رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 2 ربيع الأول 1425هـ - 21 أبريل 2004
العدد 1624

���� �������
التطور الثقافي للمجتمعات، من حيث اللغات الى الرموز والإشارات، وكذلك الأديان والعادات والتقاليد، حدث عن طريق تداول وتناقل الثقافات من جيل الى جيل تلو الآخر· كم هو جميل عندما يبحث المرء منا عن الثقافة، والأجمل عندما يستثمر الواحد منا جل وقته، من أجل الحصول على أحدث أنواع الثقافات، ففي عصر الحداثة وثورة المعلومات، باتت الثقافة ففي متناول الجميع، وأضحت المعلومة، تؤخذ وتنقل عبر الكثير من المصادر المختلفة، لا شك أن هنالك الكثيرين الذين أخذوا على عاتقهم، الذهاب الى الغرب
دأب الناخبون ومنذ فترة وخصوصا في الفصول التشريعية الثلاثة الأخيرة على اعتبار عدم "طرح الثقة" بالوزير، أي وزير كان، بعد جلسة الاستجواب تخاذلا من النواب الذين يأخذون موقفا تصويتيا مناهضاً لطرح الثقة أو حتى ممتنعاً وعادة ما تكون مواقف هكذا نوع من النواب غير معلنة أو غير واضحة أو من المترددين، وحقيقة إن الناخبين لا يلامون على إظهار ذلك التبرم لعدة أسباب:
آفاق ورؤيـــة
هل يحق لدولة ما استخدام سلاح الطيران العسكري لقصف سيارة مدنية وقتل من فيها؟
هذا ما فعلته إسرائيل في اغتيالها للشهيد الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي قائد حركة حماس في غزة·
جاءت هذه العملية بعد أقل من شهر على اغتيال الشيخ أحمد ياسين وبالطريقة نفسها وجاءت بعد لقاء الإرهابي شارون بالرئيس الأمريكي جورج بوش الذي أعطى لشارون ما لم يعطه أي رئيس من قبل·
الولايات المتحدة الأمريكية وليس الولايات المستقلة الأمريكية، هذا هو اسم أقوى دولة في العالم وقطبه الأوحد، وهي تتكون من إحدى وخمسين ولاية، تتمتع كل ولاية بقدر كبير من الحرية،لها مجلسها وحاكمها المنتخبان، ويجمع هذه الولايات حكومة مركزية مقرها واشنطن، ولم نسمع قط أن مثل هذا النظام قد أضعف الولايات المتحدة التي - كما أسلفنا القطب الأوحد- !!
لربما يستمر الكثير منا في نقد التوجهات أو الميول السياسية والفكرية لبعضنا البعض، ويرمي بعضنا الكؤوس على بعضنا الآخر، ويغلي بعضنا غضبا على بعضنا أو نقدا لمواقف بعضنا أو مواقفهم تجاه أفراد نعتبرهم من "بعضنا"، ولكن ما يجب أن يتم الإصرار عليه دائما هو أن "هؤلاء البعض" و "أولئك البعض" هم أبناء وبنات هذا الوطن الذي يحتاج الآن، "أكثر من أي وقت آخر" إلى تعاضدنا جميعا، هذا الوطن يحتاج إلى تكاتفنا ويأمل في تغاضي بعضنا عن أخطاء بعضنا الآخر، فما تمر به المنطقة من ظروف صعبة هذه الأيام يستدعي ضم الصفوف وتقوية الوحدة الوطنية·
أغلبية الشعب العراقي كانت تؤيد إسقاط نظام صدام حسين فالأكراد والشيعة كانوا يباركون التدخل الأمريكي لتحريرهم من الطاغية وبعض الأحزاب والتنظيمات الليبرالية والدينية السنية أيضا تؤيد عملية التحرير على قلتها· الولايات المتحدة الأمريكية كانت عند مستوى الحدث فاستطاعت أن تنجح في إسقاط نظام الطاغية بسرعة دون خسائر تذكر ولكنها فشلت في إدارة العراق بعد تحريره· منذ حل الجيش العراقي وتشكيل مجلس حكم طائفي التركيبة يعيد
ديمقراطية بلا تعددية كالشاي بلا سكر وتعددية بلا ديمقراطية كطعام بلا ملح، لذلك نقول إنه قد مضى على النظام الديمقراطي في الكويت أكثر من 40 عاما دون أن يحدث فيها أي تطور، على الرغم من المطالب الإصلاحية السياسيةالتي قدمتها جمعيات وهيئات ومنابر المجتمع المدني في السنوات العجاف الماضية دون جدوى، بل على العكس واجهنا الكثير من تعطيل العمل الديمقراطي في الكويت·
قضيتنا المركــزية
لن نتحدث في مقالنا هذا عن إرهاب رئيس وزراء الكيان الصهيوني "أرييل شارون" وجرائمه بحق العرب والمسلمين على مدى 58 عاما هي عمر إرهابه، ولكن الحديث سيدور حول فضائح هذا المجرم المالية وخيانته للدولة العبرية التي كان يعتبر كل ما قام به من إرهاب هو من أجل بقائها قوية· فقد بدأت شرطة مكافحة الاحتيال في التحقيق في جملة من الجرائم المالية مثل الرشوة والتنفيع غير القانوني والتلاعب المالي واستغلال المنصب الوزاري وهي جرائم موجهة لشارون وولديه اللذين حولا للنيابة العامة·
يعتقد عدد من المراقبين في بلداننا أن عمليات الاستجواب وطرح الأسئلة من أعضاء في مجالس الأمة أو البرلمانات المنتخبة تثير المشكلات وتعطل عمليات التشريع وأداء الدور الملائم للمجالس التشريعية، ويعطل وزراء الحكومة عن أداء أعمالهم المناطة بهم، لا شك أن هذه التصورات ناتجة عن قصور في فهم الديمقراطية وعدم توافر تجربة مناسبة لاستيعاب استحقاقاتها ومستلزمات عملها، ففي جميع البرلمانات في الدول الديمقراطية العريقة وحيث تتوافر قيم ديمقراطية حقيقية تطرح تساؤلات حول الأداء الحكومي وتثار قضايا تستغرق وقتا طويلا لمواجهتها··
بلا حــــدود
في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن في الخامس عشر من يناير الكويت حليفا استراتيجيا لواشنطن، بدأت دولة الكويت في التعامل مع اللقب الجديد حيث حضر وزير الدفاع جابر المبارك ونائب رئيس مجلس الوزراء محمد الصباح الحفل الذي أقيم في البنتاغون بمناسبة إعلان الكويت حليفا رئيسيا خارج الناتو، والذي أعلن فيه وزير الدفاع أن هذا الاختيار يعكس روابط العلاقات المتينة بين البلدين الصديقين والتي تأسست على ثوابت واضحة وانطلقت من الاحترام المتبادل والإيمان بالحرية والعدالة والديمقراطية!!
وحدها هي القيادات والحكومات العربية التي تتحرك الآن على الساحة السياسية للملمة الدور وتدارك فضيحة فشل انعقاد القمة والتحضير للقمة المؤجلة لمواجهة الضغوط والاستحقاقات التي تنتظرها على أجندة قمة الثماني، أيا يكن حجمها، أما المشاركة الشعبية من القوى السياسية مصيرية تهم الحكومات والشعوب والأوطان معا، مغيبة من حكوماتها وغائبة هي نفسها عن فرض وجودها على الساحتين العربية والدولية، ما عدا استثناءات محدودة حصلت في مصر سنشير لها لاحقا، وهذا الغياب له أسبابه الذاتية أبرزها الإحباط واللامبالاة والإهمال كما له بالطبع أسبابه الموضوعية·
لتعارفـــــــوا
الملاحظة المحورية التي يمكننا اعتبارها مركز الرحى في قانون إدارة العراق الموقت "أي الدستور الموقت للعراق"، هي أن هذا الدستور - الذي صدر تحت ظل الدبابات الأمريكية التي تجوب الشوارع العراقية كيفما تجوب الدبابات الإسرائيلية الشوارع الفلسطينية الآن - قد تضمن لغما شديد القدرة على تدمير مستقبل العراق، يتمثل في الفقرة "ج" من مادته الحادية والستين التي تنص على ما يلي: "يكون الاستفتاء العام ناجحا، ومسودة الدستور مصادقا عليها، عند موافقة أكثرية الناخبين في العراق، وإذا لم يرفضها ثلثا الناخبين في ثلاث محافظات أو أكثر"·
أولا نعزي أنفسنا وشعبنا العراقي والعميد توفيق الياسري أمين عام حزب الائتلاف الوطني العراقي بوفاة المغفور له القائد الفذ لانتفاضة الجنوب والناصرية تحديدا العقيد عبدالمنعم القطان حينما خاض ورفاقه أشرس المعارك وأشرفها ضد قوات صدام وعناصره الإجرامية من القادة الميامين الذين تصدوا لأعتى نظام إرهابي يمتلك جميع وسائل البطش والتدمير بعد أن تحققت أمنيته الكبرى بسقوط النظام الصدامي البائد·
يبدو أن أحد أساسيات خارطة الطريق حسب المفهوم الشاروني هو قتل الأبرياء وتصفية الشرفاء مهما كانت ظروفهم وأوضاعهم، وللأسف هذا المفهوم بدأ يتعزز وينمو من خلال تبني مجلس الوزراء الإسرائيلي له على مرأى وبصر الإدارة الأمريكية التي طالبت كلا الطرفين بضبط النفس تعليقا على اغتيال إسرائيل للشهيد المجاهد الشيخ أحمد ياسين مثال الكفاح والنضال والعطاء - رحمه الله رحمة واسعة وألهم ذويه والعالم الإسلامي قاطبة الصبر والسلوان وعوضهم خيرا -