كل المؤشرات مع شديد الأسف تشير الى تصاعد نغمة التوتر ورقيها الى حالة ما قبل الضربة الانتقائية للأهداف الإيرانية هذه المؤشرات تعززها مع شديد الأسف الجولات السياسية الأمريكية المكوكية، بل والضغوط التي يمارسها بعض قيادي الولايات المتحدة ومحاولة إضفاء الشرعية الدولية على هذه القرارات التي تتبناها الولايات المتحدة برغم صدور صك البراءة لإيران من منظمة الطاقة الدولية فيما يخص الاستخدام العسكري لمثل هذا السلاح هذا جزء مما نراه بأم أعيننا من ممارسات وضغوط سياسية وإعلامية وما خفي أعظم ونحن هنا نتساءل لماذا يطلق العنان لإسرائيل في عمل ما تشاء وتمارس ما تريد مع إضفاء المبررات على كل عمل تقوم به إسرائيل (العدو المشترك للمسلمين والعرب) بينما نكيل بمكيال آخر مع إيران فو الله لو أن الولايات المتحدة نزعت هذا السلاح من إسرائيل لكنا أول من يوافق على منع إيران أو أي دولة إسلامية أو عربية أخرى من الحصول على هذه المفاعلات وهذه التكنولوجيا، وليس أدل من هذا الميزان الأعوج سوى رفض إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا من التوقيع على اتفاق نزع وعدم استخدام القنابل العنقودية - المفاعلات النووية للتزود بالطاقة موجودة في الولايات المتحدة، بريطانيا واليابان·· إلخ، ولقد زرت مثل هذه المفاعلات واطلعت عليها وعلى إجراءات الأمن والسلامة المعمول بها داخل وفي محيط هذه المفاعلات وهذه التكنولوجيا الغرض منها توفير الطاقة الكهربائية بدلاً من الاعتماد على النفط ويحق لإيران ولأي دولة أخرى في العالم حق امتلاك مثل هذه الطاقة، بل الواجب علينا مساعدتها وارشادها بما يخص زيادة الاحترازات الخاصة بالأمن والسلامة وتعزيز هذه الإجراءات إن كان هنالك أخطاء قائمة، بل إخضاع هذا البرنامج لمتابعة ومراقبة الوكالة الدولية للطاقة بشكل مكثف إن استدعت الحاجة لذلك شريطة أن تخضع المفاعلات النووية الإسرائيلية لمثل هذا البرنامج وأن توافق دول العالم قاطبة على توقيع اتفاق يتم بمقتضاه تحريم استخدام هذه الأسلحة ونزعها أما الواقع الحالي في التعاطي مع هذا الملف وبهذه الصورة، فهذا لن نقبله وإن سكتنا على مضض وبعدما رأينا تدمير مفاعل 17 تموز العراقي من قبل العدو الصهيوني، عدم التوازن في التعامل مع الملف النووي الباكستاني والهندي، ضرب مصنع الشفاء في السودان والمبررات التي سبقت لاحتلال العراق، فيما يخص الأسلحة البيولوجية والكيماوية وأسلحة الدمار الشامل، والتي دحضها تقرير الوكالة الدولية للطاقة، والتي اعترفت فيها الولايات المتحدة لاحقاً ونحن في هذا الإطار تمتلكنا حقاً الدهشة والحيرة وعدم الرضا إزاء ما يجري لأن ما سبق من مبررات لا يرقي الى مرحلة شن الحرب على إيران الدولة المسلمة والجارة·
maldhafeeri@yahoo.com |