إن الاعتداء الإرهابي الذي تعرض له مقر الأمم المتحدة في بغداد يعد اعتداءً على حقوق الإنسان بكل معنى الكلمة، فهذه الهيئة الدولية جعلت من تحقيق الأمن والسلم الدوليين والدفاع عن حقوق الإنسان وضمان احترامها أسمى أهدافها، فمن سلم أولوياتها إنقاذ البشرية من ويلات الحروب، هذه الويلات التي عانى منها الشعب العراقي طويلا في ظل نظام الحكم البائد·
فمن حق هذا الشعب أن ينعم بالأمن والاستقرار وهذه الاعتداءات الإرهابية تقوض حق الإنسان في الأمن، خاصة وأنها موجهة إلى مقر الهيئة الدولية التي تجاهد من أجل تقرير هذه الحقوق وكفالة احترامها·
إن بعثة الأمم المتحدة في العراق تقوم بأعمال إنسانية بحتة تهدف إلى مساعدة الشعب العراقي على الخروج من محنته الإنسانية التي يعيشها، فماذا فعل سيرجو دي ميللو ممثل الأمم المتحدة في العراق للشعب العراقي عدا تقديم المساعدة الإنسانية عبر هذه الهيئة؟ وكذلك منسق برنامج صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "يونيسيف" كريستوفر كلاين بيكمان، ألم يكن سبب وجوده في العراق من أجل مساعدة أطفال العراق والذين هم بأمس الحاجة للمساعدة؟!·
أيا كانت الجهة التي تقف وراء هذه الأعمال الإرهابية سواء أكانت من أعوان النظام المخلوع أم من جماعات إسلامية متشددة، فهي وبكل المقاييس قد قامت بعمل إرهابي شنيع استهدف الاعتداء على حق الحياة لأناس أبرياء لم يكن لهم ذنب إلا أنهم آمنوا بالمبادىء السامية لهيئة الأمم المتحدة ونذروا أنفسهم في سبيل تحقيقها·
Ü عمان - الأردن |