رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 15 نوفمبر 2006
العدد 1750

في مهرجان خطابي أقامه تجمع القوى الطلابية
الدكتور أحمد الخطيب: قوة الكويت في دستورها ونحن لم نعرف حكماً بحد السيف

                                       

 

·        التجمعات والحشود الطلابية تجعلنا نشعر بالاطمئنان

·       مشكلتنا تكمن في عقلية "الشيخة" وشروطها

·         أنظمة الحكم في منطقتنا خاضعة لمفاهيم الجاهلية وسلطة "الحاكم بأمره"

·         وطننا يتعرض لضغوط سياسية ولا سبيل للتخلي عن مكتسباتنا

·         مجلس الوزراء مسؤولياته كبيرة ومن لم يستطع فعليه الاستقالة

 

كتب آدم يوسف وهادي درويش:

شدد الدكتور أحمد الخطيب في كلمة ألقاها أمام تجمع القوى الطلابية في جمعية الخريجين مساء السبت الماضي على ضرورة الحفاظ على دستور الكويت وعدم المساس به، لافتا الى أن ما يشاع الآن من أخبار حول احتمالية حل مجلس الأمة حلاً غير دستوري وكذلك تعديل المادة الثانية من الدستور هي أخبار حقيقية وتعكس مدى تأزم الوضع الحالي، وكذلك المأزق الذي وقعت فيه سلطة الحكم وتنذر بمواجهة وشيكة بين الحكومة والشارع الكويتي·

وكان د· الخطيب يتحدث الى حشد جماهيري كبير من مختلف القوائم والاتجاهات السياسية تحت إشراف وتنظيم تجمع القوى الطلابية بمناسبة مرور أربعة وأربعين عاما على إقرار دستور الكويت·

 

وقال الخطيب: إن النوايا لحل المجلس وتعديل الدستور قائمة وموجودة ولكن ما نراه من حشود وجماهيرية من الشباب والشابات في كل مكان تجعلنا نشعر بالاطمئنان، مؤكداً أن الدستور الحالي لم يعد كسابق عهده من حيث كفالة الحريات وذلك بعد سن قوانين جديدة مثل قانون المطبوعات وكذلك قانون "التجمعات" الذي أثبتت المحكمة الدستورية بطلانه، متسائلا عن الإنجازات التي حققها النظام عندما قام بحل المجلس في مرة سابقة واستفرد بالسلطة، وأضاف بلغة ساخرة: إنجازات النظام حينها تمثلت في كارثة سوق المناخ وسرقة جميع أموال الدولة وكذلك الاحتلال العراقي للكويت·

وفي المقابل أشار الخطيب الى بعض الإنجازات الحقيقية التي أقرها البرلمان الكويتي وكان عوناً وحماية ليس فقط للكويت وإنما للمنطقة برمتها، ومنها إسقاط اتفاقية "تنفيق العوائد النفطية" التي تمت في عام 1964م وكذلك إسقاط ما كان يسمى "بالمشاركة النفطية" وتحويلها الى تأميم كامل، وكذلك من القوانين المهمة التي أقرها المجلس قانون "العمال" وقانون "التأمينات الاجتماعية"·

وبين أن التذمر الذي نراه الآن من وجود المجلس قد يكون ناتجا عن جهل وسوء فهم لدى بعض  أفراد السلطة ولكن هناك قسم آخر يعمل ضمن مخطط سابق لضرب الديمقراطية في الكويت، مشيرا الى أن النظام والعائلة الحاكمة ليس لديها قناعة بموضوع الديمقراطية والمجلس والمشاركة باستثناء المرحوم الشيخ عبد الله السالم الذي شذ عن هذه القاعدة لأنه من الأشخاص المعروفين بذكائهم ونظرتهم المستقبلية الثاقبة، وقد رأى في وجود الدستور والبرلمان بقاء للكويت وحفاظا على الأسرة الحاكمة في الوقت ذاته مؤكداً أن الذين كانوا يتصورون الشيخ عبدالله السالم ضد الأسرة الحاكمة هم مخطئون لأنه رحمه الله كان حريصا على بقاء الأسرة الحاكمة ولكن كانت هذه هي الصيغة المعتمدة والعقلانية للحفاظ على  الكويت، وأشار الخطيب الى أن الشيخ جابر الأحمد رحمه الله كان يتوافق مع توجهات الشيخ عبد الله السالم ويسير في الاتجاه ذاته ولكنه بعد فترة توقف لأسباب ليس هناك المجال لذكرها·

 

منطقة لا ديمقراطية

 

وأوضح الخطيب أن منطقة الخليج العربي فيها مفهوم معين بطريقة الحكم وهو مفهوم جاهلي بطبيعته تقوم السلطة فيه بحد السيف، حيث تقوم جماعة بغزو أخرى وحين تنتصر فإنها تستولي على الأرض وما فيها من موارد وتستعبد البشر أيضا، وشيخ المجموعة هذه سيصبح حاكما بأمره لا أحد ينازعه، ويطلق عليه كل الصفات المعروفة من شجاعة وكرم ورجاحة عقل ونحوه، وبين الخطيب أن هذا المفهوم الجاهلي هو السائد الآن لدى جميع الأسر الحاكمة في المنطقة باستثناء أسرة آل الصباح التي شذت عن هذه القاعدة فآل الصباح لم يصلوا الى الحكم عن طريق السيف بل إن أهل الكويت هم الذين اختاروا آل الصباح وولوهم شؤون إدارة الدولة ومن يحكم منهم لا بد أن يحظى بالرضى والقبول من أهل الكويت وهو أمر ينص عليه الدستور أيضا لافتاً الى أن المجلس التأسيسي لم يأت بشيء جديد، وإنما قام بتقنين و"دسترة" أمور موجودة أصلا ومتعارف عليها، موضحاً أن هذا الأمر من المفترض أن يكون مصدر فخر لآل الصباح وبالتالي فإن عليهم ألا ينساقوا وراء دعوات أنظمة الحكم الأخرى  من دول الجوار التي لا تؤمن بالديمقراطية وتدعو الى تغليب حد السيف مؤكداً أن ما عليه آل الصباح هو الصواب وهو الحق وليس ما عليه هم "دول الجوار"·

 

ضغوط الجوار

 

وذكر أن الكويت تعرضت لضغوط سياسية شديدة في عهد الشيخ جابر رحمه الله من دول الجوار ومنها الإمارات والسعودية وعمان في محاولة لإنهاء الديمقراطية ولكنها صمدت في وجه جميع تلك المحاولات مشيرا الى أن الشيخ جابر رحمه الله كان يدرك أن الكويت على حق والسبب بكل بساطة أن الكويت ليس فيها ثورة مسلحة بينما جل تلك الدول فيها ثورات وكذلك فإن الحاكم في الكويت يمكن أن يعيش باطمئنان وينتقل كيفما يشاء داخل دولته دون حرس أو أمن أو خوف·

 

مشكلة الكويت

 

واستطرد الخطيب موضحاً أن مشكلة الكويت تتلخص في أمر واحد هو "الشيخة" وهذه الشيخة لها شروط ومواصفات منها أن السلطات كلها لابد أن تكون بيد الشيخ، وبالتالي فإن البلد كله يصبح ملكاً للشيخ والشعب عبارة عن مواطنين عند الشيخ، ومن لم يعجبه الحال من أفراد الشعب فإن المطار مفتوح وعليه أن يغادر وكذلك فإن مجلس الوزراء عبارة عن مجموعة من الموظفين وما يستتبع ذلك من أمور مثل المدح والإطناب في ذكر صفات ومحاور الحاكم بأمر الله، وكل خطوة يخطوها البلد تصبح برعايته وحكمته وهذه العقلية لخصها رئيس الوزراء السابق حين قال: "أحكم خمس سنين بكرامة، ولا خمسين سنة مثل ملكة بريطانيا"·

 

العائلة الحاكمة

 

وأوضح الخطيب أن عائلة آل الصباح ليست كلها بتلك العقلية وقال: لا أريد أن أظلم الجميع وإنما ظهر في السنوات الأخيرة مجموعة انتقدت الوضع القائم وتبرأت من هذه العقلية وعبر عن أمله في أن تبقى هذه المجموعة محتفظة بهذه القناعة·

وبين الخطيب أن التآمر على الدستور ارتكز في عدة محاور منها: تزوير عام 1967 وحل المجلس عامي 1976 و 1986 وكذلك المجلس الوطني قبل الاحتلال وبعده، وأيضا تشويه سمعة المجلس من خلال التدخل في الانتخابات وإبراز عناصر معينة على حساب أخرى·

وقال : الكويت في السابق كانت قدوة ومثالا يحتذى بينما الآن أصبحنا تابعين ونتعلم من غيرنا·

 

التقدم العلمي

 

وذكر بعض الأمثلة الى تثبت أن الآخرين قد سبقونا في مجال العلوم والتكنولوجيا ومنها علم يقوم على التعامل على مستوى الذرة وهو علم جديد حيث أصبح الآن بالإمكان رؤية مركبات الذرة وهو اختراع في غاية الأهمية حيث يتمكن الإنسان من خلاله التحكم في الذرة وخلق مواد جديدة غير موجودة في الكرة الأرضية، وهذا العلم يساعد كذلك في علاج الأمراض المستعصية لأنه يتيح لنا أن نصنع "روبوت" في غاية الدقة ينتقل الى مكان العلة والمرض لوضع الدواء فيه وهو عالم جديد من التطور الطبي ربما يغير الوضع كله بشكل مذهل بالطبع فإن جميع الدول بدأت تنفق الملايين للوصول الى هذا العلم بينما نحن في الكويت نائمون لم نظهر أية عناية بهذا العلم الخطير، وقد عقد المعهد مؤتمرا في الكويت منذ أسبوع تقريبا وللأسف فإن مسؤولا واحداً من الدولة لم يحضر هذا المؤتمر·

ومن المتوقع خلال خمسة أعوام فقط أن يبدأ استغلال هذه التكنولوجيا الجديدة في تغيير كل شيء·

 

إنقاذ الوطن

 

وأشار الخطيب في نهاية محاضرته الى ضرورة التحرك لإنقاذ البلد من هذه الوصاية التي تنهب المال العام ولا يهمها سوى مصلحتها لافتاً الى أن مجلس الوزراء عليه مسؤولية كبيرة ومن لم يستطع أن يؤدي مهامه فإن عليه أن يستقيل·

 

 

 

* * *

 

القوائم الطلابية قالت رأيها

 

   

   

 

وقد ألقى مجموعة من منتسبي القوائم الطلابية كلمات عبروا فيها عن تمسكهم بالدستور ورفضهم المساس به، حيث قال راشد المطوع من قائمة المصالح الطلابية إنه لو التزم الجميع بمبادىء وقيم الدستور الكويتي لكان حال البلد أفضل·

وبين المطوع أن الشيخ عبدالله السالم صاحب الإنجازات الجمة منها استقلال الكويت وإقرار الدستور الكويتي، حيث كان يهدف المغفور له الشيخ عبدالله السالم أن يجعل للكويت وللشعب كيانا يحافظ عليه، وتساءل المطوع: ماذا فعل نواب مجلس الأمة الحاليون بالدستور؟ ألا يكفي أن الدستور يهان وينتهك يوما بعد يوم؟·

ومن جانبه قال أحمد الفضلي من قائمة الوسط الديمقراطي بالتعليم التطبيقي والتدريب إن الدستور الكويتي حق من حقوق الشعب الكويتي وإن هناك من يريد القضاء عليه، وتساءل الفضلي الى متى تتم محاربة الدستور الكويتي؟·

ووجه الفضلي رسالة الى الكل سواء القوى الطلابية أو السياسية بأن تتوحد من أجل الدفاع عن الدستور وعن حقوق وواجبات الشعب الكويتي·

وبدوره قال أحمد الشمري من القائمة المستقلة في الجامعة العربية المفتوحة إن الدستور الكويتي جاء من خلال التضحيات وما نسعى اليه هو تطبيقه والمطلوب منا كفئة الشباب أن نطبق ونحافظ على الدستور·

ومن جانبه قال مطلق الزعبي من قائمة المستقلة بالتعليم التطبيقي والتدريب إننا نتواجد هنا للتأكيد على أهمية الدستور والمحافظة عليه وخاصة أننا في أمس الحاجة الى تطبيقه في الوقت الحالي·

وبين الزعبي أن هناك من يريد تغيير الدستور لمصالحه الشخصية الآنية، واستذكر الشمري الماضي فقال:في العام السابق وقفنا وقفة واحدة وطالبنا بتطبيق الدستور في المراحل التدريسية وتحقق لنا ما نريد، وإذا كررنا هذا الوقفة فلن يتم التعدي على الدستور·

ومن جانبه قال جاسم الحساوي من قائمة الوسط الديمقراطي بجامعة الكويت إن تاريخ 11/11 هو العيد الحقيقي لكل الكويتيين، وهو البداية الحقيقية للكويت الحديثة، إن القوى المتأسلمة تطالب بتعديل المادة الثانية من الدستور الكويتي ويبدو أنهم تناسوا أن هناك شباباً كويتياً لن يسمح بتعديل الدستور·

وبين الحساوي أن هناك إشاعات بأنه سيتم حل مجلس الأمة وتعليق مواد الدستور ولكن يبدو أنهم تناسوا أن هناك شباباً وطنياً لن يسمح بأن يتم هذا الأمر·

وأوضح الحساوي أن الفساد انتشر في مؤسسات الدولة ولا يوجد تطبيق للدستور وأن أغلب أعضاء مجلس الأمة الكويتي جاؤوا عن طريق الفساد والكل يتذكر الفرعيات التى تمت خلال فترة الانتخابات·

وبدوره قال هاشم الشخص من التجمع الوطني الطلابي "اسمحوا لي أن أعتذر من دستورنا الغالي، أعتذر لك يا دستور أن جيلاً بعد جيل بدأ ينساك، وأن هناك من انتهكك وأن هناك من وضعك على الأرفف وأن هناك من يتغني باسمك وهو أول من انتهكك"·

وبين الشخص أن الدستور هو الكويت ولا يمكن أن نفصل بينهما ومن صادق عليه هم أجدادنا ورواد نهضتنا·

ومن جانبه قال علي الصفار من القائمة الهندسية بجامعة الكويت إن44  عاما مرت على إقرار دستور الكويت وهذه الذكرى التي لها مجموعة من المعاني منها المساواة والعدالة والحرية·

وتعهد الصفار أنه إيمانا منا بما يمثله هذا الدستور الذي يمثل عقدا ما بين الحاكم والشعب، قائلاً إن لك منا يا كويتنا أن نبقى على العهد·

وأخيرا تحدث عثمان العثمان من القائمة المستقلة بجامعة الخليج فقال: إنه ليس بالغريب أن تأتي ذكرى الدستور مع تصعيد السلطة ضد هذا الدستور وهو أمر تناقلته الصحف·

وبين العثمان أن الشارع الكويتي واع ووجودنا في هذا الملتقى إنما هو دليل على أن الشباب الكويتي لديه وعي ولن يسمح بهذا الوضع أو  حتى بمجرد طرح الموضوع·

طباعة  

جاء إنشاؤها إحياءً للذكرى 44 من إنشاء الدستور
السعدون يعلن مولد الجمعية الكويتية للدفاع عن الدستور

 
بعد أن تغيرت فلسفة التسوق في آسيا
عالم جديد من التسوق والترفيه

 
من المجلس
 
على خلفية تشكيل 5 لجان موقتة
مواضيع "اللجان الموقتة" تستوعبها "اللجان الدائمة".. فلماذا الإسراف في تشكيل اللجان؟

 
بعد إقرار مشروع الـ 5 دوائر
هل سيتمكن النواب من إقرار قانون الأحزاب؟

 
الخليفة:
كتب مدارس الجهراء

 
رأي مهني
 
ديوان المحاسبة