غدا الخميس هو المحك لكل "البرامج" والشعارات "واليفط والآرمات" والإعلانات المدججة بالوعود والعهود، وتلطيخ الخصوم بالمثالب والعيوب، وكل طقوس ما يسمى العرس الديمقراطي! والذي تحول في بعض المقار إلى: عرس الدم والذم، والتلاسن والتشابك، الى آخر عدة الحوار بالتي هو "تعود" وتضر! الشاهد أنه يوم تمتحن فيه إرادة الناخب "من الجنسين"، حيث يكرم الناخب أو يهان وفق قراره واختياره، مثل كل امتحان يتطلب استجابة وطنية سوية لا تشوبها أي شائبة تشين العرس والعروس سواء! وكل المرشحين يدعي وصلا بليلى الديمقراطية، المتبدية بالصوت النسائي، فتراه يدغدغ مشاعرها بالكلام المرصع، والأغاني والأماني التي تنشد ودها وتزعم الانحياز لحقوقها كافة، بما فيهم أولئك الذين كانوا بالأمس القريب ضد وجود حقوقها، وحضورها ناخبة ومرشحة! الأمر الذي يدل دلالة واضحة بأن الصوت الحريمي النسوي هو الذي سيحسم المعركة الانتخابية البرلمانية الحالية! من هنا أحسب أن من حق المرأة وواجبها أن تمنع صوتها عن النواب الذين كانوا يقولون لها: "خليك بالبيت" لتربي العيال وربما والدهم، الذي تخدمينه بصفته "سي السيد"! وأن تمنح صوتها للنواب والمرشحين المؤمنين بضرورة وجودها الفاعل في البرلمان وغيره، وبذا تقول لمعارضها: "خليك في البيت أنت الآخر·· الى الأبد!" وحين أنهيت الجملة المفيدة بعلامة التعجب، تداعى الى ذاكرتي تصدير الترجمة العربية لكتاب "ديمقراطية للقلة" للباحث الأمريكي "مايكل بارنتي" (المشروع القومي للترجمة، وزارة الثقافة بمصر 2005)، والذي دبجه الروائي الشاعر المترجم الأستاذ "ممدوح عدوان" رحمه الله حيث يقول (يصف جيمي كارتر السياسة بأنها ثاني أقدم مهنة في التاريخ! ويعلق: بأن السياسي يلعب الدور نفسه الذي تلعبه العاهرة باستغلال كل منهما للمظاهرة والوعود، من أجل تسويق النفس!) وعلى الرغم من أن هذه المقولة الصريحة الفضيحة تبدو أنها تخص الساسة الأمريكيين وحدهم، إلا أنها يمكن أن تنسحب - بمعنى من المعاني - على كل السياسيين المحترفي السياسة المضمرة بالفساد والإفساد في العالم! الشاهد أن اختيار الناخب لمرشحيه يوم الغد، سيحم أكوام الحدس، وركام التنبؤات اللذين حاولا استشراف النتيجة مسبقا ففي ساعة الاقتراع، التي يقف فيها الناخب حرا إلا من حضور ضميره الصاحي، إن كان ضميره حيا ينبض بحب الوطن، وحريصا جدا على المصالح الوطنية! ففي مقدور كل واحد - ساعة الاقتراع - الاختيار بين أن يكون عونا للإصلاحيين المستنيرين الغيورين على الثروة الوطنية والمال العام وكل مصالح البلاد والعباد، وبين أن يكون فرعونا ينحاز الى صف الفاسدين المفسدين، سراق المال العام، وأولئك الذين عاثوا فسادا وإفسادا في السياسة والاقتصاد والاجتماع والتعليم وكل مناحي الحياة! وها نحن نجد الشيخ القارىء المنشد "مشاري العفاسي" يؤدي من ألحانه وكلمات الشاعر "منصور الواوان" نشيدا مؤثرا يفضح سوءة الراشي والمرتشي، وقد وردني النشيد عبر رسالة (MMS) خاصة بالمشتركين في خدمة مثل هذه الرسائل، من هنا أتمنى على شركتي الاتصالات والوطنية ترويج النشيد وإشاعته بين الناخبين كافة، لظني أنه يختزل عشرات المواعظ التي لا جدوى منها، على مستوى الاستجابة الإيجابية سوى إبراء الذمة ليس إلا!