رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 7 ربيع الآخر 1425هـ - 26 مايو 2004
العدد 1629

أضواء على مهمة الأخضر الإبراهيمي في بغداد
حميد المالكي
hamid@taleea.com

منذ أن كلفت الأمم المتحدة السفير الأخضر الإبراهيمي بمهمة المساعدة على تشكيل الحكومة الانتقالية، والأوساط السياسية والإعلامية منشغلة بتلك المهمة التي يراها البعض غامضة وملتبسة والآخر يراها غير مستقلة ولا حيادية وغيره يراها لا ترتبط بالواقع العراقي الراهن ومعطياته الداخلية إنما هي متأثرة طوعا أو قسرا بالعاملين الإقليمي والدولي وتوازن القوى وصراع المصالح بينما يفسر بعض المحللين تعثر المهمة وصعوبتها الى الواقع العراقي ذاته الذي تصطرع فيه قوى كثيرة، واقعا متشابكا ومشتبكا يلعب التدخل الإقليمي والدولي أدوارا تزيده احتقانا وتدفع به الى التفجر الدائم وعدم الاستقرار·

ذلك المشهد المعقد على الإبراهيمي أن يعرف مداخله ومخارجه ومساحته بكل تضاريسها البارزة على السطح والمغيبة عنه ووجد أن لا بد أولا أن يدخل ذلك المشهد كاشفا ومتحاورا مع معظم مكوناته وفعالياته أكانت في السلطة "مجلسي الحكم والوزراء" أم من خارجهما ليتعرف وبشكل مباشر على تفاصيل ذلك المشهد ومفرداته الدقيقة وإضاءة زواياها المعتمة·

وكانت زيارته الأولى أو المرحلة الأولى من مهمته قد استغرقتها جولة الاكتشاف تلك وإن كانت لم تشمل كل القوى والفعاليات والشخصيات إلا أنه استطاع التعرف على معظمها وخرج بنتيجة مفادها أن تشكيل حكومة عراقية سياسية تستوعب تمثيل كل القوى والأطياف العراقية التي تتكاثر وبعضها في طور الولادة والبعض الآخر لم تتبلور بعد أهدافه وبرامجه وعقائده، وجد أن ذلك صعب للغاية بل يرقى الى درجة المستحيل لأن ذلك التمثيل لا يتحقق أبدا في حكومة محدودة الحقائب الوزارية ومهما بلغت من اتساع إنما يتحقق فقط في البرلمان أي مجلس النواب عبر انتخابات عامة·

وتوصل أيضا الى نتيجة مفادها أن العراق في مرحلته الانتقالية التي تبدأ في 30 المقبل بحاجة الى حكومة مهنية فنية (تكنوقراط) لإعادة بنائه وإعماره وتوفير الأمن والخدمات والعمل، أما السياسيون فلهم مجلس آخر ينتظمهم حتى انتهاء المرحلة الانتقالية ليأخذوا راحتهم في الحوار والجدل والتنظير حتى انتهاء المرحلة الانتقالية حيث تكون الأجواء قد أصبحت صالحة لإجراء الانتخابات حينما تتوافر مستلزماتها وشروطها ومقتضياتها·

فإذا أضفنا الى كل ذلك أن المزاج العراقي الشعبي العام مزاج يغلب عليه الطابع الاستقلالي البعيد عن التحزب والأحزاب والمصالح الفئوية الضيقة والطامحين الى السلطة والمنغمسين بالتنظير والمماحكات السياسية والجدل العقيم بل هو مزاج يطالب بإخراج العراق من دوامة التدمير والخراب والخلاص من آثار ومضاعفات ونتائج حقبة دموية كارثية استمرت لأكثر من 35 عاما ليجد المواطن نفسه مصون الكرامة مضمون الحقوق كالعمل والسكن والدراسة والحريات العامة والمشاركة في بناء حاضر وطنه ومستقبله دون إقصاء وتحريم وهذه رغبة الغالبية غير السياسية من أبناء شعبنا الذي مل الحروب والمغامرات والصراعات الخرقاء الطائشة، وهذا لا يتوافر إلا إذا أعطينا مهمة البناء والتنمية والإعمار الأولوية والأسبقية على جميع القضايا·

 

الأكثر للبناء··· الأقل للسياسة

 

ولذلك فإن المخلصين من أبناء شعبنا وما أكثرهم والحمد لله يعملون ما بوسعهم ويطالبون الجميع بأن يتحلوا بأقصى درجات اليقظة والتوجه نحو ترجمة شعار البناء والتنمية والإعمار وجعله حقيقة مجردة من المصالح والأغراض والأهواء الخاصة الضيقة، حقيقة عامة يعايشها المجتمع وتكون جزءا من سلوكه وفعاليته في كل مجال، أما السياسة وإن كان كل شيء في الحياة مترابطا ومركبا وكل جزء فيها يستوجب وجود الآخر ويتفاعل معه، يتأثر به ويؤثر في وجوده واستمرار سيرورته لكن الوضع العراقي الداخلي كأي وضع آخر في أي مكان آخر له خصوصيته محكوم بشروطه وتمايزاته وسماته الخاصة موضوعيا وذاتيا، وأنا حينما أركز على البناء فإنني أعني البناء في كل المجالات والبناء السياسي الدستوري المؤسسي أحد مجالات ذلك البناء لكن هذا النوع من البناء لا يمكن إنجازه دون أجواء الاستقرار والسلم الاجتماعي وتوافر الحاجات الأساسية والخدمات الضرورية للمواطن وصيانة حقوقه حتى يتمكن من المشاركة الفعالة والمؤثرة في البناء السياسي كونه صاحب المصلحة الأولى والأخيرة في ازدهار بلده وتطوره وتقدمه·

 

hamid@taleea.com

�����
   
�������   ������ �����
الذكرى 94 لصدور "برنكيبيا ماتيمانيكا"
برتقالة الدكتور مصطفى جواد!
الانتخابات العراقية·· مفتاح العملية الدستورية
أول بيان يرسي قواعد جديدة وثابتة بين البلدين
قراءة عراقية في البيان الكويتي العراقي
بمناسبة ذكرى الغزو الغاشم
قراءة في وثائق الدبلوماسية الكويتية
الفضائية الكويتية صوت العراقيين الذين لا صوت لهم
الفضائيات العراقية تكسر احتكار الفضاء
محاكمة صدام حسين والقضاء المستعجل
وثيقة تنشر للمرة الأولى
صدام حسين أمام محكمة الشعب عام 1959
نساء العراق بريئات من صدام حسين
دفاعنا عن الكويت يعني دفاعنا عن الحقيقة
نداء عاجل
فشلت المؤامرة وانتصر العراق
الوحدة وتسليم السلطة في العراق
أضواء على التعداد العام في العراق
خطوة كويتية جديدة باتجاه العراق
انتصار الرياضة العراقية
المواطنية والوطنية والولاء
أضواء على مهمة الأخضر الإبراهيمي في بغداد
أطروحتان لمساعدة الشعب العراقي
الاستثمار الكويتي في العراق
حدث تاريخي بارز في الحياة السياسية الكويتية
الذكرى الرابعة لندوة مستقبل العلاقات الكويتية العراقية
قراءة من منطلق رؤية فيزيائية فلسفية
كيف وإلى أين يسير الوضع في العراق؟
  Next Page

آخـر وقـفة
(قمة) التراجع المنظم:
د·أحمد سامي المنيس
الالتزام الدستوري:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الغبار الأنجلو – أمريكي:
سعاد المعجل
ألا يستحق الحياة؟:
محمد بو شهري
التجربة الفردية بين "العيب" و"الحرام"!:
فهد راشد المطيري
المثالب الديمقراطية:
يحيى الربيعان
شكرا·· الشيخ صباح أوقف الفحش الفكري!:
بدر نادر الخضري
"وسعوها في قريش تتسع":
عبدالخالق ملا جمعة
الإصلاح الإنساني
من الخارج أفضل من الداخل:
فيصل العلاطي
المنطقة والمستقبل!:
عامر ذياب التميمي
الكويت والديمقراطية:
المحامي نايف بدر العتيبي
العرب والديمقراطية:
د. محمد حسين اليوسفي
الإرادة الدولية تتحدى أمريكا:
عبدالله عيسى الموسوي
أيها الإرهابيون·· بأي إسلام تدينون ؟:
المحامي د.عبدالله هاشم الواكد
المقاومة·· مقارنات ودروس:
د. جلال محمد آل رشيد
المجموعات السيادينة وأزمة الهـوية الوطنية:
خالد عايد الجنفاوي
أضواء على مهمة الأخضر الإبراهيمي في بغداد:
حميد المالكي
قدسية العلم الوطني:
رضي السماك