رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 26 جمادى الأولى 1425هـ - 14 يوليو 2004
العدد 1636

���� �������
إن مشهد صدام حسين وهو خلف القضبان فيه من العبر والدروس ما فيه، حيث حكم هذا الطاغية شعب العراق لمدة 35 عاما بالحديد والنار، وفي نهاية المطاف أراه الله تمزيق ملكه وتشتيت عائلته وقتل أولاده، إن في ذلك لعبرة لمن يتأمل، فالإنسان مهما أوتي من قوة السلطة والمال فعليه مراقبة الله عز وجل، فهو "يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير"،
يشتهر الكويتي بأنه عاشق "للوبيات" الفنادق لأنها ترضي غروره "بالطماشة" على الناس وخصوصاً بني جنسه فتجده "يكشخ" ويتجهز عشان يروح يقعد باللوبي أو ينزل للقهاوي كما يحدث في بيروت والتي تجدها عامرة بالكويتيين ليقول للآخرين "كأني موجود شوفوني تراني في بيروت" ولا يفوته أنه يسلم على كل واحد يشوفه حتى لو كان أحد ألد أعدائه بل إنه يتواعد "معاه" للخروج في سهرة لو استطاع علما بأنه لو تصادف مع الشخص نفسه في الكويت تجده يقول داخل نفسه "أووه مالي خلقه خل أتصدد عنه"،
ناصر طالب في قسم الفلسفة، يتناول طعام العشاء في أحد المطاعم مع خالد، موظف حكومي، يطلب خالد طبق دجاج مع الرز، ويلاحظ نظرة استنكار من صديقه ناصر:
خالد: هل مازلت من أنصار حقوق الحيوان؟ ما الخطأ في أكل لحم الحيوانات؟
ناصر: لأن ذلك يتضمن قتل نفس لا لشيء سوى تلبية لمذاقنا!
خالد: وما الخطأ في ذلك؟
حاصل جمع إخفاقات السلطة، في ملفات الفساد، والتمييز، والتجنيس والبطالة والأمن، يعادل بالضبط حاصل إخفاق المعارضة في هذه الملفات، ويوفر في نهاية اليوم بيئة صالحة للوصول بالشأن السياسي ذروة شبيهة بالذروة التي تفجرت عندها الأمور في منتصف التسعينات وكلفت البحرين إضافة الى ما نعرف من خسارة في المال والأرواح والقيم التي عبث بها بعض الفاسدين في أجهزة الأمن، كلفتها ما ندفعه اليوم من تسيد خطاب مزايد يدور حول نفسه في أوساط المعارضة، ويصل أحيانا مستويات سوقية تتيح لأي "دلال" مزايد أن يتسيد على منافذ الخطاب، ومراكز القرار في جمعياتنا السياسية·
خرجت علينا غرفة تجارة وصناعة البحرين ممثلة في مجلس إدارتها بخبر عجيب وغريب نشرته أخبار الخليج في عددها الصادر يوم 28 يونيو 2004 حول مرئياتها في تشكيل تكتل (تنظيم) اقتصادي وسياسي يسعى إلى إحراز أكبر عدد من المقاعد في تشكيلة البرلمان القادم عام 2006، وسبب دهشتنا رغم أننا كنا نتابع هذا التوجه من قبل النشطين في الشأن العام من فعاليات رأسماليتنا الوطنية أن لا علاقة لتوجهاتهم وسعيهم للمساهمة الفاعلة في مستقبل البحرين السياسي، والاقتصادي وعملية تطوير المشروع الإصلاحي،
أميل إلى الرأي الذي يرى أن شأن العراق الشقيق خاص بأهله في المرحلة الانتقالية على الأقل، ومهما كانت لدينا من معلومات وأحاديث مؤكدة نستطيع الاعتماد عليها، فإنها لا تبرر لنا المضي في تحليل ما يجري في الداخل العراقي إلى أن تتضح الصورة أكثر وتستقر الأوضاع الأمنية ويقوم العراق في عهده الجديد·
خلطت التيارات الدينية عن عمد بين المفاهيم المحافظة للمجتمعات الخليجية والدين لدرجة أصبح لدينا نسخة خليجية من الإسلام تختلف عن مثيلاتها في بقية العالم الإسلامي ثم بدأت التيارات الإسلامية بتصدير هذه النسخة المحافظة من الإسلام إلى العالم مشفوعة بأموال النفط "الخيرية" ومرحباً بها ومدعومة من قبل أمريكا وحكومات المنطقة كل يستخدمها لحسابه، فهذا يحارب فيها المد السوفيتي وذاك يضرب فيها خصومه السياسيين·
يعتبر تعدد الأحزاب وحرية تكوين المؤسسات والجمعيات والمنظمات السياسية ظاهرة صحية لصيانة حرية الرأي والتعبير والاجتماع، ووسيلة حيوية في إدارة الصراع السياسي بشكل يبعده عن دائرة العنف والتطرف والعمل السري، فالتعددية الحزبية تقدم الإطار العام لتدريب المواطنين على العمل السياسي المنظم،
آفاق ورؤيـــة
المأزق المعنوي الذي ستعيشه إسرائيل بعد إصدار محكمة العدل الدولية قرارها بأن الجدار العنصري الذي تبنيه في الأراضي الفلسطينية يعتبر مخالفا للقانون الدولي، هذا القرار أو الرأي القانوني، سيحرج حكومة العدو وإن هي أعلنت رفضها له· وبالتالي فإن على الفلسطينيين والعرب التحرك بقوة لزيادة الضغط على حكومة إسرائيل وإظهارها بمظهر الرافضة للقانون الدولي خاصة وأنها كانت تحاول دائما الظهور بمظهر الدولة الديمقراطية وسط محيط من الدول المتخلفة وأنها دولة القانون وسط أناس لا يعترفون بالقانون·
فيما يثور جدل بين القانونيين العراقيين حول شرعية محاكمة صدام، أبدى %80 من الشعب العراقي تأييدهم لإجراءات حكومة علاوي الأمنية، إذ لقيت الإجراءات الأخيرة المتمثلة بانتشار دوريات قوى الأمن والحرس الوطني في المدن العراقية وعلى الأخص مدينة بغداد ارتياحا من غالبية من أجريت عليهم استطلاع للرأي بإشراف جامعة بغداد، فالمواطن العراقي أشد ما يعاني من الانفلات الأمي المتمثل في كثرة "السلابة" أو "النهابة" بالمصطلح المحلي،
قضيتنا المركــزية
لا يمكن للمراقب المنصف للأحداث في فلسطين المحتلة إلا أن يقف جليا أمام عمليات المقاومة النوعية التي شكلت عودة لمبدأ "توازن الرعب" بين أبطال الانتفاضة من جهة وجيش العدو الصهيوني من جهة أخرى· ولقد حققت هذه العمليات الكثير من أهدافها النفسية والمادية والمعنوية في كلا الجانبين وإن كانت نتائجها في الشارع الإسرائيلي مؤلمة، نظرا لاعتقاد البعض بأن المقاومة قد بدأت في التآكل الداخلي بعد سلسلة العمليات التي استهدفت قادتها·
قمت خلال الأسبوع الأخير من شهر يونيو (حزيران) الماضي بزيارة إلى اليمن والتي لم أزرها منذ أخر زيارة عمل لي هناك عام 1979، ولا شك أنني وجدت تغييرات مهمة في اليمن، وخصوصا صنعاء التي اختصرت زيارتي الأخيرة عليها·· يبلغ عدد سكان اليمن في الوقت الحاضر ما يربو على العشرين مليون نسمة، وهي الآن تضم الشطرين الشمالي والجنوبي، وكما يتضح من الملامح البشرية آن غالبية السكان، كما هو الحال في البلدان العربية والدول النامية الأخرى،
لتعارفـــــــوا
يهذي المحامون الأردنيون بأن محاكمة المجرم صدام هي محاكمة غير شرعية، اعتمادا على مبدأ التشكيك بأصل شرعية الحكومة العراقية "الموقتة" القائمة حاليا، بحجة أن الأجانب هم من أقاموها·
والحقيقة، هي أن أفضل رد على هذا الكلام، يمكننا أن نستعيره من الفنان عادل إمام في مسرحيته "شاهد ما شافش حاجة" بأن نقول للأردنيين بأن الدفع بعدم شرعية الأنظمة العربية التي تضعها القوى الخارجية·· "حيخلي البلد كلها تنام في الشارع!!"، بمعنى أنه لن يبقى أمامنا على الخريطة العربية مكان شرعي·· إلا ما ندر!!
حتى وهو في قفص الإتهام مع أطنان من وثائق الإدانة لم تسلم دولة الكويت الشقيقة وشعبها من وقاحة المجرم صدام حسين وافتراءاته المخزية حين برر غزوه لبلد عربي بغيرته على "حرائر العراق" وهي فرية كاذبة ومخزية وصارخة إذا لا توجد أية وثيقة أو تصريح أو تلميح أو مقال أو أي دليل آخر مهما كان صغيرا وحتى عابرا يؤكد أن مصدرا كويتيا رسميا أو شعبيا قال بأننا سنجعل المرأة العراقية بعشرة دنانير، وفيما يلي بعض الوقائع والمعطيات المادية الملموسة التي تؤكد ما فعله صدام ونظامه الأسود بالعراقيات: