|
حين نخسر أنفسنا ويفوز الوطن |
شعاع القاطي |
shoaa4@yahoo.com |
ما مرت به الكويت خلال الأيام الماضية تجربة كبيرة بدايتها وتفاصيلها مؤلمة ونهايتها مكسب، أحداث تتابعت بصورة سريعة حتى باتت الأسئلة أكثر وأصعب من أن تجد لها إجابة، تابعنا وسمعنا أكثر مما تحدثنا، فالغصة كبيرة، والحزن أصبح خليطا من مجموعة أحزان، بدأت بوفاة رمز الكويت أمير القلوب ليطغى عليها حزن من نوع آخر لما آلت إليه الأزمة فما الذي حدث؟ ولماذا؟ وأين نحن منه؟ ما شهدناه لم يكن شأنا خاصا بالأسرة وإنما كنا أمام قضية وطن وشعب لا يملك إلا أن يشاهد دون أن يعتد برأيه، لا سيما وهو جزء من هذه التسوية ولكن لا عجب في ذلك· لم يكن أمامنا أمام هذه الظروف سوى أن نغرق في أحزاننا أكثر وأكثر ونحن نرى كيف تسير وكيف تتصاعد وإلى أين وصلت المساومات بين الأطراف حتى وصلنا الى مرحلة أصبح فيها وطننا ورموزه في كفة ومجموعة من المطالبات الشخصية في كفة أخرى، فإلى أين يمكن أن نصل أكثر مما وصلنا إليه؟ لحظات طال فيها عنصر الزمن وتقلصت فيها مساحة المكان حتى بتنا نشعر بالخناق وبالغربة ونحن في وطننا· آلام لا تقل عما شعرنا به في أحلك الظروف التي مر بها البلد حين فتحنا أعيننا ذات يوم لنرى بلادنا محتلة، لكن الألم القديم كان بيد غادرة دخيلة والألم الجديد بيد أياد تدين للوطن بالكثير· خسرنا كثيرا وتألمنا قدر خسارتنا ولكن الرابح في النهاية بلدنا لما عاشه من تجربة وممارسة تاريخية لم تحدث في دولة أخرى حين يطبق الدستور لمصلحة الكويت وتتفق السلطة التشريعية والتنفيذية على أن الكويت أولا وثانيا وثالثا والدستور والتقدير والعقل حسم الموقف، فالكويت دولة مؤسسات دستورها واضح والتقدير لسمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح يحتم علينا احترام ما يمر به من ظروف صحية، ومسؤوليات الحكم تقول بأن ما وصلنا إليه من نتيجة هو مكسب لوطننا سيذكره التاريخ، أما التفاصيل فتظل في ذاكرة الكويتيين·
shoaa4@yahoo.com |
����� |
|
|
|
|
|
|
|