تواجه إسرائيل تدابير عقابية من الاتحاد الأوروبي بسبب تجذر المعارضة لسياستها إزاء الفلسطينيين واتساع هذه المعارضة حسب ما أفادت مصادر دبلوماسية في بروكسيل (عاصمة الاتحاد الأوروبي)·
وأفادت صحيفة "الغارديان" أن أعضاء الاتحاد الأوروبي بما فيهم بريطانيا يناقشون بنشاط الآن تغيير موقفهم من الدولة العبرية مع توقع صدور قرارات من اجتماعين مقررين لوزراء الخارجية في الشهر المقبل·
وتقود فرنسا حملة لتعليق اتفاق الشراكة التفضيلي لإسرائيل مع الاتحاد الأوروبي الذي يعطي الدولة العبرية شروطاً تجارية تفضيلية قيمتها ملايين الدولارات·
والأرجح هو أن يعمد الاتحاد الأوروبي إلى التشدد مع تحايل إسرائىل على الاتحاد بشأن "قواعد المنشأ" الذي استفادت إسرائىل بموجبه (أي الاحتيال) لترويج البضائع المنتجة في الأراضي المحتلة بصورة غير شرعية واعفائها من الضرائب·
والمرجح أيضاً أن يتجاهل الاتحاد الأوروبي محاولة إسرائيل توثيق التعاون في مجالي العلوم والتكنولوجيا·
وفي آخر الدلائل على أن الأمور لم تعد تجري كما في السابق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون، أصدرت بروكسيل الأسبوع الماضي إدانة غاضبة للهجمات الإسرائيلية على كل من سورية والفلسطينيين في قطاع غزة·
أصرت إسرائيل على أن البيان الأوروبي منحاز، وحذرت من أن الاتحاد الأوروبي قد يفقد حظوته الضعيفة أصلاً لديها· وقد حاولت إسرائيل التقرب من رومانو برودي، رئيس اللجنة الأوروبية (ايطالي) وكريس باتن مفوض العلاقات الخارجية (بريطاني) لإقناعهما باعتماد نهج أكثر ليونة·
في الماضي، كانت إسرائىل تجد من يدافع عنها في الاتحاد الأوروبي بفضل أصدقاء تقليديين مثل هولندا والسويد وبريطانيا، لكنها الآن لا تجد غير قلة من المدافعين حتى في المانيا حيث يريد الرأي العام أن يرى أعمالاً· قبل أيام، التقى وزير الخارجية البلجيكي لويس ميشال (الذي تتولى بلاده الرئاسة المقبلة للاتحاد الأوروبي) رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات في رام الله· وهذا الوزير أغضب إسرائيل قبل شهرين عندما هددها بعقوبات أوروبية·
وفي تطور مهم، قال عرفات بعد اللقاء: "أريد أن أكون واضحاً· نحن نعارض أي عملية تستهدف المدنيين سواء كانوا إسرائيليين أو فلسطينيين"، وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن هذه هي الإدانة الأولى من عرفات منذ بدء الانتفاضة في سبتمبر·
واتخذت الحكومة الإسرائيلية خطوات حذرة باتجاه استئناف عملية السلام، لكن ليس هناك غير تفاؤل بسيط لدى الطرفين· فقد قالت الحكومة الإسرائيلية إنها مازالت تدرس خطة السلام المصرية- الأردنية التي تقضي بأن ترفع إسرائيل الحصار عن الضفة الغربية وقطاع غزة مقابل وقف الفلسطينيين هجماتهم على إسرائيل والمستوطنات اليهودية·