رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 19 جمادى الأول 1425هـ - 7 يوليو 2004
العدد 1635

ضاحية علي بابا
                                                                    

 

 

كتب عبداللطيف الدعيج:

يبدو أن لا أحد لديه اعتراض على الفوضى التي يسير عليها البلد، ولاأحد يبدو متحمساً للحفاظ على ثوابت النظام الديمقراطي ونصوص الدستور طالما أن هذه الثوابت أو النصوص لم تنتقص من هيبة أو قدرات الحكومة أو حتى مجلس الأمة، الدستوريون ينتفضون، "ولا الفلسطينيين"، عندما تمس سلطات مجلس الأمة، والحكومة تزعل وتلجأ إلى المحكمة الدستورية إن "داقلها" أحد أو مس وزراءها بمكروه· أما حقوق خلق الله التي تنتهك أو يتم تجاهلها بواسطة سلطاتنا الثلاث فإن أحداً لايعيرها انتباهاً ولا أحد يعنيه أمرها·

بما أن الأمور سائبة وليس هناك "ضوابط" إلا ضوابط الإعلام فإننا نقترح على السيد وزير الداخلية (أي وزير داخلية وليس الحالي بالذات) بعد غداء دسم جداً أن يقيّل، وبعد القيلولة يتصور أنه "صاحي" ويصدر فرماناً أو قراراً "قراقوشياً"، ولاعجب ولاغرابة هنا فوزارة الداخلية اعتادت على إصدار القرارات "القراقوشية" منذ الستينات، نقترح أن يصدر قرارا يقضي بأن يقود الناس سياراتهم على الشمال وليس على اليمين· يعني تيمناً بالإنجليز، أي يكون الوضع معكوساً فيصبح "الرايح جاي والجاي رايح"، ولن يغير هذا شيئاً، فكالعادة لن يعترض أحد، فوزراؤنا يحكمون مباشرة، ويقررون ويشرعون وفق مزاجهم للناس، ومن يدري فربما يستأنس لبراليونا لأن قيادتنا أصبحت يسارية، وعموماً أمورنا معكوسة "خلقة" فماذا يعني عكس السير؟!

ماذا لو أنه قرر ذلك، وأرجو ألا يعترض أحد على هذا الافتراض فوزير الداخلية في العادة هو شيخ ابن شيخ وعلى رأس كل الكويتيين، ومحمد أبو الحسن ليس بأفضل أو أهم منه· إذا كان لمحمد أبي الحسن الحق بجرة قلم أن ينظم كيفية سماع الناس للغناء فإن للشيخ الحق في أن ينظم كيفية قيادتهم للسيارات وحتى كيفية السير في الشوارع· ليس هذا وحسب، فوزير الداخلية وبما أنه في العادة من الأسرة الحاكمة وعضو مهم في الحكومة من المفروض أن يكون من حقه وضع ضوابط هي ضعف ضوابط أبي الحسن، يعني ستة وعشرين ضابطاً، خصوصاً وأن الضابط أو الضوابط صناعة داخلية· يعني يحدد لنا كيف نسير على الرصيف، ومن يمشي أمام أو خلف من، وكيف نصف السيارات وبما أننا دولة ملتحية يُعتمد أيضاً الدعاء الرسمي للركوب وغير ذلك مما يتعلق بقيادة السيارة أو المشي في الشوارع·

"بعدين"، وبما أن الديرة "خرطي في خرطي" والسيد محمد ضيف الله شرار هو نائب رئيس مجلس الوزراء وعنده خدمة تفوق العشر سنوات في هذا المنصب ويبدو هذه الأيام أنه صاحب القرارات الخطيرة، وطالما أنه استمرأ تسمية الضواحي والمناطق بأسماء الشيوخ، الصالح والطالح منهم لا لشيء إلا لأنهم شيوخ··!!! فلماذا لا يسمي إحداها بضاحية علي بابا؟!

خصوصاً وأنه شيخ ابن شيخ أيضاً·· يعني على الأقل فيها مسحة فولكلورية·· "والا أنا غلطان!"·

طباعة  

اللِّي بِالْفَخْ أَكْبَرْ منِ الطَّيرْ
 
ثرى الكويت يحتضن 12 شهيداً
باقون فـي ذاكـرة الوطن

 
سلة البلدية
 
صناديقهم تغزو جنوب السرة