الحل فاجأ المرأة!
توقيت مرسوم حل مجلس الأمة سيُلقي بتأثيرات مهمة وجذرية على مشاركة المرأة في الانتخابات ترشيحا وانتخابا· كيف؟
من دون شك أن شرائح الناشطات من النساء كن يعملن ويخططن على أجندة 2007، واليوم يتفاجأ الجميع أن المدة تقلصت الى أقل من شهر!! ولم نشاهد أي تحرك استباقي لعنصر نسائي منذ صدور مرسوم مشاركة المرأة في الحياة السياسية في 16 مايو 2005 في عملية الترويج الانتخابي إلا للسيدة عائشة الرشيد عبر زيارتها لعدد من الدواوين·
الحل فعلا مفاجأة لهن··
فكثير من النساء الناخبات لا يعرفن دهاليز اللعبة السياسية الانتخابية، وبالتالي فإن عوامل التأثير عليهن ستكون كثيرة وضاغطة· ومن جانب آخر فإن تعامل الرجال مع النساء عبر المفاتيح الانتخابية وحتى المرشحين من الرجال يعد تجربة أولى ومن الصعوبة في فترة زمنية كالتي نواجهها أن تبنى علاقات متبادلة لاستمالة الناخبات نحو برنامج كتلة سياسية أو مرشح فرد·· سيكون ذلك صعبا جدا·
من ناحية أخرى لم تدشن وسائل الإعلام الحكومية (تلفزيون وإذاعة) والخاصة (الفضائيات، الصحف والمجلات) وحتى المواقع الإلكترونية الرسمية أي جهد ملحوظ وجاد نحو تثقيف المرأة بأمور الانتخابات بتشعباتها الكثيرة إن كان على مستوى الممارسة، أو التعريف بالنظام الانتخابي في الكويت·
الجمعيات النسائية هي الأخرى، عملت منذ أشهر على تفعيل الندوات والورش التعريفية بالعملية الانتخابية وهي جيدة بالمجمل إلا أن استقطابها للشرائح المتنوعة للنساء كان ضعيفا، وتقييمها يجب أن يكون في حدود وإطار ما بذل لا أكثر ولا أقل·
النساء الكويتيات·· الموظفات وربات البيوت، المتقدمات في السن، المتقاعدات، وغيرهن وضعن اليوم أمام موعد اختبار مبكر جدا فرضه مرسوم الحل ولذلك فإن التوقعات الإيجابية للمشاركة الفاعلة (وليس توقع فوز بعضهن) ستكون خاضعة للظرف الزمني الذي وضعنا فيه جميعا، ونقول (جميعاً) لأن الأمر ربما يسري على من سيقرر من الرجال ترشيح نفسه للمرة الأولى·
ومن السابق لأوانه تقديم التحليلات المتعلقة بالنيات التي دفعت لاختيار هذا التوقيت بالقول إن أطرافا في الحكومة تريد إدخال المرأة في نظام الدوائر الـ 25 حتى تتضح نتائج دخول المرأة المعترك الانتخابي، وأنه في المستقبل يمكن هضم مشاركتها في أي نظام انتخابي جديد سواء كان بخمس أو عشر دوائر كما هو مطروح اليوم· ورغم أن تحليلا كهذا يبدو مقعنا لأن سمة القرار في الكويت هي التردد والخوف، إلا أن الشيء المؤكد أمامنا هو أن ما حصل كان مفاجأة للمرأة الكويتية ويجب أن تتحمل تبعاتها، وليس كلامنا هنا مبطناً بشعور أن المرأة لن تصل الى البرلمان، لأن الانتخابات أصبحت مبكرة، فهذا الهدف صعب حتى لو كانت الانتخابات في موعدها الدستوري في العام 2007·
أمام الانتخابات القادمة أمور ربما يعتبرها البعض غير مهمة لكنها ستكون مؤثرة: موسم السفر، مباريات كأس العالم، حرارة الجو·· وهي مؤثرات ثانوية بجانب·· المفاجأة·· مفاجأة الحل·
مظفر عبدالله
mudrr@taleea.com
