رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 7 ربيع الآخر 1425هـ - 26 مايو 2004
العدد 1629

���� �������
الناس للناس، وحق العيش مشروع لكل الناس، ومثلما تسعى وتفتش الشعوب الحية عن السعادة والبهجة والطمأنينة بالحياة، كذلك الآخرون لهم كل الحق في ذلك، بيد أن من المؤلم كثيرا، حينما يستكثر البعض في العالمين العربي والإسلامي هذا الأمر على إخواننا في العراق، ترى ما الجرم والذنب الذي اقترفوه حتى يحرموا من كل ذلك؟ فمنذ أكثر من ثلاثين عاما ونيف، والنظام البائد كان يتفنن في تنكيل وتلويع هذا الشعب، هنا نتساءل: ألا يكفي·· ويكفي ما كابده هذا الشعب، من فقر وتشرد وفتك للأرواح؟
كفاكم مهاترات وكلاما من غير معنى للذين يتكلمون ويعقدون الندوات ويتباكون على حقوق الإنسان ويطالبون بالإصلاحات من الداخل فهم في الحقيقة ضد الإنسانية وأعداء الإصلاحات ويريدون بالإصلاح من الداخل مجرد ديكور لا معنى له "ولا ناقة ولا جمل" فكيف تطالب حكومتنا وبعض أعضاء مجلس الأمة بالإصلاحات من الداخل وهم يقومون بالانتهاك والاضطهاد والتمييز بين المواطنين ويكيلون بمكيالين مع المواطنين وعدم احترام حقوقهم الدستورية والإنسانية، إن الإصلاحات آتية لا محالة من الخارج، لقد سئم المواطن حتى أصبح في حالة إحباط شديد يرثى لها من جانب حكومتنا فكيف يقبل المواطن الإصلاح من الداخل؟!
مصطلحا "العيب" و"الحرام" مصطلحان يترددان كثيرا في مجتمعاتنا العربية، ويؤديان الوظيفة نفسها، هذه الوظيفة تتمثل في تشكيل قوالب بشرية متجانسة تضمن الحفاظ على النظام الاجتماعي القائم· مفهوم التجربة الفردية يقف على النقيض من وظيفة هذين المصطلحين·
نفهم أن للحكومة تصوراتها في موضوع تعديل الدوائر لحسابات متعددة منها المعلوم ومنها المجهول، كونها لاعبا أساسيا ومباشرا في الحياة النيابية، وهي حالة متفردة في السياق الديمقراطي الفعلي، وأما الذي لا نفهمه هو إصرار الحكومة على التعريج في المبدأ الحقوقي للمواطنين بالهيمنة على تقليص فرص المشاركة بالعموم، ولهذا فمن البديهي أن تتخندق الآراء في محيط المعارضة للمقترح الحكومي، والذي تتجه النية فيه على ما يظهر لنظام عشر دوائر وحق التصويت لاثنين فقط "نشر الخبر في صحيفتي الطليعة والقبس"·
نعلم جيد أن قادتنا العرب عادة ما يجتمعون لكي يتفقوا في نهاية الأمر على إصدار الخطب الرنانة والمجاملات الشكلية والبيانات اللفظية الممجوجة، فالشارع العربي قد أضناه الصبر مثلما أضنته الأزمات وأنهكته المشاكل يتوقع على الأقل من قادته في مؤتمرهم الأخير وفي ضوء المتغيرات العالمية أن يغوصوا بجدية وموضوعية في صميم المشاكل بفتح الملف الداخلي العربي الملغوم
آفاق ورؤيـــة
الواضح للمتابع السياسي في الكويت أن كل الاتجاهات السياسية لم تعد راضية عن أداء الحكومة وبالتالي فإن النقد السياسي يأتيها من كل اتجاه· ولعل السبب في ذلك هو محاولة الحكومة اللعب على المتناقضات، فهي تريد إرضاء البعض بتقديم حق المرأة السياسي، وترضية آخرين بوضع ضوابط على الحفلات ومسك عصا الدوائر الانتخابية من الوسط ومهاجمة البعض واستمالة البعض الآخر· الحكومة الحالية والتي لم يمر عليها سنة واحدة تبين أنها لا تملك اتجاها واحدا بل فيها أكثر من اتجاه·
المنطقة العربية هي آخر معاقل الاستبداد بعد أن غطت موجة الديمقراطية أقطار العالم ولفتها، فمن كان يصدق أن تتحول البرازيل والأرجنتين وشيلي الى النظام الديمقراطي، بل من كان يدور في خلده أن نظام بول بوت الرهيب سيسقط وسيتبعه حكم ديمقراطي نابع من تجربة كمبوديا المرة، وكان يفسر استعصاء المنطقة العربية بأنظمتها الاستبدادية على الأخذ بالديمقراطية هو أنها حليف للغرب وبالذات لأمريكا وأن الأخيرة تغض الطرف عن تلك الأنظمة لما تحققه لها من مصالح أولها تدفق النفط الرخيص وثانيها العلاقة مع إسرائيل وتحديدا بعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد،
ما يميز الأزمة المتعلقة بشكل أساسي بموضوع الهوية الوطنية عن مثيلاتها من الأزمات الفكرية والسياسية الأخرى والتي عصفت بالجماعات السياسية الدينية على مر تاريخها هو أن الخطاب السياسي الديني الذي تستند إليه هذه الجماعات يصطدم مرارا وتكرارا بحقيقة أن الفكر الديني التقليدي لا يوفر أطرا محددة أو معينة لإنشاء دولة ذات حدود سيادية أو ذات خاصية اجتماعية أو سياسية معينة تميزها عن الدول الأخرى·
أستمتع كثيرا حينما أبحر في أعماق شبكة المعلومات العالمية "الانترنت Internet"، باحثا عن كل ما هو جديد في مجال التخصص الأكاديمي، أو الزيادة في دعم معلوماتنا العامة عن بعض القضايا والأطروحات المتوافرة، والزيادة في الثقافة من داخل هذه الشبكة الإلكترونية·
وما بين البحث والاطلاع على هذه الشبكة فإنك تجد الكثير من الغث السلبي وبجانبه الإيجابي في المعلومات والبيانات والأفكار والآراء التي يستطيع كل إنسان طرحها في هذه الشبكة·
الحمد لله على نعمة الإسلام دين السلام ودين الأخلاق، الذي ما بعث رسولنا الكريم إلا ليتمم مكارمها، وهو دين الرحمة والإنسانية لبني البشر كافة، (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) فلم يخص الإسلام برحمته المسلمين بل،جاءت دعوته للرحمة تحمل معنى عالميا، يشمل جميع الناس على اختلاف أديانهم ومذاهبهم·
الأخطار من حولنا كثيرة، ففي الماضي كان خطر النظام العراقي البائد قائما، وقبله كانت الأطماع العراقية تشكل تهديدا لوجود وبقاء الكويت بدءا من العهد الملكي ومرورا بالعهد الجمهوري، وبعد القضاء على نظام الطاغية صدام حسين خيل لنا أن الخطر قد زال والأطماع ذهبت إلى غير رجعة،
في مجتمعات يتسم أهلها بتقبيل الأنوف كوسيلة لأخذ الحق أو للتأثير على المانح ولتحقيق المطالب المشروعة وغير المشروعة، في مثل هذه المجتمعات لا يمكن أن تسود العدالة والديمقراطية الحقيقية والصحيحة، بحيث يتساوى فيها الناس كل الناس بالحقوق والواجبات، ويكونون جميعا أمام القانون كأسنان المشط، نعم في مجتمعات يكثر فيها حب الخشوم لا يمكن أن تكون هذه مجتمعات ديمقراطية فعلا، حتى ولو نالت فيها المرأة حقوقها السياسية في التصويت والترشيح، فهذا لا يعني أن ميزان الديمقراطية قد اعتدل، وأن عملية الإصلاح السياسي قد تمت وانتهت·
قضيتنا المركــزية
بعد إعلان الإدارة الأمريكية انحيازها الصريح واللامحدود لسياسة حكومة الإرهاب الصهيوني وممارسات شارون الإجرامية، كان لابد للمجتمع الدولي أن يتخذ موقفا حازما - حتى لو كان رمزيا - تجاه هذه الممارسات الفجة·
تحت عنوان المنطقة والمستقبل نظمت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأمة الكويتي ندوة استضافت خلالها عددا من الشخصيات العربية والأجنبية للحوار حول مسائل العراق وإيران والخليج والشرق الأوسط، وبالرغم من التنظيم المعقول والضيافة السخية من قبل منظمي الندوة إلا أن الندوة ضمت شخصيات متباينة الفكر والثقافة والتوجهات ولم تتمكن الندوة من التوصل إلى قناعات محددة بشأن مستقبل المنطقة، فهناك من شارك وهو يؤمن بضرورة قيام نظام ديمقراطي ليبرالي في العراق يكون مسالما في محيطه وعلاقاته طبيعية وسليمة مع دول الجوار في حين استضافت الندوة من يحن لنظام ديكتاتوري فاشيستي تحت مسميات قومية بائدة··
بلا حــــدود
مع تدهور الأحداث الأخيرة في العراق، وتصاعد حدة العنف والتمرد من قبل بعض الأطراف العراقية، يتساءل البعض عن إمكانية تسليم السلطة للعراقيين في نهاية يونيو المقبل، خاصة في ظل الانقسام الطائفي الذي برز كما لم يبرز من قبل عبر تاريخ العراق·
في الهزيع الأخير من أحداث التسعينيات البحرينية المؤسفة حيث كان الاحتقان السياسي في ذروته، وهو الاحتقان الذي أشاع مناخا من الإرهاب الفكري من قبل مختلف أطراف وقوى الأزمة وإن بدرجات متفاوتة في الممارسة الرسمية منها والشعبية على حد سواء، أتذكر بأني كتبت هنا على حذر وشيء من الوجل منددا بظاهرة حرق العلم الوطني لأي دولة من الدول دون أن أخص "البحرين" بالاسم،
لتعارفـــــــوا
إنه من المشروع، إذا لم يكن من الواجب، أن يقوم المراقب السياسي للوضع العربي العام، ووضع المقاومة العربية للاحتلال الأجنبي على وجه خاص، بمقارنة النتائج التي وصلت لها المقاومة البطولية اللبنانية، مع النتائج التي وصلت لها المقاومة التي لا تقل عنها في البطولة والفداء، تلك التي قامت، ولا تزال، في فلسطيننا الجريحة·
منذ أن كلفت الأمم المتحدة السفير الأخضر الإبراهيمي بمهمة المساعدة على تشكيل الحكومة الانتقالية، والأوساط السياسية والإعلامية منشغلة بتلك المهمة التي يراها البعض غامضة وملتبسة والآخر يراها غير مستقلة ولا حيادية وغيره يراها لا ترتبط بالواقع العراقي الراهن ومعطياته الداخلية إنما هي متأثرة طوعا أو قسرا بالعاملين الإقليمي والدولي وتوازن القوى وصراع المصالح بينما يفسر بعض المحللين تعثر المهمة وصعوبتها الى الواقع العراقي ذاته الذي تصطرع فيه قوى كثيرة، واقعا متشابكا ومشتبكا يلعب التدخل الإقليمي والدولي أدوارا تزيده احتقانا وتدفع به الى التفجر الدائم وعدم الاستقرار·