رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 24 ذوالقعدة 1425هـ - 5 يناير 2005
العدد 1660

ألفـــاظ و معـــان
سقوط مفعول التساقط
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله

كان مروجو الرأسمالية في القرن التاسع عشر في أوروبا وأمريكا الشمالية يعارضون بشدة تدخل الدولة في توزيع الدخل القومي بزيادة في دخول "محدودي الدخل" أو الحد من تكاثر ثروات الأغنياء، وزعموا أن أهم ما يحتاجه المجتمع هو الادخار والاستثمار، وأن الفقراء ينفقون أي زيادة في دخولهم في استهلاك بعض مما حرموا منه لسنوات كثيرة في حين أن الأغنياء "الشبعانين" يدخرون ويستثمرون، كما زعموا أن التخفيف من حدة الفقر يتولد من فرص العمل التي يخلقها كل استثمار جديد، أما الحد من الاستثمار وبالتالي فرص العمل يعني استمرار الفقر، وقد أعطى بعض الأكاديميين لهذا التفكير صيغة علمية باسم "مفعول التساقط" فالثراء كالسحاب يمطر الغيث، وبطبيعة الحال رفض الاقتصاديون الجادون هذا كله وقالوا بعكسه ألا وهو أن مسيرة الرأسمالية تؤدي الى تكدس رأس المال وتركز ملكيته في أيد قليلة، واتساع دائرة الفقر باطراد من ناحية أخرى، وهذا يعني انكماش حجم السوق وعدم جدوى إنتاج ما لا يجد مشترين "انظر: ريكاردو ومالتوس وماركس وغيرهم ممن أطلق عليهم الآخرون اسم "المتشائمين"·

واليوم نجد بين أبناء العالم الثالث من يقولون إن الرأسمالية قد نجحت وتطورت وانتشرت رغم أنف المتشائمين، والسبب في هذا القول الساذج أن من يقولونه يسقطون تماما ظاهرة الاستعمار وبالذات أحد جوانبها الذي لم يلق عناية تذكر في تاريخ الفكر الاقتصادي ألا وهو تصدير فقراء أوروبا ليستوطنوا قارات ثلاث: أمريكا الشمالية، أمريكا الجنوبية، أستراليا ونيوزيلندا، وشهدت القرون: السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر هجرات كثيفة يدفع معظمها إليها الفقر والحرمان، وإصلاحيون تصوروا أن يكون "العالم الجديد" أفضل وأكثر عدلا من القديم، وثوريون مضطهدون، ومغامرون، ومجرمون فارون من السلطة أو أرسلتهم السلطة الى منفى بعيد "حالة أستراليا"·· إلخ، ومن دون هذا الحل لمشكلة تزايد الفقر والفقراء لما نجحت الرأسمالية الغربية في البقاء والتطور رغم ما تعرضت له من ثورات وأعمال إرهابية وحروب مدمرة وأزمات اقتصادية متكررة، وبلاد العالم الثالث كانت مستعمرات، وليس أمام أي منها فرصة استعمار غيرها وبالتالي تكدس فقراء الأرض في العالم الثالث·

والغريب أن الوزراء الذين يدعون عندنا أن الاستثمار هو الوسيلة الوحيدة لتحسين أحوال الفئات الشعبية ينسون (ولا أقول يجهلون) الموقف الذي اتخذه البنك الدولي (حصن اقتصاد السوق) أيام ماكنمارا واستمر حتى الآن وهو ضرورة الهجوم المباشر على الفقر، أي التخلي تماما عن "مفعول التساقط"، وتشغل هذه القضية كل المنظمات الدولية ومعظم الاقتصاديين من الهند الى الولايات المتحدة ولكن يبدو أن هذه الريح متزايدة السرعة عبر الثلاثين سنة الماضية تجنبت مقار الحزب الوطني ووزراءه·

�����
   

الديمقراطية المنقوصة:
د·أحمد سامي المنيس
ديمقراطية حسب الطلب!:
علي أحمد البغلي
عام مضى:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الكلمة النظيفة:
سعاد المعجل
العراق ودول الجوار:
محمد بو شهري
سقوط مفعول التساقط:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
تعقيدات الإصلاح:
عامر ذياب التميمي
الانتخابات العراقية والديمقراطية الغائبة:
يحيى علامو
كأس الخليج:
المحامي نايف بدر العتيبي
صحيح.. الأوضاع مقلوبة:
مسعود راشد العميري
الانسحاب من غزة هل هو حل جذري للقضية الفلسطينية؟:
موسى داؤود
متى نلمس التطوير..؟!:
محمد جوهر حيات
وما خفي كان أعظم
المتنفذون يمرحون:
عبدالحميد علي
انتهاكات دستورية من الفئات المتطرفة:
عبدالخالق ملا جمعة
اعتذار متأخر جداً!:
رضي السماك