رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 4 اكتوبر 2006
العدد 1745

���� �������
كأن نبوءة أطلقها الأديب والسياسي الفرنسي أندريا مالرو حول كون القرن الحادي والعشرين سيصبح بامتياز، إما قرنا دينيا أو سيتضاءل فيه دور الدين الى حد كبير، قد استقرت في ذهن جوزيف ريتسينغر وكنيته بنديكتوس السادس عشر وغيره من المنافحين عن مصائر الأديان، فأضحت بذلك نجما هاديا لما عزم عليه من تجسيد لاحتمالها الأول وإمحاء لنصفها الآخر، الذي مازال خبيء المستقبل.
في العدد 1744 بتاريخ 12 سبتمبر لصحيفة "الطليعة" الموقرة على صدر صفحتها الأولى لفت انتباهي موضوعان في غاية الأهمية، الموضوع الأول ما سطره الأستاذ عبد الله النيباري عن مشاريع الـ BOT والتي يتم بموجبها نهب أراضي الدولة بأيسر السبل وأبخس الأثمان، أما الموضوع الآخر والذي شد ناظري اليه أيضا،
ما الهدف من حوار الأديان؟ أطرح على نفسي هذا السؤال في كل مرة أسمع فيها عن دعوة لإقامة حوار بين الأديان، و ما أكثر الدعوات في هذا الشأن! من السخف أن يكون الهدف هو الوصول إلى اعتراف متبادل بين جميع الأطراف بحقيقة كل دين، فلو تم ذلك لاختفى كل دين من تلقاء نفسه، ذلك أن حقيقة كل دين تعتمد في وجودها على بطلان حقيقة الأديان الأخرى!
مع صدور هذا العدد تكون الانتخابات الجامعية في مختلف كليات جامعة الكويت قد انتهت، وكما هو واضح إن هناك سيطرة مطلقة للإخوان المسلمين في مختلف كليات الجامعة، فبعد حصول الإخوان المسلمين ممثلين بالقائمة الإئتلافية على مقاعد الاتحاد الوطني لطلبة الكويت- فرع الجامعة للمرة الثامنة والعشرين على التوالي،
أعطيناهم قرضا بمليار دولار أثناء الغزو العراقي لشراء صوتهم ولم يرفضوه رغم أنهم كانوا سيصوتون لصالحنا رغما عنهم بعد الموقف العالمي الموحد المؤيد لنا، وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وحين رغبوا بسداد القرض بعد المطالبة الشعبية الكويتية بذلك، اقترحوا سداده على شكل سلع وحديد وسلاح، ولم تمانع حكومة المال السائب الكويتية بذلك، وقمنا بتوقيع معاهدة دفاع مشترك معهم بعد التحرير،
قد يكون لم يخطر على بال أولئك الذين رفعوا رايات التحدي والتغيير قبل ثلاثة أو أربعة عقود بين الحلم غير الواقعي ، والواقع الذي يبرز كشمس في صحراء الجزيرة العربية، أن الصحراء ستشهد تغيرات عظيمة في مرحلة التحول من البدائية إلى المدن الكبيرة ، من مرحلة تتسم بنسبة المتعلمين من 5% إلى 95%، وهي نسبة لها دلالات كبيرة في عمر شعب هذه الأمة ، وهي جزء من الأمة العربية بشكل خاص والأمة الإسلامية بشكل عام · وحين يكون الحديث عن جزيرة العرب، فإن التاريخ يلعب دوراً في حياة هذه الأمة·
"لا شيء سيتغير نتيجة هذه الانتخابات" قالها أحد الموظفين اليمنيين المتقاعدين من الذين عقدوا العزم على عدم الذهاب إلى صندوق الاقتراع لمراسل الجريدة الأميركية كرستيان سينس مونيتور (20/9) وأضاف: "لا يوجد شيء اسمه ديمقراطية عربية، والديمقراطية التي عندنا ما هي إلا وهم"!!
أقبل شهر رمضان المبارك بجوّه الروحاني الجميل الذي يتسرب إلى القلوب المتعبة فيغسلها بماء الرجاء والمحبة والسماحة والكرم، فتغدو حينئذ أقرب إلى حقيقتها الإنسانية السامية، فتعلو فوق طبيعة الطين الملتصقة بالأرض محلقة في سماء الروح الباحثة عن السكينة والطمأنينة والمعاني الخالدة الباقية التي خلق الإنسان من أجلها، والتي كرّم بها على سائر مخلوقات الله في كونه الواسع الكبير.
تحدثت في الأسبوع الماضي عن الأخلاق في العملية التعليمية، وقد فتح هذا الموضوع أبوابًا كثيرة اتضح لي من خلالها أننا في حاجة إلى الكلام على الأخلاق في مختلف جوانب حياتنا، إذ يبدو أنها بدأت تتناقص منذ زمن ونحن لا نشعر بذلك، والخوف كل الخوف من أن يأتي يوم لا يعود لها وجود بيننا، خصوصًا أن إشارات حدوث مثل هذا الأمر أصبحت قوية وواضحة، تنذرنا لكي نفعل شيئًا جذريًا، غير الوقاية والدفاع، حتى نقضي على احتمال أفول نجم الأخلاق في مجتمعنا.
هل من الممكن أن تتخيل عزيزي القارئ أن يكون فراش الوزير وزيراً مثلا أو سكرتير الوزير أو الوكيل وزيرا أو وكيلاً؟! أنا شخصيا أستطيع أن أتخيل ذلك وأصدقه أيضا، فما يحصل هذه الأيام أن هناك مجموعة من الموظفين في وزارات الدولة المختلفة أصبحوا بقدرة قدرة مديري مكاتب فعندما ترغب بمقابلة الوزير أو الوكيل يجب أن تمر على هولاء الموظفين "المديرين" هؤلاء في الحقيقة ما هم الا سكرتارية وبضربة حظ أصبحوا مديرين لإضفاء نوع من الهيبة والبهرجة والتلميع على تلك الوظيفة·
قضيتنا المركــزية
ودع الصهاينة منذ أيام السنة العبرية 5766 واستقبلوا بفتور العام 5767 ولكن بأجواء من الأسف والحزن، كونه العام الأسوأ على إسرائيل منذ نشأتها وذلك حسب آراء عدد كبير من الإسرائيليين أنفسهم· وانتقدت الصحافة الإسرائيلية بشدة الجيش والحكومة وحملتهما مسؤولية الحالة المأساوية التي يعيشها الإسرائيليون في العديد من جوانب الحياة خصوصا من ناحية افتقاد الأمن والانهيار الاقتصادي الكبير، ويقول المحلل السياسي البارز في صحيفة يديعوت أحرونوت "ناحوم بارنياع":
بلا حــــدود
لم يصمد الحلم البشري بنهاية الصراعات والحروب طويلا· فبعد أن استبشر العديد من المحللين السياسيين والعسكريين خيرا، وتصوروا أن مرحلة جديدة من العلاقات ستسود المجتمع الدولي إثر تفكك الاتحاد السوفييتي، وسقوط أحد قطبي الصراع البارد،
النائب أيها الإخوة الكرام واجبه أن يكون ممثلا لكل الأمة بكل شرائحها وفئاتها، مطالبا بحقوقهم بشكل مطلق وشمولي دون انتقائية ودون دغدغة مشاعر وابتزاز وتكسب من بعض فئاتها، والإخوة النواب الكرام الذين يطالبون ومنذ دور الانعقاد السابق بإسقاط القروض عن المواطنين خالفهم الصواب من وجهة نظري،