نذكر الناخب الكويتي أن الانتخابات الفرعية غير قانونية وأن شراء الأصوات غير قانوني وأي ممارسة بعيدة عن الأخلاق والقانون هي أمر مرفوض، ولقد شاهدنا جهارا نهاراً وكتبت الصحف عن الفرعيات علنا ولم نر لها رادعاً، فاليوم نرى مرشحين قبائل رفضوا الدخول في الانتخابات الفرعية احتراما للقانون فهل سوف ينصرهم الناخبون من خلال التصويت لكي يعطوا درسا لن ينساه كل من خاض انتخابات فرعية؟
المواطنون يئنون من الفساد في المجتمع فهل سوف يقفون بكل شجاعة يوم التصويت ليختاروا القوي الأمين الذي سوف يكون عونا لهم في عملية الإصلاح؟
نقولها بصوت عالٍ إذا جاءت نتائج هذه الانتخابات بأغلبية برلمانية لا تريد الإصلاح فلا تلوموا إلا الناخبين، فهم من صوّت وهم من اختار وليس أحد غيرهم·
يقول المؤرخ البريطاني الشهير أرنولد تونبي: (إن كل التاريخ يمكن كتابته في معادلة بسيطة هي: التغيير والاستجابة، فالتغيير يحدث في البيئة ثم يستجيب الفرد والمنظمة والمجتمع لذلك التغيير، ثم يأتي تغيير آخر واستجابة أخرى، وتتكرر المعادلة مرات ومرات)·
الآن الناخبون أمام تحد واضح لقوى الفساد فهل سوف تكون استجابتهم استجابة إيجابية بالتصويت للقوى الوطنية والوقوف أمام تيار الفساد أم أن استجابتهم سوف تكون سلبية وينصرون الفرعيات ومن يريد شراء أصواتهم ومن كانت مواقفه ضدهم؟
في هذه الانتخابات سوف تتحقق الحكمة المشهورة (كيفما تكونوا يولّ عليكم، أعمالكم ردت إليكم) فدرجة وعي الناخب هي من سينتج نوع البرلمان القادم، فهل وعيه سوف ينتج برلمانا ذا غالبية وطنية تدافع عن حقوقه وتصلح ما أفسده الدهر وقوى التخريب؟
أتصور أنه حتى الصبي الصغير أصبح يميز بين المرشح الوطني الذي يريد الإصلاح وبين أعداء الإصلاح، فهل من يحق لهم التصويت بعد كل الأحداث التي مرت بنا في قضية تعديل الدوائر وأكثر من ثلاث سنوات قضاها النواب تحت قبة البرلمان هل لديهم حجة أنهم لم يعرفوا الصالح من الطالح أم أن البعض من أجل فتات من هذا وذاك يريد أن يغلق عينيه ولا يميز بينهما، أو أن هناك من يطبق عليه (الجهل المركب) وهو الذي لا يعلم أنه جاهل بما يحدث، فالجاهل بما يحدث هو (جاهل) ولكن الجهل المركب هو من لا يعلم أنه جاهل ويتصرف كونه (أبو العريف)·
هذه الانتخابات هي ليست فقط صراعا بين قوى الإصلاح والفساد، بل بين الناخب ونفسه، بين مصالح الناخب الآنية المتمثلة ببيع صوته أو إعطائه لمن لا يستحق من أجل خدمة بسيطة ممكن الحصول عليها قانونيا في المستقبل وبين ضميره الذي يقول له (خذ موقفا مشرفا بتصويتك للوطنيين الشرفاء كي وتهنأ أنت وتهنأ الأجيال من بعدك من خلال التصدي لقوى الفساد ونصرة قوى الإصلاح والتغيير نحو الأفضل ونرى نتائجها على أرض الواقع)·
ختاما نقول اللهم اجعل عاقبة هذه الانتخابات خيرا·
machaki@taleea.com |