رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 25 ذي الحجة 1426هـ - 25 يناير 2006
العدد 1712

من يشتري ثمانين بمئة
صلاح الفضلي
salahma@yahoo.com

تروي قصص التاريخ أن الشاعر ابن هرمة كان من ندماء الخليفة العباسي أبوجعفر المنصور، وقد كان ابن هرمة مولعا بالخمر حتى أنه كان يخرج إلى الشارع وهو سكران، فكان بعض الناس والحرس يأتون به وهو ثمل إلى القاضي فيحكم بجلده ثمانين جلدة حد شرب الخمر· لما تكرر ذلك مرات عدة دخل ابن هرمة على أبي جعفر فأنشده، فقال سل حاجتك قال تكتب إلى عاملك بالمدينة متى وجدني سكران لا يحدني، فقال المنصور: هذا حد ولا سبيل إلى إبطاله، قال مالي حاجة غير ذلك، وبعد تفكير طويل أصدر الخليفة أبو جعفر المنصور إلى واليه في المدينة فرمانا جاء فيه: "يجلد ابن هرمة ثمانين جلدة كلما ألقي القبض عليه سكران، ويجلد كل من يلقي القبض على ابن هرمه مائة جلدة"، بعد ذلك كان الناس والشرطة يمرون بابن هرمة وهو سكران فيقول من يشتري ثمانين بمائة فيمرون ويتركونه·

تذكرت هذه القصة وأنا أقرأ تصريح رئيس جهاز خدمة المواطن الشيخ محمد عبدالله المبارك في إحدى المقابلات التلفزيونية حيث كان يقول إن الشيخ صباح الأحمد دائما ما يسأله عما إذا كان أحد قد تقدم بشكاوى فساد للجهاز، فكان الرد أنه لم يتقدم حتى الآن أي شخص بأي شكوى· كيف يراد لنا أن نفهم معنى هذا الكلام· هل معنى ذلك أن الكويتيين من جنس الملائكة بحيث إنهم لا يخطئون ولا يمكن لأي منهم أن يشارك في عمليات فساد؟ أم أن هناك تفسيرا آخر لذلك؟ الكل يعرف أن الفساد منتشر، بل مستشر بشكل كبير ويراه حتى الأعمى، بل يكاد يكون ملموسا لمس اليد، وهنا يوجه السؤال لجهاز خدمة المواطن: لماذا يا ترى لم يتقدم أحد للجهاز بأي شكوى عن وجود الفساد؟ وقبل ذلك لماذا لم يستطع الجهاز بكل ما لديه من إمكانات إثبات ولو حالة فساد واحدة؟!

من الواضح أن عدم تقدم أحد بالشكوى إلى جهاز خدمة المواطن أو إلى المسؤولين في المؤسسات الحكومية من وجود حالات فساد يعود إلى عدم ثقة الناس بجدية المسؤولين في متابعة هذه القضايا، حيث إن لدى الناس قناعة أن حسهم الأخلاقي وغيرتهم الوطنية سوف تذهب أدراج الرياح لأنه سيتم "طمطمة" الموضوع، بل ربما يتعرض من يشتكي إلى الأذى من خلال اتهامه بمحاولة "التشهير والتعرض" لسمعة الأشخاص "النزيهين" الذي يقومون بعملهم على "أكمل وجه"· ماذا يمكن أن نتوقع من المواطنين إذا ما تقدموا للكشف عن مواطن الفساد عندما يطلب منهم أن يأتوا بكل الوثائق التي تثبت صحة شكواهم، وبشرط أن تكون كل الوثائق "أصلية"؟

إذا كانت هذه هي القناعة الراسخة لدى الناس، فكيف تريدونهم أن يساعدوكم في كشف مواطن الفساد؟! كيف يمكن أن نقنع مواطنا أن يتقدم بالشكوى من وجود فساد إذا كان يعرف أن مصيره سوف يكون مصير من شهد على ابن هرمة؟ وبالتأكيد فإن عاقلا لن يشتري ثمانين بمائة، والله من وراء القصد·

salahma@yahoo.com

�����
   

كلمة حق في حي يرزق:
سليمان صالح الفهد
للكويت منزلة القلب:
د. حسن مدن
لا للقبيلة!!:
سعاد المعجل
اللائحة التنفيذية لقانون توارث الإمارة:
علي محمد البداح
عندما لا تموت الملوك:
د. محمد العبودي
نحن أولى من إيران بمفاعل نووي:
مبارك سعد مانع
في دولة المزرعة.. جفاف الضرع شرط لظهور الصحوة:
يحيى علامو
محمد بن راشد والمرحلة المقبلة:
د· هيام عبدالحميد *
من يشتري ثمانين بمئة:
صلاح الفضلي
مشروع دوائر منصف:
فيصل عبدالله عبدالنبي
"إسرائيل" والناخب الأمريكي(1-2):
عبدالله عيسى الموسوي
رحل القائل.. وبقيت الكلمة "كلنا للكويت":
على محمود خاجه
"نزول والكويت باقية":
محمد جوهر حيات
الأمير:
المحامي نايف بدر العتيبي
الدور المطلوب:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي