رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 19 جمادى الأول 1425هـ - 7 يوليو 2004
العدد 1635

���� �������
الإصلاح كمنهاج ضروري لحياة المجتمعات كضرورة الماء والهواء فمن منظاره يشخص الواقع ويحدد العلاج، ومن خلاله يتم دفع مسيرة التطور واللحاق بركب الحضارة، ومن خلاله أيضا تردم الهوة بين الحاكم والمحكوم ليصبح الوطن أكثر أمنا، والأكثر نماء وإبداعا، والأمم الحية لم تستطع الارتقاء، وتحقيق قفزاتها النوعية إلا من خلال الإصلاح الدائم لمسيرتها والمراجعة لخطواتها حتى أصبحت قبلة العالم ومحوره·
بعد عشرين عاما أو أكثر تم توزيع "الكوريات" في محافظة الجهراء منطقة "الواحة" ولم تستغل الساحات الترابية بعد الشارعين (السايدين) ولم تحلُ هذه الساحة الترابية إلا بعد أن قامت وزارة الأشغال العامة بتبليط الساحات الترابية ببلاط ملون صرفت عليه آلاف الدنانير، ونحن في الكويت لدينا تقليد أعمى،
"التاكسي المثير"
عندما ينتقل الإنسان من بيئة مألوفة الى بيئة غير مألوفة فإنه يتعرض لحالة أشبه بالضياع فمصادر المعلومات الخاصة بتسيير أمور حياته اليومية مفقودة مما يعرضه لأخطاء كثيرة وغالبا ما يواجه السائح هذه الأخطاء في الدول التي يزورها للمرة الأولى ولكن هناك قواعد عامة يجب الانتباه إليها ومن الأمور التي واجهت معاناة فيها هي سيارات الأجرة
غنائم الحرب في وقتنا الحاضر، أتصدق من قبل السياسات الدولية؟ أم مجرد غنائم بمفهومها السابق البدائي، مجرد غنائم يكافئ فيه المنتصر نفسه على نصره، أريد التوقف عند حرب تحرير العراق، أو غزو العراق، أو احتلال العراق، سمُّوا الموقف كما سمته شاشات التلفزة العربية والغربية منها، إن كان أهم إنجاز في تلك الحرب هو القضاء على الطاغية والديكتاتور صدام حسين، وكانت أبشع صور الحرب هي صور السجناء في أبو غريب،
يبدو أن لا أحد لديه اعتراض على الفوضى التي يسير عليها البلد، ولاأحد يبدو متحمساً للحفاظ على ثوابت النظام الديمقراطي ونصوص الدستور طالما أن هذه الثوابت أو النصوص لم تنتقص من هيبة أو قدرات الحكومة أو حتى مجلس الأمة، الدستوريون ينتفضون، "ولا الفلسطينيين"، عندما تمس سلطات مجلس الأمة، والحكومة تزعل وتلجأ إلى المحكمة الدستورية إن "داقلها" أحد أو مس وزراءها بمكروه·
أزمة خانقة ومتوقعة تنتظر غالبية الأسر تمهد لها هذه التصريحات الحكومية المتناقضة والمرتكبة، ومشاريع الضرائب المقترحة، والخصخصة غير المدروسة، وتسريح صغار الموظفين في بعض القطاعات من دون سابق إنذار - أو إحالتهم للتقاعد القسري - والكل يعلم حجم المديونيات التي يتحملها أرباب الأسر من قروض بنكية وما شابه، والغالبية تعتمد على الرواتب فقط لا غير·
نحن في مأمن إذا أصبح جارنا ديمقراطيا، والأمور كما يبدو تسير حثيثة في هذا الاتجاه، فتسليم السلطة للعراقيين بالطريقة التي تمت وقبل موعدها بيومين أثلج الصدر وأكد الاطمئنان على مسيرة خطة التغيير الديمقراطي في بلد كانت تُمارس فيه أبشع وأفظع صنوف الدكتاتورية والطغيان والظلم والاستهانة بالبشر بكل أشكالها لمدة تجاوزت ثلث القرن·
إن العالم حولنا مقبل على مرحلة جديدة، ويبدو أن البعض من القادة العرب عاجز عن قراءة مفرداته أو استيعاب تحولاته، كما أن تجارب التغيير ودروسه ماثلة أمامنا، من جورباتشوف مرورا بتشاوشيسكو الى صدام، جميعهم ظنوا في بداية الأمر أنهم في مأمن من رياح التغيير وتداعياته أو سخط شعوبهم ونقمتهم،
آفاق ورؤيـــة
الصور التي ظهر بها الطاغية صدام حسين والسلاسل والقيود في يديه ورجليه هي عبرة لكل حاكم مستبد يحاول أن يضطهد شعبه، ويحرمه من حقوقه الأساسية، ويحكمه بالحديد والنار كما فعل صدام مع الشعب العراقي خلال فترة حكمه·
يوم الأول من يوليو 2004 يوم مشهود في ذاكرة الكويتيين والعراقيين على حد سواء، إنه اليوم الذي مثُل فيه صدام حسين وزمرته أمام القضاء ليأخذ بحقهم القصاص العادل، وإذا كان الشارع العراقي قد انقسم حول هذه المحاكمة على أساس طائفي - كما ظهر من ردود أفعال الناس حسب مناطقهم فضلا عن تعليقات أئمة المساجد في خطب الجمعة في اليوم التالي لظهور صدام وأزلامه أمام القضاء - أقول،
هم يفتحون حدودهم ويغضون النظر إن لم يكونوا يسهلون المرور والعبور لدخول العراق، وهؤلاء العابرون والمارون هم من يقوم بجل العمليات التفجيرية والتخريب والقتل والعمليات الانتحارية، هم لا يريدون أن يستقر العراق ولا يريدون للديمقراطية والتعددية والحرية النجاح ولا يرغبون أن يكون للأكثرية رأي وللأقلية احترام وفق الدستور والقانون،
قضيتنا المركــزية
عندما يتعلق الأمر بالصراع في الشرق الأوسط، فإن وجهتي نظر الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة الأمريكية تتفق بنسبة %100·
ولعل المراقب للأحداث داخل أروقة مجلسي الشيوخ والكونغرس الأمريكيين خلال الأسبوع الماضي يتأكد له أن الخلافات - مهما اشتدت - بين الحزبين بسبب اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، فإنها تتحطم عندما تلتطم بصخرة مصالح دولة إسرائيل·
قد يتساءل المرء عن إمكانية حدوث نهوض عربي يمكن من الانتقال إلى حال من الحيوية والنشاط ويدفق الدماء في شرايين الحياة في مختلف الأنشطة السياسية والثقافية والاقتصادية·· لكن حال السكون وتعطل التغيير وهيمنة الأفكار المحافظة وعدم تبدل القيمين على مختلف الأعمال والأنشطة لا يمكن أن يبعث بروح التفاؤل، ولا يقتصر أمر السكون على الأوضاع السياسية ولكنه يمتد إلى مختلف الدوائر والمؤسسات والمنظمات المجتمعية لذلك فإننا نرى منظمات لا يتغير قادتها على مدى يزيد عن العقدين أو الثلاثة،
بالرغم من ما أتاحه مناخ الانفراج السياسي منذ انطلاقة المشروع الإصلاحي لملك البحرين من فرصة لتشكيل الجمعيات السياسية والمنظمات النقابية وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني - وقد تشكل بالفعل الكثير من هذه الجمعيات والمؤسسات - إلا أن ثمة جهتين، فئتين مهمتين، ذواتي وزن فاعل ومؤثر على الساحة السياسية لم تستفيدا من هذا المناخ من التعددية وظلتا عاجزتين عن إيجاد الإطار التنظيمي المعبر عن مصالح وآراء كل منهما بالرغم من أنهما في أمس الحاجة الملحة إليه:
لتعارفـــــــوا
على الرغم من أن الأولويتين القصوتين المفترضتين لدى حكومة السيد د· إياد علاوي رئيس الوزراء العراقي الجديد تتمثلان في ملف الانتخابات، ثم الملف الأمني، حيث لا يمكن للعراق أن ينجح في أي ملف آخر، مثل الملف الاقتصادي أو العلمي أو الثقافي، إلا بعد ضبط أمن المجتمع والدولة، ولن يتمكن العراقيون من الانخراط في حالة من الاستقرار السياسي إلا بعد إجراء انتخابات توضح طبيعة القوى المجتمعية المقبولة جماهيريا، ومدى شعبية كل منها، تمهيدا لرسم الخريطة السياسية متعددة القوى التي ينبغى لها أن تشكل مجلس الوزراء في فترة ما بعد الانتخابات العامة·
يوما بعد آخر تُكتشف فصول المؤامرة لتدمير العراق وشعب العراق تشترك فيها أطراف وجهات لم تعد خافية على أحد: دول ومجموعات مصالح ومافيات وأحزاب وجهات كثيرة ومتنوعة وكل على طريقته في التدمير والتخريب والتحريض وعلى جميع المستويات: القدرات والإمكانات العراقية المادية كالموارد الطبيعية والبنى التحتية، والآثار التراثية الحضارية، والقدرات البشرية كالكفاءات العلمية والفكرية العالية،