نهاية صدام حسين والواقع المزري الذي هو فيه أصبح عبرة لكل معتبر فها هو حامي البوابة الشرقية أضحى هاربا من وجه العدالة، وها هو سيف العرب أصبح ذليلا مهانا ليس هناك بيت للعرب يؤويه بعد أن تخلى عنه أنصاره ومؤيدوه وحتى أولئك الذين كانوا يرقصون على نغمات انتصاراته الوهمية، أين أولئك الذين كتبوا فيه القصائد وأنشدوا له الشعر؟ وأين أولئك الذين مجدوه واعتبروه فخر العرب وعزهم؟ لماذا تركوه ذليلا مهانا؟! إنها دماء الشهداء الأبرار الذين قتلهم وعذبهم، إنها أنّات الأسرى وزفرات المساجين الذين ملأ منهم السجون والأقبية وجاء دور العدالة "من قتل يُقتل ولو بعد حين"·
صدام حسين عبرة لأولئك الذين ينتخبون أنفسهم حكاما ويضعون لهم - كما يريدون - برلمانا، ويملؤون البلاد بصورهم وتماثيلهم، ليخدعوا الناس وما يخدعون إلا أنفسهم!
فصدام كان يحكم بأمره وكان يتدخل في كل صغيرة وكبيرة··
أبعد الأشراف ونفى الأحرار وقتل العلماء وشرد أهل العراق، صدام كان يجري الانتخابات كما يفعل بعض الحكام العرب، ولكنه كان يتدخل لينتخب نفسه، وينتخب من هم على شاكلته·
وحين جاءت ساعة الصدق لم يجد له على أرض العراق مأوى أو بيتا يحميه·· بعد ن تخلى عنه أقرب القريبين·
ما فعله صدام مازال يتكرر عند بعض الحكام العرب إما بانتخابات مزورة أو بتغيير الدستور ليواكب مرض نفوسهم بالحكم مدى الحياة دون احترام للرأي الآخر، أو قبول بالمعارضة الوطنية·
ما حدث لصدام لن يكون هو الأخير بل قد يتكرر في أكثر من مكان بشكل أو بآخر·
فهناك الكثير من الطغاة·· كبارا وصغارا مازالوا يرون أن الرأي رأيهم وليس رأي شعوبهم·
ما حدث لصدام ما هو إلا نموذج على الجميع أن يعتبروا منه قبل أن يأتي الدور عليهم، فالحر تكفيه الإشارة، وإرادة الشعب قوية··
فصدام صنع لنفسه أمنا وقوة لتحميه ولم يعبأ بما سفك من دماء ولم يتصور يوما أن بيته ضعيف كبيت العنكبوت·
فحين سنحت الفرصة للشعب العراقي هبّ منتفضا وقام أمام العالم للتعبير عن رأيه في الظالمين، وكان أسلوب التعامل مع صوره وتماثيله خير دليل وأبلغ تعبير·
فهل هناك من يعتبر؟! |