المراقب للساحة السياسية الكويتية يجد هناك صحوة شعبية وتحركا جماهيريا لدعم هذا التوجه أو ذاك·· وهو في حد ذاته أمر إيجابي ودليل على أن الشارع الكويتي السياسي ما زال ينبض حيوية ونشاطا "ورب ضارة نافعة" كما يقول المثل، مع أن الحكومة ما زالت تراوح مكانها في قضية تعديل الدوائر، بل إنها قد تتراجع لطرح قضايا أخرى منها تعديل الدستور والذي يتطلب آلية طويلة وموافقة ثلثي المجلس، ونبدأ في الدخول في متاهة طويلة وعريضة وننسى الهدف الأساسي من التحرك وهو تعديل المناطق الانتخابية·
الطريف أنني كلما قابلت أحد ضيوف الكويت القادمين لزيارتها يفاجئني بطرح سؤال "ما موضوع الدوائر عندكم؟"·
وهذا في حد ذاته دليل على أن التحرك الشعبي الداعم لكلا الاتجاهين بدأ يصل صداه الى الخارج والى الساحة العربية بالذات وهي التي تتابع التحرك السياسي الكويتي بكل تفاصيله وهذا دليل على الاهتمام العربي بالشأن الكويتي·
وهنا لا بد أن نوجه كلمة شكر وتقدير الى الشباب الكويتي سواء في داخل البلاد أو خارجها والذي أخذ يتفاعل مع الأحداث السياسية ويتابع ندواتها بالحضور أو المتابعة عن طريق "الإنترنت" حيث اتصل بي الكثير من الشباب المتابعين لهذا الحدث إما اتصالا مباشرا أو عن طريق شبكة الإنترنت·
ولا شك أن الأمة إذا كان شبابها وهم الجيل الصاعد ومسؤولو المستقبل يتابعون الساحة السياسية بهذه الحيوية والنشاط فإن الأمة ستبقى نابضة بالحياة وسيتواصل النشاط والنمو السياسي جيلا بعد جيل·
وعلى القوى الوطنية الفاعلة مواصلة نشاطها السياسي الداعم لتقليص الدوائر الانتخابية ومواصلة الضغط السياسي على الحكومة حتى تتجاوب مع الطرح الشعبي بهذا الشأن· |