إزعاج ما بعده إزعاج، سنويا وفي مثل هذا الوقت تحدث المشاكل بسبب معرض الكتاب، بعض القيادات السياسية المتشددة تحاول أن تجد لها عنوانا أو كتابا تعتبره صيدا ثمينا تضغط على الأطراف المعنية وتحدث أزمة سياسية لا طائل ولا فائدة من حدوثها، فمثل هذه التيارات ما زالت تعتقد أنه يمكنها الهيمنة والسيطرة على عقول وآراء الناس وما يقرأون بتشددها ورقابتها الصارمة على كتب معرض الكتاب السنوي·
وأنا هنا أسأل: من يقوم بنشر وطباعة وتأليف مثل هذه الكتب (كتب الفتنة) إذا كانوا ببحثهم ورقابتهم يستهدفونها أم أن رقابتهم امتدت لباقي العناوين الثقافية؟!
اليوم لا أحد يستطيع منع الناس من الاطلاع على كل العناوين الممنوعة فالقنوات الفضائية وثورة الاتصالات وسرعة تدفق المعلومات وسهولة الحصول عليها فتحت الأبواب المغلقة وما تمنعه رقابة الإعلام تجده عند البحث عبر شبكة المعلومات (الإنترنت) كما أن القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الشؤون الدينية تبحث وتناقش عبر برامج القنوات الفضائية الخاصة المختلفة، أضف الى ذلك أن المواطن يسافر للخارج ويجلب الكتب التي يريد دون رقابة أحد ويتم تداولها، طبعا هنا لا أقصد كتب الفتنة، لأنها لا تحمل قيمة أدبية أصلا، لكنني أقصد هنا الكتب التي منعتها رقابة الإعلام نقلا عن الزميل أحمد الديين وهي عدد (41) كتابا عن دار الأهرام و(20) كتابا جديدا من المركز الثقافي العربي ومعظم كتب دار الآداب من جناح دار الفارابي والكثير من الكتب، وما دام الأمر يسير على هذا النحو من المنع والتضييق على الحريات، فأنا أقترح عدم تنظيم المعرض مستقبلا، وعلى من يريد اقتناء كتب معينة من المواطنين والمقيمين محاولة إيجادها من مكتبات الكويت أو شرائها من الخارج أو البحث عنها في الإنترنت عبر مواقع الكتب المتعددة، أما الكتب المعروضة فهي متوافرة في المكتبات الخاصة ولا تحمل جديدا كون الجديد ممنوعا والأسعار في المعرض مرتفعة ولا تغري على الشراء، وكل ممنوع مرغوب·
nayef@taleea.com |