مخطئ النظام الإيراني كثيراً ولاسيما رئيسه المتشدد محمود أحمدي نجاد في تحديه للمجتمع الدولي وخصوصا الولايات المتحدة، وليس من الحكمة بمكان أن يطمئن أو يؤكد الرئيس نجاد في أكثر من خطاب بأن الأمريكان لن يتجرؤوا في الولوج بالحرب ضد إيران، من الواضح أن الرئيس الإيراني يراهن على مجموعة من القضايا ومنها بالطبع: تورط الأمريكان في المستنقع العراقي الذي باتت تكاليفه ضخمة سواء من الناحية البشرية أو المادية، وكذلك فشل الإدارة الأمريكية والصهاينة بالانتصار على المقاومة اللبنانية الشريفة بالرغم من استخدامه لأحدث أنواع الأسلحة الفتاكة، وأيضا هناك احتمال عودة فلول طالبان للمسرح الأفغاني وصولا الى سيطرة الحزب الديمقراطي على مجلس الشيوخ والكونغرس ورئاسته المناهضة لأي حرب قادمة·· مع العلم أن المصدر الرئيسي لتمويل الحزب الديمقراطي في أمريكا هم اليهود الذين يتوقون الى شن الحرب على إيران، وأخيراً من طبيعة الشعوب حينما يجتاحها عدوان خارجي أن تتحد وتتضامن في داخلها·
القارئ للتاريخ يعلم أن ونستون تشرشل كان يحلم بدخول أمريكافي الحرب العالمية الثانية ولم تتدخل إلا حينما تم قصف ميناء بيرل هاربر في فلوريدا عام 1941 من قبل الطيران الياباني، وحينها قال أحد جنرالات اليابان إننا قد أخرجنا المارد من قمقمه والذي كانت تبعاته مأساوية عليهم، لذلك أتمنى ألا يكون الرئيس الإيراني السبب في إخراج المارد مرة أخرى، فإقليمنا تكفيه ثلاث حروب مدمرة وكذلك أرجو ألا يعول كثيرا على النقاط التي سردتها في بدايات المقال·
فأمريكا ميزانية البنتاغون عندها تعادل ميزانية الدفاع لدى كل الدول الأوروبية علاوة على ذلك تمتلك 10000 سلاح نووي و 100 قاعدة عسكرية حول المعمورة إَضافة الى ذلك الرئيس بوش يغلب عليه منطق القوة بدلا من منطق العقل بالتالي ربما يصل الى مرحلة يقول فيها: علي وعلى أعدائي ليهدم المعبد على من فيه كما فعل شمشون الجبار انتقاما من زوجته، نأمل في القادم من الأيام أن نسمع لغة أكثر مرونة وهدوءاً من الجانب الإيراني وثقافة يسودها الحوار مع المجتمع الدولي بدلا من شعارات عاطفية رنانة وتصريحات نارية لا تخدم أحداً بل تصب الزيت على النار·
* * *
2000 و 2006 و 2007
في أول انتصار للمقاومة اللبنانية البطلة في عام 2000 قلل البعض من أهمية ذلك الانتصار وقالوا بأن ثمة مؤامرة تحاك من قبل المقاومة مع الصهاينة تجاه العرب والمسلمين؟! وفي عام 2006 في أطول حرب يشهدها العرب والتي امتدت الى 33 يوماً لم يحقق فيها الصهاينة وأعوانهم مرادهم بالقضاء على حزب الله وأمينه ولم يستردوا الأسيرين فسمعنا الخصوم يقولون: إن المقاومة لم تجلب سوى الدمار للبنان؟! وفي بداية هذا العام 2007 إثر هزيمة الصهاينة سقط البيدق الأول دان حالوتس من على طاولة الشطرنج الصهيونية، والدور قادم إن شاء الله على باقي الجوقة الفاشلة، إلا أنه من المؤسف أننا لم نسمع الى حد الآن أي تعليق منصف من قبل الكتاب البارزين الذين دأبوا على الاستخفاف والتهكم بذلك النصر العظيم·· فهل يوجد ظلم وتجاهل أكثر من ذلك؟
* * *
في الصميم وبكل اختصار
عزيزي قبل أن ترجم من أخذ بيدك بأراجيفك الباطلة، ليتك تخليت عن نفسك العنصري والطائفي والتزمت بنظام عملك الحكومي إن كنت تنشد الإصلاح، ثم بعد ذلك لك الخيار في الاستمرار بالاستفادة من عطاءات ملهمك الروحي والثقافي في كتابة ما تشاء ونشره أينما تريد حتى لو اقتضى الأمر على حبل الغسيل! يقول الأديب عباس محمود العقاد ما معناه: "إن بعض الأشخاص لا تود إن ترجمهم ولكن ماذا عساك أن تفعل إذا كانوا هم من يجذبون الحجارة إليهم"؟!
freedom@taleea.com |