رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 9 - 15 يونيو 2001 - 17- 23 ربيع الأول 1422هـ
العدد 1480

استراحة ····· الصيف

يكتبها: أبو نجاد

كم وددت لو أسميت هذه الأعمدة المتراصة في مثل هذا الفصل من السنة ما أسماه عميد الأدب العربي طه حسين- والذي لشد من تعلقت بكتاباته مفتوناً- على أعمدته "من لغو الصيف"، إلا انني عزفت عن أن أكون مداناً بالسطو علي ملكيته الفكرية في بلادنا العربية!؟

جاءت فكرة هذه الأعمدة بعد جد التحصيل العلمي إلى صيف كويتنا الحارق والذي يدفع المرء إلى كتبه التي كدسها كأنها الجبال الراسخات في مكتبته الصغيرة دفعاً، ليركن إليها مستجيراً بظلها من اللهيب الخانق·

كما دفعني إلى مثل هذه الأعمدة، موقعي كمنسق في قائمة الوسط الديمقراطي تلح عليه قاعدته بتنويرهم بالأفكار والمبادئ التي تعمل بها القائمة- والتي طالما رفضت أن أكرسها بشكل تلقيني مباشر من خلال لجاننا الثقافية أو من خلال موقعي كمحرر في مجلة تعد المتنفس والحاضن لأصحاب التوجهات القومية الوطنية الديمقراطية- لقناعتي أنه حقيق بالمرء أن يثقف نفسه بنفسه بعيداً عن الوصاية الفكرية والتلقين حيث تتفتق له السبل فيعرف أين هو وكيف يصل إلى غايته، كما أن الديمقراطية التي نراها كطريقة إنما هي حياة متكاملة وليست فكرة في صندوق السياسة·

ü ü ü

وقد وقع اختياري في هذه الاستراحة على رواية "شقة الحرية" لغازي القصيبي، ودافع ذلك ما تتمتع به كتابات القصيبي في مجال الرواية من تناغم مختلف يجمع بين التجربة والموسوعة والفاكهة الأدبية· قد تتفق أو تختلف معي حول القصيبي ومؤلفاته· لكن ذلك هو شأنك والتذوق الأدبي هو أعتى درجات الدكتاتورية·

وقد وقع اختياري على رواية غازي القصيبي "شقة الحرية" لما تتمتع به من طابع تاريخي لافت، لتقدم توثيقاً لفترة هي أخصب فترات الفكر العربي والذي مازالت شخوصه وتبعاته ماثلة حتى يومنا هذا· وهي تصور حياة جيل بأكمله من الشباب الخليجي بخصوصيته وما مروا به من تجارب تتباين في مضامينها في مجتمع مغاير لمجتمعاتهم الخليجية· مارسوا فيه درجة عالية من الحرية السياسية والشخصية لا تسع لها مواطنهم، وهي بذلك تقدم نموذجاً بارزاً للرواية الخليجية المنطلقة من أرض مصر·

أقدم هذه الرواية دعوة إلى قراءتها أو قراءتها من جديد لأنها باب يفتح أبواباً؛ تشعل فيك نهم القراءة وتوسيع المدارك، لانك لن تكتفي بما تقدمه الرواية من انطباع عن الشخصيات التي ذكرتها الرواية والتي لعبت دوراً في تسيير دفة الشارع العربي أو أضافت فكراً لم يعرفه المجتمع العربي، وكذلك تلك الأفكار المضطربة التي تجدها في هذا السطر أو ذاك ولا تشفي غليل إلمامك بها، فتدعوك إلى الاطلاع والتعرف عليها خارج دفتي الرواية، وهنا ستكتشف لذة البحث والقراءة المستفيضة، والتي تثير فيك الفضول وطلب المزيد وعدم الاكتفاء بالتعاريف الهزيلة التي يقدمها لك البعض مترجلا بروح الخيلاء الأجوف·

ولك حين تقرأ هذه الرواية أن تتأمل تقنيات النص وحيله العديدة والتي يوظفها المؤلف بحيث يعتمد على المفارقة في اختيار الشخصيات والتضاد في اتجاهاتها، هذه المفارقة التي تدعوك إلى البحث عن ما تتجاوزه الرواية لإتمام حبكتها الأدبية من أفكار وشخصيات وأيديولوجيات ومواقف·

قد تجد نفسك في مقارنة ما تقرأه مع واقعك وأنت طالب في جامعة الكويت تتنازعك المشارب الفكرية المختلفة والتي هي انعكاس للساحة السياسية، فتصنف نفسك في هذا المشرب أو قريباً من ذلك دون أن تنتمي لأي منها لخصوبة تريدها ولا تجدها في الجميع، أو تجد نفسك في منحى لا علاقة قوية تربطك به إلا بعض التقارب الفكري أو نزعة دينية بريئة أو الأثقال الاجتماعية· وهذا ما قد تشغله الرواية في ذهنك·

ü ü ü

وأخيراً لست هنا لأقدم عرضاً أو نقداً أو تقديماً للقصيبي أو لرواية "شقة الحرية"، وإنما كما ذكرت أسلوباً متجدداً يدفع الطلبة للقراءة وتوسيع المدارك·

وتظل هذه الأعمدة أولاً وأخيراً استراحة بعد جد ولغو في صيف·

طباعة  

كلمة المحرر
 
في بيان أصدرته حول إسقاط قضية "الناقلات"
"الوسط الديمقراطي": ليست مسألة شخص·· بل قضية وطن تعرض للخيانة

 
الخرافي تستقبل المستشار الثقافي الإيراني
 
"التطبيقي" تعلن عن فتح باب التسجيل للالتحاق بمعهد التمريض
 
عدد جديد من "أخبار الهيئة"
 
كلية الهندسة والبترول تكرم د· الشندويلي ود· سلامة
 
جامعات عالمية
جامعة كمبردج

 
حقيبة الصفحة
 
لسعات