رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 19 جمادى الأول 1425هـ - 7 يوليو 2004
العدد 1635

يمكن لواشنطن الاقتراب من الفلسطينيين دون الابتعاد عن إسرائيل

                                       

 

بقلم: وولتر راسيل ميدü

بعد خمسة أسابيع قضيتها في منطقة الشرق الأوسط ولقائي بعدد كبير من الدبلوماسيين والمسؤولين والخبراء السياسيين والقادة العسكريين والطلبة والمواطنين العاديين، اكتشفت شيئاً بالغ الأهمية وهو أن السبب الأكبر لمشاعر العداء للولايات المتحدة في الشرق الأوسط اليوم ليس هو الحرب على العراق، والأكثر إثارة للمفاجأة أنه ليس أيضاً الدعم الأميركي لإسرائيل بحد ذاته، بل الاعتقاد السائد على نطاق واسع بأن الولايات المتحدة لاتعبأ بحقوق أو احتياجات الشعب الفلسطيني·

فقد أبلغني دبلوماسي غربي بارز خدم لسنوات طويلة في المنطقة أن "المسألة الفلسطينية في الواقع هي التــي تُضعف الثقة بالولايات المتحدة في شتى أرجاء المنطقة"·

وتساءل الكثير من الطلبة الذين قابلتهم "لماذا تتخذ الولايات المتحدة مواقف منحازة؟"·

ففي الجزائر ومصر والأردن وتركيا ودول أخرى، أبدت الغالبية العظمى من الناس استعدادها للقبول بدولة إسرائيل، بل أن أغلبية كبيرة منهم تعتقد أن الحدود النهائية لإسرائيل سوف تشمل - في النهاية - بعض المستوطنات الكبيرة في الأراضي المحتلة·

وهم يدركون أيضاً أن القليل من الفلسطينيين سوف يعودون إلى منازلهم التي فقدوها بعد الحرب التي اندلعت أثر إعلان إسرائيل استقلالها عام 1948 وهم على استعداد للقبول - وإن كانوا غير سعداء - بعلاقات الولايات المتحدة الوثيقة مع إسرائيل·

وبالإضافة إلى ذلك، يريدون مزيداً من الدعم الأميركي للإصلاحات السياسية الداخلية ولمبادرات التعاون الإقليمي لتعزيز النمو الاقتصادي ومحاربة الإرهاب·

لكن هناك شيئا واحدا لايستطيعون هضمه: لماذا لاتولي الولايات المتحدة مزيداً من الاهتمام بمستقبل الفلسطينيين؟ وهم محقون في سؤالهم، فسياسة الولايات المتحدة الشرق أوسطية منحازة بشكل لاضرورة له· إذ يمكننا أن نكون أقرب إلى الفلسطينيين دون أن نبتعد عن إسرائيل· وفي الواقع، فبقدر ما كانت السياسة الأميركية تساعد في خلق التأييد للحلول الوسط في أوساط الفلسطينيين، فإن المبادرات التي تصب في صالح الفلسطينيين، يمكن أن تساعد إسرائيل أيضاً·

 

تعويض اللاجئين

 

فخذ التعويضات على سبيل المثال، تدعو قرارات الأمم المتحدة إلى تعويض اللاجئين الفلسطينيين الذين لايتمكنون من العودة إلى بيوتهم في إسرائيل· ووضع إسرائيل المتمثل بأنه لايمكنها قبـــول عودة المـــلايين من اللاجئين الفلسطينيين وذريتهم منطـــقــي تماماً·

وتأييد إدارة بوش لها في هذا الموضوع ليس جديداً· ولكن علينا أن نتخذ إجراءات واضحة بالدرجة ذاتها، إزاء تعويض اللاجئين·

وهناك العديد من الأسئلة التي تحتاج إجابات: أين يذهب الفلسطينيون كي يحصلوا على حقوقهم الضائعة، الموثقة والقانونية؟

وأية محكمة ستستمع إلى مظالمهم؟ وماهي القواعد الإرشادية التي ستحكم مداولاتها؟ ومن أين تأتي الأموال لتعويضهم؟

يمكن للولايات المتحدة ويتوجب عليها أن تتصدر جهود بناء إجماع دولي على مسألة التعويض وأن تعمل بالتعاون مع الحلفاء في أوروبا والعالم، من أجل المساعدة في جميع الأموال لتطمئن الجميع بأنها جادة في هذا المسعى·

ويمكن للولايات المتحدة أن تفعل ما هو أكثر من ذلك· فالملايين من الفلسطينيين لايحملون جنسية أية دولة (فالأردن دمج اللاجئين في المجتمع لكن الدول الأخرى لم تفعل)· وحين يتحقق السلام، يجب أن يصبح كل فلسطيني مواطناً في دولة ما وله كامل الحقوق فيها· وسوف تكون الدول الفلسطينية العتيدة بحاجة إلى العون المالي لاستيعاب الكثير من هؤلاء اللاجئين، ويجب أن تحصل الدول المجاورة التي تقبل باستيعاب الفلسطينيين على مساعدات مالية دولية أيضاً·

وبالإضافة إلى ذلك، ففي حين أن كثيراً من الفلسطينيين هم من المتعلمين، فكثيرون منهم فقراء ويفتقرون إلى المهارة، ويعتمدون على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين من أجل الحصول على الخدمات الأساسية والدعم· فمن سيتولى القيام بمهمات هذه الوكالة حين يحلّ السلام ولايعود هناك لاجئون؟

إن تصدي الولايات المتحدة لهذه القضايا الحيوية وغيرها لن يؤدي إلى تطور سريع باتجاه السلام في المنطقة ولن يؤدي إلى التغلب على عقود من الشك والسخط (من السياسات الأميركية) بين عشية وضحاها·

ولكنه سوف يساعد في تقليص المشاعر المناهضة للولايات المتحدة في العالم الإسلامي وأماكن أخرى من العالم·

كما أنه سيدفع قضية السلام في الشرق الأوسط خطوات إلى الأمام·

 

ü (كبير الباحثين في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن ومؤلف كتاب: "القوة والإرهاب والسلام والحرب: استراتيجية الولايات المتحدة الأوسع في عالم حافل بالمخاطر")

 

" عن: انترناشيونال هيرالد تريبون "

 

----------------------------------------------------

الموضوعات المترجمة تعبر عن آراء  كتابها

إشراف: صالح أحمد النفيسي

saleh@taleea.com

طباعة  

العراقيون تسلموا السيادة··
فهل بزغ فجر جديد؟

 
لأنه كرَّس سلطة التحالف لمنفعة الموالين والمحاسيب والأصدقاء
بريمر قدّم خدمة كبيرة لأعداء أمريكا في العراق