما التراث الكويتي القديم فقد اندثر ولم نحافظ على أي معلم من معالمه الجميلة”·

وانتقد السيد رجب المجلس الوطني لعدم الاهتمام بآثار جزيرة فيلكا وما تحتويه من آثار قيمة·

طباعة