رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 25 صفر غرة ربيع الأول 1420هـ - 9 - 15 يونيو 1999
العدد 1380

���� �������
يتوجه المئات من المواطنين ليلياً إلى المقار الانتخابية للاستماع إلى السادة المرشحين لسماع وجهة نظرهم وبرامجهم الانتخابية لمجلس الأمة المقبل· هؤلاء المئات يتركون منازلهم وبرامج المحطات الفضائية الممتعة بين أهاليهم وأسرهم وفي جو التكييف البارد للجلوس في ساحات تسيطر عليها حرارة الجو·· ما هدف هؤلاء المئات بل الآلاف الذين يؤمون المقار الانتخابية؟
تماما ..ليس طعنا في صميم النوايا وكذلك ليس ثني المنطق الذي يتحدث به العالم الإسلامي إلى ما لا يحتمل· إنما لفتة تجدر بنا لسبر أغوارنا متجردين من تراكمات الروح المهزومة التي أدت بنا إلى ما نحن عليه·· كمسلمين··!
* تلعب الصحافة في هذه الأيام ونحن نعيش فترة تمهيدية لانتخابات مجلس أمة 99، دورا كبيرا وملموسا، فعلى سبيل المثال لا الحصر كان للصحافة والأقلام الوطنية الحرة الفضل الأكبر في تحريك الرأي العام والشارع الكويتي تجاه تجريم الانتخابات الفرعية، فقد اتسمت الصحافة بالتنوع في الطرح والرأي، سواء اختلفنا أو اتفقنا معها، إلا أنها ظاهرة صحية ووضع طبيعي، كل صحيفة عالجت الموضوع تغطية وتحليلا بما تراه من اتجاهات وزوايا ورؤى.
مما يقل الاختلاف عليه أنه في بدايات التجربة البرلمانية الدستورية الكويتية وجد الإصرار من الجميع لوضع الأسس لمجتمع مدني حديث وفق أسس ديمقراطية وما زلنا ننعم بآثار تلك الجهود التي بذلت في تلك المرحلة، أما في المرحلة الحالية
بكل المقاييس والأعراف في السياسة الدولية تعتبر الحكومات في فترات حل مجلس الأمة حكومات مؤقتة تنحصر مهامها الرئيسة في الإعداد للانتخابات والإشراف عليها، حتى إذا وضعت المعركة الانتخابية أوزارها وأعلنت النتائج النهائية قدمت الحكومة استقالتها ممهدة الطريق لتشكيل حكومة جديدة تتفق توجهاتها مع نتائج الانتخابات.
آفاق ورؤيـــة
مع اقتراب يوم الانتخابات لمجلس الأمة المقبل ستزداد سخونة الطرح وتبادل الآراء من مختلف المرشحين ومؤيديهم وسنسمع العديد من التناقض في الآراء وتباين وجهات النظر، وهذا أمر طبيعي في الأجواء الديمقراطية التي تشجع التعددية السياسية والنقاش الموضوعي لإقناع النائب بوجهة النظر المقبولة.
يصادف الرابع من يونيو الذكرى السنوية لرحيل قائد الثورة الإسلامية في إيران، وعالم رباني من علماء الأمة الإسلامية الذين نذروا أنفسهم لله وللقيام في سبيل الله لإقامة الجمهورية الإسلامية وهو الإمام الخميني· يقول الإمام الشهيد محمد باقر الصدر - وهو الذي قام صدام المجرم وحزبه البعثي الدموي بقتله وقتل أخته الشهيدة الجليلة العلوية بنت الهدى - "لقد حقق الإمام الخُميني - حلم الأنبياء بإقامة الدولة والحكومة الإسلامية.... "
إن الخوض في موضوع تحوم حوله الشبهات كموضوع الصندوق الانتخابي، سواء كان حقيقة موجودة ودوره في الحياة السياسية في الكويت أو عدم وجوده، يعتبر عملية في غاية الصعوبة، وإن أردت أن أشبهها فلا مناص لي من القول إن الاقتراب من هذا الموضوع كالماشي بين حقول الألغام،
الناخب هو الوحيد الذي يستطيع أن يرسم أو يحدد هوية المجلس المقبل، فنحن لا نراهن على أي مرشح، لكننا نستطيع أن نراهن علي الناخب، نريد ناخبا واعيا يعرف أهمية صوته ومن يستحقه، ويعلم أن عملية الاقتراع تمر بلحظات سرية يختلي فيها الناخب بنفسه وراء الستار للإدلاء بصوته،
عندما يتابع المرء الأطروحات في الندوات الانتخابية في الكويت قلما يجد جديدا فيها حيث تتركز على قضايا تقليدية ومكررة ولا تضيف شيئا مفيدا للحياة السياسية في البلاد·· ومن أهم القضايا التي تطرح ما يتعلق بإصدار الحكومة لمراسيم في فترة غياب مجلس الأمة،
بلا حــــدود
يشكك الكثير في عزم الحكومة على إغلاق لجان الجمعيات الدينية، لأسباب أولها درجة النفوذ والقوة التي أصبحت تتمتع بها تلك الجمعيات، وحجم القاعدة الشعبية التي ترتكز عليها!! بالإضافة الى فشل محاولات سابقة للحكومة في تحجيم التيار الديني السياسي كان آخرها في عام 1994 حين حاولت الحكومة تنظيم عمل اللجان الخيرية، ومنع الكرافانات والحصالات المنتشرة في الجمعيات والأسواق والأماكن العامة!!
أسرار عجيبة وغريبة يزدحم بها المشهد العراقي والمأساة المروعة التي يعيشها شعبنا في ظل أقسى أنواع القمع والإرهاب.
إن آلاف الجرائم التي ارتكبها النظام لاتزال غامضة وهي غالبا ما تنفذ بمواطنين تم اختطافهم بطريقة سرية بالغة وأصبح مصيرهم مجهولا منذ سنين.
ألفـــاظ و معـــان
قرأت في المعاجم: فشل (بكسر الشين) تراخى وجبن· وفشل عن الأمر هم به ونكل عنه· فالفشل يتضمن معنى التخاذل والقصور· وهو في هذا يختلف عن الإخفاق (والفعل أخفق) الذي يفيد الإخلاص والاجتهاد والقدوة والسعي المثابر وعدم إدراك النجاح لأسباب خارجة عن الساعي.