رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 14 فبراير 2007
العدد 1762

ماذا اكتشفت ناسا؟
الدكتور محمد سلمان العبودي
dralaboodi@gmail.com

قبل أيام نشرت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا صورة التقطها مسبارها الذي يخترق الكون من على بعد عدة بلايين من الكيلومترات لأحد الكواكب التي تدور في فلك إحدى المجرات البعيدة·· وكان هذا الكوكب يبدو من على بعد تلك المسافة الهائلة وكأنه حبة عدس صغيرة بالكاد ترى بالعين المجردة تطير في الفضاء الكوني من بين بلايين بلايين الكواكب والنجوم السائرة ضمن بلايين بلايين المجرات اللامتناهية التي لا يمكن عدها أو أن يستوعبها أي عقل بشري أو إلكتروني···

وقد استطاعت تلسكوبات تلك المركبة الفضائية أن تصور أمرا غريبا على هذا الكوكب: فقد اكتشفت ناسا أن هناك كائنات حية تعيش على ذلك الكوكب الضائع في الفضاء!! والأغرب من ذلك أن لهذه الكائنات أشكال متشابهة وألوان متقاربة ومتدرجة من الأبيض الفاقع إلى الأصفر إلى الأسمر إلى الأخضر وإلى الأسود حتى الأسود الداكن، وأن لهذه الكائنات أشكال أسطوانية، تعلوها كرات دائرية أو مستطيلة كما يقال، وبهذه الكرات توجد عدة تجاويف أنفية وأجهزة تنفس وثقوب يدخل منها الطعام وقطع صلبه داخل هذه الثقوب تقوم بمهمة طحن المواد الصلبة التي تتناولها وتعيش عليها هذه الكائنات والتي تذهب بعد ذلك إلى معدتها ثم تخرج من مكان آخر برائحة غير مرغوبة لنا كبشر، وأن لهذه الكائنات أيضا فتحات جانبية تتأثر بالأصوات الخارجية، وقطعة متحركة واحد فقط لكنها تملك ميزة بث أصوات مختلفة، وأن بداخل جسدها شبه بالونة كبيرة الحجم تضطر إلى إفراز مواد كيميائية قوية وحارقة لإذابة المواد الصلبة التي يتم بعد ذلك امتصاصها من خلال قنوات مختلفة لتذهب إلى مناطق متفرقة من أجسادها المملوءة بمادة لزجة حمراء اللون سائلة، وأن لديها شبكة من الأعصاب غير المرئية تنقل الإشارات الكهربائية إلى داخل الدائرة العليا التي تحتوي على مادة هلامية بيضاء متعرجة· وفي داخل تكوينها يوجد هناك جهاز صغير بحجم كف اليد الواحدة يعمل دون توقف منذ تشكل هذه الكائنات (في بطون كائنات أخرى أقدم منها عمرا) إلى حين خرود· محمد سلمان العبوديü

جها منها ثم بقائها حية لفترة من الزمن ثم انطفائها وبالتالي يتوقف عمل هذه الآلة وتتحلل، وأن هذه الكائنات لا تستطيع العيش طويلا، حيث إن متوسط عمر وجودها بين أمثالها من الكائنات هي 21900 دورة كوكبية أو أقل··· وهي تملك أعضاء أخرى للتحرك وللإمساك بالأشياء التي تحيط بها··· وقد استطاعت تلسكوبات تلك المركبة تصوير عدة مناطق من ذلك الكوكب والتي يبدو أنها طرق طويلة ومتشعبة، تسير عليها آلات حديدية مختلفة الأحجام تكتظ بداخلها بكائنات من النوع نفسه، وآلات تسير في الفضاء في مجال ذلك الكوكب، تصعد ثم تهبط وتخرج منها كائنات أخرى وأحيانا تسقط تلك الآلات أو تصطدم ببعضها، وينتج عنها انتهاء أبدي لذلك الكائن· كما قامت ناسا بتصوير مناطق واسعة يبدو وكأنها مقابر جماعية تدفن فيها موتاها، وأن موت تلك الكائنات في حركة مستمرة، وكذلك ولادة كائنات جديدة· وتعيش هذه الكائنات في بطون الكائنات الأخرى ما يقارب الـ 2430 دورة كوكبية قبل أن ترى النور· كما أنها بعد أن تصل إلى عمر معين قد تتحول هذه الكائنات إلى كائنات شرسة تقوم بقتل مثيلاتها سواء بهدف الاستيلاء على طعامها أو ممتلكاتها المادية أو بالأخص لضم المساحات التي تعيش عليها إلى مساحاتها رغم عدم حاجتها إليها، ورغم أن مساحة ذلك الكوكب نسبة إلى أحجام الكائنات تلك من الاتساع بحيث إنها قادرة على استيعاب أكثر من بليون بليون ضعف عدد تلك الكائنات وأن ذلك الكوكب رغم صغره نسبيا قادر على توفير كل المواد التي تحيا عليها تلك الكائنات للعدد نفسه بالتساوي وبفائض لعدة عقود أخرى·· ومن خلال الفحص الدقيق بالميكروسكوب الإلكتروني المعقد لتلك الصور تم اكتشاف وجود مناطق مازالت تحترق بمواد خاصة نتيجة لتصادم مادي بين فئات مختلفة من تلك الكائنات، ولم يستطع باحثو ناسا معرفة سبب ذلك التصادم القاتل بين عدة فرق من نفس بنية الكائنات ونفس الفصيلة· ولكن يبدو أن هناك سببا ماديا بحت· قد يكون وفق بعض محللي ناسا بهدف الاستيلاء على مادة خاصة تستخدم لتحريك أو تسيير تلك الأجهزة المتحركة التي تتنقل بها وبواسطتها خلالها تلك الكائنات· وأن عملية إلغاء حياة الكائن تتم إما بقطع الدائرة التي تعلو جسده، أو تعليقه في سلك طويل متدل، أو بضربه قاتلة بآله حادة في منطقة معينة من جسد الكائن، وخاصة جهاز المحرك الصغير، أو بدس مواد ذات طبيعة كيميائية خاصة في طعامه، أو باستخدام مواد متفجرة لم تعرف ناسا طبيعتها· ولكنها قامت بتصوير بعض الأجهزة التي تحلق في الجو وهي تلقي بقطع تكاد لا ترى بالعين المجردة فتهوي على كائنات أخرى يبدو أنها هاربة للاحتماء، فتتفجر عليهم وتنهي حياة العشرات أو المئات في فترة زمنية قصيرة جدا· ويبدو أن هذه الكائنات متطورة أكثر بكثير في صنع الآلات التدميرية منها في الآلات الإنشائية، والدليل على ذلك وجود الملايين منها تموت ببطء دون قدرتها على الوصول إلى أو الحصول على وجبة تكفيها للاستمرار لبرهة إضافية من الوقت، بينما يتم التخلص من ملايين من الأطنان من المواد الغذائية الصالحة للأكل التي تعيش عليها تلك الكائنات في مناطق أخرى من ذلك الكوكب· كما اكتشفت صور ناسا وجود أبنية بأشكال مستطيلة أو مربعة مغلقة وكبيرة جدا تعلوها عدة أسطوانات هائلة حديثة الصنع بفوهات عملاقة تنطلق نحو الأعلى تبث أبخرة أو أدخنة أو مواد غير صلبة نحو الفضاء الخارجي ويبدو أنها مواد سامة·  وأمام دهشة تلك الصور التي تم التقاطها بتلسكوبات إلكترونية خاصة تملكها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، قررت هذه الأخيرة تغيير مسار مسبارها الفضائي بدرجة 126 شرقا باتجاه ذلك الكوكب لاكتشافه بشكل أكثر دقة وليكون لأول مرة دليلا ماديا وقاطعا على وجود حياة أخرى على كواكب أخرى في مجرات أخرى بعيدة· وبعد أن قطعت ملايين الملايين من الكيلومترات باتجاه ذلك الكوكب وعند اقترابه منه صعق علماء ناسا بأن تلك الصور كانت لكوكبهم الأرض الذي منه انطلق مسبارها قبل عشر سنوات تقريبا·

هذا الكوكب الذي لم يعرف هذا الكائن الغريب الطبائع كيفية المحافظة عليه، فقام بتدميره عن بكرة أبيه، فقام أولا بافتعال كل الأسباب لمقاتلة وقتل نظيره الإنسان لأغراض تافهة رخيصة وزائلة، كاحتلال أرضه، أو للسيطرة على خيراته، أو لقهره وإرغامه على اتباع دينه أو ملته أو مذهبه أو مبادئه أو سياسته، أو لوضع اليد على مجرى ماء هنا، وترعة هناك··· وبعدها لم يستسلم للدمار الذي نشره في بقاع الأرض، فقام بتدمير الطبيعة التي يعيش منها وعليها، ويبصق على رغيف الخبز الذي يأكل منه عندما يجوع، فأمسى المصنع أهم من حياة البشرية جمعاء، وأصبحت الآلة أعلى من قدر الإنسان··· الذي بدأ يموت شيئا فشيئا إما نتيجة الأمراض التي لا علاج لها، أو من غضب الطبيعة التي بدأت تصب جام غضبها عليه··· وهذا الكائن الذي لا يزيد حجمه على حجم أصغر بكتيريا مقارنة بحجم الكون، يعلم ومن قبله ومن بعده، بأن له عمرا افتراضيا لا محاد عنه، وأنه مهما بلغ من القوة والجبروت والتملك والتعاظم سيترك كل شيء في مكانه كما هو، ويرحل عن هذا الكوكب دون رجعة···

هذا الكائن الغني جدا والكبير جدا والفقير جدا والصغير جدا جدا، ظل يتهرب على مدى عمر تاريخه الطويل عن بصيص الحكمة الذي يلفه من كل جهة كالهواء والماء···· والهواء والماء وقطعة رغيف صغيرة تكفيه أن يعيش سعيدا طوال حياته دون اللجوء إلى أكثر الأسلحة فتكا لكي توفره له، على تلال من جثث الآخرين!!

فلو أن كل ملك أو إمبراطور أو أمير أو حاكم أو رئيس أو زعيم أو شيخ قبيلة قرر أن يرسل جميع بنيه وبناته أولا ضمن أية حملة حربية يشنها على من يسميهم أعداءه، لما قامت على الأرض أية حرب· ولكن هؤلاء يسترخصون أرواح أبناء غيرهم، ولا يهتز لهم رمش أمام ألوف النعوش التي تدفن أمام أعينهم ليس إلا لأنهم ليسوا أبناءهم ولا يشعرون بحرقة ذويهم· إن الطبيعة التي تتدمر منذ عقود، والثلوج التي تضرب أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وبقية العالم وذوبان ثلوج القطب الشمالي والجنوبي، والأعاصير والزلازل وازدياد حرارة الأرض والفيضانات والموت بالجملة بسبب الأمراض الناتجة عن تلوث الجو، وتلوث الغذاء واستخدام المواد الكيماوية والهرمونات لزراعة المواد الغذائية لزيادة وزنها وبالتالي زيادة الأصفار في حسابات أصحابها، هي من صنع هذا الكائن الذي يعيش على ذلك الكوكب المتناهي في الصغر والذي قام تلسكوب مسبار وكالة الفضاء الأمريكية ناسا قبل أيام بتصويره من على بعد ملايين الملايين من الكيلومترات··· ولو ابتعد هذا المسبار عدة أميال أخرى لما بدا أي أثر لهذا الكوكب الذي نتحارب عليه···· وأصبحنا من على ذلك البعد الشاسع وكأننا أشباه عدم···فليتنا نستطيع الطيران إلى تلك المسافات البعيدة لنعرف ما هو حجمنا الطبيعي في مساحات هذا الكون اللامتناهي··· ونعرف ما هو حجم الأرض التي نتصارع من أجلها····

جامعة الإمارات

 dralaboodi@gmail.com

�����
   
�������   ������ �����
بين العصر الحجري والعصر الدموي
الحكيم الصيني وسوبرمان وغونو
يبدو أن الموضوع أصبح جديا
نحن لانستحق صفة الإنسانية
عندما غضبت سيغولين رويال
بين الأحد الماضي والأحد القادم: حظنا العاثر!
هيكل ولكن بضخامة جبل
حيلة كليوباترا...
الأدوار الجديدة.. من الداخل
تسمم صحافي!!
ماذا اكتشفت ناسا؟
الإعلام والضمير المباع بالدولارات
بيني وبين ذلك الفرنسي...
هؤلاء الذين غيروا موازين القوى
المنطقة والقادم... ماذا ننتظر؟
من سيمسك بالعصا من وسطها؟
المحاكمة...الظالمة
الموت بالجملة والمفرق
وماذا بعد نهر الليطاني؟
  Next Page

مبادرة في الوقت الضائع!!:
سعاد المعجل
هل من ناصر ينصر قدسنا:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
حكاية شاعر عاشق لمصر:
سليمان صالح الفهد
الكويتية أسرع من السيارة!!:
سعود راشد العنزي
ما فهمت:
على محمود خاجه
مالكم والسيد المهري :
فيصل عبدالله عبدالنبي
داء الفتنة ...والعياذ بالله:
علي حصيّن الأحبابي
ماذا اكتشفت ناسا؟:
الدكتور محمد سلمان العبودي
كفى تقريعاً لأمريكا:
خلف أحمد الحبتور
تهديد متدرج ينبئ بكارثة عظيمة:
عبدالله عيسى الموسوي
دفاعاً عن نائبنا "الصعلوك"
مسلم واللئام.. ونحن وأربعينية صدام:
خالد عيد العنزي*
عن الرياضة والثقافة:
د. لطيفة النجار
بعد الإعدام:
يوسف الكندري