أمريكا لا تخفي أنها تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط وأن تكون إسرائيل الربيبة المدللة لها هي المسيطرة على دوله وأن تكون الحكومات العربية تابعة لتل أبيب·· هذا المخطط يسميه الأمريكان مشروع الشرق الأوسط الكبير·
ولقد سارت أمريكا مع مصر والأردن والسلطة الفلسطينية بهذا المخطط حين اعترفت الدول الثلاث بالكيان الصهيوني وأقامت معه علاقات دبلوماسية وفي المقابل قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع دول إسلامية أخرى··
والحرب الإسرائيلية على لبنان هي لهزيمة حزب الله الذي تعتبره الإدارة الأمريكية عقبة أمام هذا المخطط ومن ورائه سورية وإيران·· وبهذه البساطة تتصور أمريكا أن إسرائيل "مخلب القط الأمريكي" في المنطقة قادرة على تصفية حزب الله وإنهائه خلال أيام··
ولكن الحرب الأخيرة أثبتت أن حزب الله! أقوى مما كانوا يتصورون وأن الضربات الجوية لم تؤثر في سلاح حزب الله، بل ولم تقتل أحدا منه مما زاد حنق القادة الصهاينة الذين وجهت إليهم تهم إهانة الأخلاق العسكرية مما دفعهم لتكثيف الضربات العسكرية الجوية على البيوت والأهالي والمدارس والموانىء والتي بدؤوها بالضاحية الجنوبية من بيروت حيث مقر حزب الله وتلفزيون المنار ثم توجهوا الى جميع المناطق اللبنانية دون تمييز·· كل ذلك أثبت هشاشة الجيش الإسرائيلي والذي كانت تحيط به هالة زائفة بعد أن فشلت الجيوش العربية والتي تبين أنها لم تكن تحارب بصدق وذلك لخيانة الحكام العرب وتواطئهم مع إسرائيل··
والآن ستتبدل قواعد اللعبة بالكامل فلن تعود إسرائيل "مخلبا" بعد أن تم تقليم أظفارها ولن تستطيع الإدارة الأمريكية الفاشلة إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، بل سيكون لحزب الله اليد الطولى في إعادة رسم الخريطة اللبنانية بالتعاون مع المخلصين من الساسة اللبنانيين ورفض المخططات الأمريكية ومجابهة إسرائيل بعد أن تبين أنها "تمر من دون ورق" خاصة أنها تتجنب خوض "معارك برية" مع حزب الله والذي مازال يحتفظ بقوته··
ولعل من نافلة القول سقوط القرار "الأمريكي" الصادر من الأمم المتحدة، برقم 1559 والذي يطالب بنزع سلاح حزب الله·
وإذا كانت إسرائيل لم تستطع أن تنزع هذا السلاح وبحرب مدمرة فمن يتجرأ الآن على ذلك! سيخرج حزب الله من هذه الحرب الضروس؟! أقوى مما كان وسيكون هو اللاعب الأساسي على الساحة اللبنانية بعد أن سقطت الأغطية عن الحكومات العربية المتخاذلة وعن السياسيين المرعوبين وبعد أن تبين الضعف الإسرائيلي وهشاشة ما كان يسمى يوما ما أقوى رابع جيش في العالم والذي لم يستطع أن يتغلب على ما كان يسميه ميليشيا حزب الله وسيبقى السيد حسن نصر الله زعيما مقدرا في قلوب الأحرار· |