الدكتور إسماعيل الشطي أشهر من نار على علم عضو على مر السنين في مجلس الأمة منذ الثمانينات حتى أوائل التسعينات، رجل سياسي نشط من الطراز الأول ويجيد لعبة الشاطر بأسلوب (البيض والحجر) ويعرف عنه أنه من أنصار تيار الحركة الدستورية الإسلامية بل من مؤسسيها وتم تعيينه وزيرا للمواصلات في حكومة الشيخ ناصر المحمد الأولى ومن ثم نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء في حكومة الشيخ ناصر الثانية (المستقيلة قبل قليل من والأيام)···
ولكن عندما كان الشطي وزيرا في الحكومة الأولى شهدت البلاد موجة إصلاحية (برتقالية) فرضت نفسها على الساحة السياسية بفضل شباب وشابات الكويت وهي حركة (نبيها 5) التي جرفت معها العديد من التيارات السياسية المختلفة حسب إيديولوجياتها ومعتقداتها والمتفقة في الوقت نفسه على ضرورة إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية وتعديلها من نظام الـ25 دائرة إلى نظام الـ5 دوائر··· ومن هذه التيارات السياسية التي انضمت مؤخرا لتجمع (نبيها 5) الحركة الدستورية الإسلامية وبيض الله وجههم ركبوا موجة الإصلاح مع باقي التيارات السياسية، ويشهد الله أنهم لم يقصروا بل ساهموا في دعم توجيه تعديل الدوائر الانتخابية مثلهم مثل باقي التيارات السياسية المختلفة··· ولكن كان الشطي عضوا في الحركة الدستورية وكذلك كان عضو مجلس الوزراء ووزيرا للمواصلات أيضا وشارك السلطة التنفيذية التي هو عضو فيها في إخراج مسرحية (تعديل الدوائر الانتخابية) وكان سلبيا تماما تجاه تعديل الدوائر متماشيا مع حكومته حكومة الشيخ ناصر الأولى·· وقام أعضاء الحركة الدستورية الإسلامية بنكران الدكتور الشطي وضربوا به عرض الحائط وتبرؤوا منه ومن موقفه وقالوا إن الشطي غير إصلاحي لأنه متماش مع حكومته ومتعاون معها في مسرحية هزلية حكومية فسادية تقف ضد مشروع إصلاحي وهو تعديل الدوائر من الـ25 دائرة إلى نظام الدوائر الخمس··· ولكن بعد الانتخابات وفوز الأغلبية النيابية المؤيدة لمشروع الإصلاح وهو تعديل الدوائر وتحويلها إلى دوائر خمس استجابت الحكومة رغما عن أنفها لرسالة الشعب والشارع بأكمله وهو تحويل النظام الانتخابي إلى 5 دوائر ورحيل الـ 25 دائرة انتخابية· ونظامها الفسادي إلى مزبلة التاريخ وتم بفضل الله والشباب البرتقالي والتيارات السياسية التي تعاونت من أجل الإصلاح وبفضل وعي الناخبين تم إقرار مشروع الدوائر الخمس وكان وقتها الشطي نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء··· ولكن بعد الأزمة الأخيرة وهي استقالة الحكومة وبعد تحرك العديد من النواب بتوجيه الضغط على رئيس مجلس الوزراء بعدم توزير الشطي للمرة الثالثة لأنه لم يكن على قدر المسؤولية، وكانت له العديد من الهفوات السياسية والاقتصادية وكانت واضحة الوعود الزائفة عند هذا الوزير بتمرير العديد من القوانين الاقتصادية الإصلاحية، منها إقرار قانون الـBOT الجديد وتطوير قانون المستثمر الأجنبي لجلب الاستثمارات والشركات الأجنبية للاستثمار بالبلاد كما هو حاصل في الدولة المجاورة لنا أيضا التعديل على قانون الضربية العالية وهي تخفيض الضريبة أقل من %55 وذلك للتشجيع على تنشيط الاقتصاد والاستثمار في البلد وكان ما اشتهر عن الدكتور عندما يوجه له سؤال عن متى موعد العمل والانتهاء منه! كانت الإجابة واضحة عنده وهي بعد أسبوع أو أسبوعين سوف ننجز هذا القانون أو ذاك القانون··
الكلام ببلاش يا سعادة الوزير··· ويعد كل هذه المراحل المتتالية لنقف عند أهم مرحلة عندما صرح الإخوان في الحركة أنهم تبرؤوا من الدكتور الشطي وهو ليس من الحركة أثناء حملة (نبيها 5) تأتي الحركة في هذه الأيام الأخيرة بعد حل الحكومة الثانية وأثناء تشكيل الحكومة الجديدة تقف بوجه من يضغط على رئيس الوزراء لعدم توزير الشطي وتقول الحركة وأعضاؤها إن الشطي وزير إصلاحي وهو ليس عضوا بالحركة بل هو أحد رموزها ويجب توزيره في الحكومة القادمة·
· يا سبحان الله! بالأمس تبرؤوا منه وقالوا الشطي فاسد واليوم قالوا عنه رمزا من رموزنا ويجب أن يبقى الشطي بالحكومة القادمة لأنه وزير إصلاح··· بالنهاية أخي القارىء لا تستغرب من جماعة الإسلام السياسي خصوصا الحركة الدستورية لأنهم من أنصار (ميكافيلي) الغاية تبرر الوسيلة··· واللي تكسب به إلعب به يا شاطر··· وعاشت الحركة الدستورية أم الحركات·
· للأسف يتغنى جماعات الإسلام السياسي بالإصلاح والمصلحة العامة ولكن وقت (الصجية) المصلحة فوق كل اعتبار··· والدليل واضح وقفوا مع الخمس دوائر ورموا الشطي لأن الخمس دوائر مطلب شعبي (صرف) ورموا الآن الشعب ووقفوا مع الشطي من أجل كسب ود السلطة التنفيذية من أجل إخفاء حماقة استجوابهم الأخير··· لا نريد الإطالة عليكم ولا تستغربوا من تناقضات الحركة الدستورية ولا تستغربوا أيضا من حركاتهم ومواقفهم المتخاذلة المتناقضة ولا حول ولا قوة إلا بالله··
mjh_kuwait@hotmail.com |