رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 8 صفر1427هـ - 8 مارس 2006
العدد 1718

إضاءة

يوم المرأة العالمي

 

اليوم، الثامن من مارس 2006، هو يوم احتفالية دولية للمرأة في العالم· في العادة تتسابق المنظمات الدولية والكتَّاب المهتمون في عرض أحوال المرأة وربما الأسرة في شكلها الأعم في هذا اليوم الاحتفالي، فهناك رصد التطورات الإيجابية والتنبيه الى مخاطر المشاكل المتعلقة بهذه الشريحة من المجتمع· وهناك أرقام مهمة أود أن استعرضها للقارئ بمناسبة يوم المرأة العالمي على صعد اجتماعية واقتصادية وسياسية، وهي أرقام قد تعطي مؤشرات لتطور وضع المرأة في العالم العربي·

يقول الاتحاد البرلماني الدولي إن النساء حققن تطورا مضطردا في المشاركة السياسية ومن ثم الوصول الى البرلمان منذ مؤتمر بكين 1990 والذي خصص لدعم المرأة والأسرة، فمنذ تلك السنة كانت نسبة النساء في برلمانات العالم 11,3 في المئة، فيما اليوم وصلت الى 16,3 في المئة، لكن النساء في الدول العربية - بحسب الاتحاد الدولي - سجلن أسوأ أداء في الانتخابات البرلمانية بين دول العالم الأخرى· وبالمناسبة فقد خصصت منظمة المرأة العربية يوما خاصا لنساء المنطقة لتكون احتفالية مناطقية الى جانب يوم 8 مارس وهو الأول من فبراير من كل عام·

وعلى صعيد قوة العمل، فإن نسبة مشاركة المرأة العربية بحسب ورقة الخبيرة الاقتصادية السعودية ناهد طاهر التي قدمتها في منتدى سيدات الأعمال الأول بدول الخليج لا تزيد عن %39 من إجمالي القوى العاملة البالغة 103 ملايين نسمة في عام 2001 وهي نسبة تعتبر ضئيلة بالنسبة للدول الأخرى·

على صعيد التعليم، فإن تقريرا داخليا للمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة (اليكسو) أفاد بأن عدد الأميين في العالم العربي سيبلغ في العام 2006 سبعين مليون شخص بين الفئات العمرية التي تزيد عن خمسة عشر عاما، أي بنسبة %35، والمعروف أن أكثر من نصف الأميين في الوطن العربي من النساء·

أما على صعيد العنف، فلا توجد أرقام تعكس حجم هذه المأساة التي كتب حولها مئات المؤلفات والتقارير، ولئن كانت ظاهرة العنف مسكوتا عنها في البلدان العربية والخليجية خاصة فإن الحديث عنها بات أحد الموضوعات الرئيسة في ملف المرأة العربية وربما المرأة في العالم إذا ما أخذنا في الحسبان أنواع العنف المختلفة، كالعنف، الأسري، والعنف الناتج عن الحروب، وعمليات النزوح وغيرها·

وترجع أسباب عدم وجود إحصاءات واضحة الى إشكال موضوعي يتلخص في أن طرق التعبير عن العنف والشكوى منه من قبل المتضررين تخضع لمعايير تختلف من مجتمع لآخر، فما يعتبر عنفا في مجتمع غربي لا يعد كذلك في مجتمع شرقي مثلا·

مشاكل المرأة العربية كثيرة، وإن قدر لنا عمل مسح لأبرز مشاكلها بحسب الدول فإنه يمكننا تصويرها كالتالي:

في الأردن نجد القتل في مسائل الشرف، والبحرين هناك قانون الأحوال الشخصية، واليمن ابتلي بالعنف الأسري وختان الإناث، ومصر نجد قضايا الشرف والختان، وفلسطين العنف داخل الأسرة والقتل بدافع الشرف، وفي المغرب الفقر والأمية، والسودان الختان والحروب الأهلية ونتائجها والرق والتجنيد العسكري، وسورية عمالة الأطفال، والصومال نتائج الحروب الأهلية على الأسرة بشكل عام·· إلخ·

هذا هو حال المرأة العربية اليوم، فمساحات الأمل قليلة، وعلى المرأة عبء كبير في نيل مطالبها، وأرى أن عدوها الأول ليس الحكومات فقط بل الرجل بصفة أساسية خاصة إن كان الرجل قد تمثل في شكل الأصولي المغالي أو المتمسك بالتقاليد الجوفاء المعيقة للتشريعات المنصفة والعادلة· وقد تكون حركات التقدم التي تجرى في بعض البلدان محسوبة ضمن مشوار الألف ميل، فمدونة الأسرة التي صدرت في المملكة المغربية كانت منصفة للأسرة وللمرأة، الصراع المجتمعي في مملكة البحرين الذي يدور حول خلق تشريع للأحوال الشخصية ربما سيسفر عن نتائج إيجابية، إصدار قانون الخلع في مصر أعطى قوة في ميزان العلاقة بين الرجل والمرأة، التحركات النسائية الخجولة في كل من السعودية وقطر في انتخابات الغرف التجارية والبلديات ربما سيكون نواة عمل أكبر مستقبلا·

كل ذلك - على قلته - صنعته المرأة بجهودها وعليها إكمال المشوار دون انتظار الرجل·

مظفر عبدالله

mudrr@taleea.com

طباعة  

أخبار
 
ميلاد أول جمعية لحقوق الإنسان في الإمارات
 
تقرير لحقوق الإنسان: وفيات داخل سجون أمريكية فى الخارج
 
منظمات أدانت الحادث
70 رجل أمن تونسياً "يسحلون" مراسل العربية.نت ويمنعون نشاطه

 
خبير دولي: تشريعات جنائية عربية لا تجرم "الاتجار" في الأطفال
 
شيخ وطفلة.. من أجل الوحدة الوطنية
 
Human.net