تأتي ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام هذه الأيام في أجواء عالمية متوترة، حيث يشن الإعلام الغربي من خلال بعض صحفه وفي دول متعددة هجوما غير مبرر على شخصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم··
ومن الحسين نتعلم دروس المواجهة والقوة والصمود·· فهو القائل روحي له الفداء "هيهات منا الذلة" وهي حكمة عملية ونظرية مهمة في التعامل مع الظلم والظالمين وأطروحة تستحق الدراسة·
فالإمام الحسين عليه السلام عرض عليه أمران أحدهما أكثر إيلاما من الآخر وهو الاستسلام أو القتل فكان أن أطلق صيحته المدوية على مدار الزمان·
فالحسين وقف صامدا أمام جيش يفوقه عدة وعتادا ولم يستسلم لشروطه المذلة بل قاتل بنفسه وأهله وإخوانه للدفاع عن دين الله سبحانه وليقول للحكم الظالم "لا" قوية ويتصدى للظلم·
الحسين سجل هذا الموقف وقتل هو ومن معه فتصور قاتلوه أنهم انتصروا عليه وهزموا خطه وأنهوا أهدافه السامية الى الأبد، ولكن المفاجأة أن أهداف الحسين تبناها المسلمون بعده وبدؤوا يسيرون عليها، وكان أول من رفع صيحته أخته السيدة زينب عليها السلام التي تصدت لعبيد الله بن زياد حين تشمت بها لقتل أخيها ظنا منه أنه أنهى الحسين جسدا وفكرا وعقيدة، فقالت له بصوت قوي مع أنها كانت أسيرة بين يديه "كد كيدك، واسع سعيك وناصب جهدك، فوالله لن تمحو ذكرنا، ولن تميت وحينا·· فما جمعك إلا بدد، وما أيامك إلا عدد"·
وهكذا كان حيث نسي التاريخ الظالمين وانطوى حكمهم، أما الإمام الحسين فبقي شامخا الى أبد الدهر وأصبحت كلماته تتردد على ألسنة المؤمنين في كل مكان وفي كل زمان·
فالسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا·
وعلينا نحن المسلمين اليوم في مواجهتنا مع الآخرين أن نقف صامدين كالحسين عليه السلام في الدفاع عن مبادئ جده ورسالة الإسلام الخالدة وألا نضعف أو نجبن أمام الغرب الذي يحاول أن يجعل المسلمين ينقادون لما يريد ويسلبهم كل قوتهم· |