رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 16 رمضان 1426هـ - 19 أكتوبر 2005
العدد 1700

مسجد الجهراء ليس الأول
صلاح الفضلي
salahma@yahoo.com

حادثة الاعتداء التي تعرض لها مسجد محمد بن أبي بكر في الجهراء هي ليست الأولى، فهذا المسجد ومنذ تأسيسه وهو يتعرض لاعتداءات متكررة من قبل المتطرفين في المنطقة، فقد تعرض من قبل لإطلاق نار وتكسير واعتداءات بالضرب على المصلين، إن التفاعل الكبير الذي حصل مع ما حدث في المسجد الأسبوع الماضي ليس لأنها المرة الأولى، ولكن فقط لأن الأمر وصل الى الصحافة والى أعلى مستويات المسؤولين، ولو لم يحصل ذلك لمر الاعتداء كسابقاته· تصريحات المسؤولين والأحاديث الشخصية مع بعض الوزراء تظهر أن هؤلاء مغيبون عما يجري من حالات تعد طائفية صارخة، فبعض الوزراء لا يعلم إطلاقا عن مثل هذه الاحتكاكات الطائفية وهذه مصيبة، أما المصيبة فهي أن بعض الوزراء الآخرين يعلمون بهذه الاعتداءات وهم ساكتون·

حتى تكون الأمور بمنتهى الوضوح والشفافية كما يطالب المسؤولون نقول إن هناك مجموعة من خطباء المساجد التي تشرف عليها وزارة الأوقاف يقوم بالتكفير العلني والدعاء لله أن ينزل على هذه الطائفة غضبه ومقته وأن يدمرها تدميرا، وكل ذلك عبر الميكرفون الخارجي للمسجد وهذا حدث في مناطق كثيرة من الكويت ومنها الجهراء والفردوس والقرين والفحيحيل وغيرها، ومع أنه تم تبليغ المسؤولين في الأوقاف بذلك إلا أنه كان يتم تجاهل الأمر في كل مرة أو الاكتفاء بتنبيه الخطيب بعدم تكرار ذلك، بل إن أحد الوزراء ينقل أنه عندما أريد الرجوع الى أشرطة تسجيل لبعض الخطباء المتطرفين وجد أنها فارغة حيث قام بعض موظفي الوزارة نفسها بمسح هذه الأشرطة، بل إن الأمر أبعد من ذلك، فبعد أن قام مجموعة من أعضاء مجلس الأمة بتنبيه وزير الأوقاف بأن بعض الخطباء يقومون بتكفير الشيعة في خطبهم طلب منهم أن يأتوه بالدليل وسوف يرون ما سيقوم به، ولكن عندما تم تسجيل محاضرة لأحد هؤلاء المشايخ في منطقة الفحيحيل يجاهر فيها بتكفير علماء الشيعة، لكن الوزير المعتوق عندما تم تسليمه التسجيل "فتر حماسه وخانته شجاعته" وأخذ بالتسويف والتعذر بأنه لا يستطيع مواجهة هذا التيار، والأدهى من ذلك أن هذا الخطيب له منصب إشرافي في وزارة الأوقاف·

ما نريد أن نقوله أن حادثة مسجد الجهراء ليست الأولى وهي لن تكون بالتأكيد الأخيرة في ظل وجود تيار فكري متطرف يستغل تساهل السلطة بالاستمرار في تكفير من يخالفه ويريد أن يفرض وصاية على الجميع ويحتكر الإسلام بعناوين مختلفة مثل المحافظة على ثوابت الأمة ومحاربة البدع والشرك والدفاع عن العقيدة الصحيحة· الحقيقة المرة أن هناك بعض الوزراء المعنيين إما متواطئون مع التيار المتطرف وإما خائفون ترتجف فرائصهم من مواجهته ووضع حد لتعديه وتطاوله وكأنهم دولة داخل دولة·

في ظل وضع إقليمي محتقن طائفيا، وفي ظل الشرر الطائفي المتطاير من العراق يجب على الدولة أن تلتفت لخطورة هذه الاستفزازات الطائفية، لأن عواقب مثل هذه الحوادث التي يحاول البعض التقليل من شأنها سوف تكون وخيمة، وعلى الدولة - إذا كانت جادة - أن تثبت أنها لا تقبل ما يجري من تصرفات طائفية وأن تضع له حدا قبل فوات الأوان·

salahma@yahoo.com

�����
   

الدستور العراقي:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
مارد الشرق العظيم:
سعاد المعجل
حوار مع الذات(5):
فهد راشد المطيري
مسجد الجهراء ليس الأول:
صلاح الفضلي
تطورات مرتقبة!:
عامر ذياب التميمي
الدور المطلوب:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
هل نملك الجرأة بالاعتراف بأميتنا... "البيئية"...؟:
مشاري الصايغ
تبعات الانسحاب من قطاع غزة:
عبدالله عيسى الموسوي
معقولة يا بورمية؟:
على محمود خاجه
رسائل قصيرة الى...:
مسعود راشد العميري
معالجة القروض مطلب وطني:
عبدالخالق ملا جمعة