عندما تذهب إلى الحج تجد أن الملايين من الحجاج منشغلين في عبادة ربهم ويتدافعون ويتسابقون في تحقيق رغباتهم ومناهم ومستعدين للموت في سبيل رمي الجمرات أو السعي أو الوقوف في منى، وعندما تذهب إلى قطاع غزة فإنك ستجد الآلاف من الشباب والأطفال وهم في حالة فوضى وهلع وتزاحم وتسابق لالتقاط الحجارة بغية رميها على دبابة إسرائيلية، ولكنك عندما تذهب إلى أحد المجمعات التجارية الجديدة في الكويت فإنك ستجد هلعا وسباقا من نوع آخر، فالشباب يتسابقون ويتدافعون ويتقاتلون لقذف رقم الهاتف النقال على فتاة بغية التعرف عليها واستدراجها في علاقة عاطفية·
ومن المعروف أن الأسواق التجارية في الكويت قد ازدادت واكتظت بالشباب من الجنسين ولو عرفنا أن عدد الشباب في الكويت يزيد على مئتي ألف شاب، ولو أقررنا بأسوأ الافتراضات بأن هناك %2 منهم يقدمون على التحرش الجنسي فإن هذا يعني بأننا لدينا أربعة آلاف دعوة رسمية يوميا للتعارف غير الشرعي سواء كان في المجمعات التجارية أو أماكن العمل أو في الإنترنت أو في الشوارع أو في أي وسيلة أخرى وقد ازدادت هذه الدعوات بشكل مرعب جدا فمعظم الفتيات على اختلاف أشكالهن وأعمارهن يتعرض يوميا للتحرش الجنسي والدعوة للتعارف، وفي هذا الصدد تقول لي سيدة فاضلة في الأربعينات من عمرها أنها لا تعير انتباها كبيرا لمن يتبعها بالسيارة أو يحاول التطفل أوالتحرش بها في أثناء قيادته لمركبتها فهي آمنة نوعا ما، ولكنها عندما تدخل أحد الأسواق بصحبة بناتها فإنها تتعرض لهجوم عنيف وسيء من الشباب الذين يتابعونها في كل خطوة وتقول إنها قد فقدت أعصابها في إحدى المرات وصرخت بهم قائلة "بناتي صغار حرام عليكم هالسوالف" فردوا عليها "أوكي ما عندنا مانع أخذي أنتي الرقم!!!" وهذا يدل على أن الشباب لا يفرقون بين فتاة وأمها أو رشيقة وسمينة أو ثرية وفقيرة فكلهم في النهاية إناث!!!·
القصص التي نسمعها من الشباب والشابات كثيرة وتتفاقم يوميا وأسبابها عديدة وكثيرة ومنها انشغال أولياء الأمور عن تحريم هذه الأفعال على أبنائهم بل إن بعض أولياء الأمور يفرحون إذا بلغ الولد وذهب إلى الأسواق ليمارس تحرشه ببنات الناس، وأسمع كثيرا من بعض أولياء الأمور عندما أسألهم عن أخبار أبنائهم فيردون علي بتباهٍ "العيال كبروا وتلقاهم الحين قاعدين يغازلون في المجمع الفلاني" كما أسمع كثيرا من بعض أولياء الأمور إنهم قد ذهبوا إلى أحد المجمعات التجارية بصحبة بناتهم فشدوا الانتباه إليهم لشدة جمال بناتهم وتقال هذه الوقائع بتباهي عفوي للدلالة على مدى جمال بناتهم أو أن بناتهم قد بلغوا عمرا كبيرا وتقول لي إحدى السيدات بكل تباه وسرور إنها عندما تصطحب ابنتها إلي السوق فإنها تستمتع بكثرة معاكسينهم وأنها تعود إلى البيت وهي تتذكر كل واحد فيهم وتنصح ابنتها "بتضبيط الجميل فيهم أو ولد النعمة"· وللحديث بقية·
الخاتمة:
يقول لي أحد الصحافيين الزملاء بأنه يحس بالابتهاج عندما تتم معاكسة زوجته أمامه في أحد الأسواق فهذا دليل على جمالها!! وحينها لم أستطع الرد عليه خجلا منه ولكنني الآن أقول له بأن ذكور الحيوانات أكرم منه وأكثر غيرة فهي تخوض معارك دموية لتقتل أي حيوان يفكر في التقرب لإناثها·
almelhem@taleea.com |