سوبر وزير! إلى متى؟
يتداول الناس رسائل نصية (مسجات) على هواتفهم النقالة تحكي حالة السخرية التي يمارسونها للتعبير عن الوضع وأكثر هذه الرسائل شيوعاً تلك التي تعلق على قدرات الشيخ أحمد الفهد الخارقة في تسيير مجلس الوزراء وقدرته على تولي الحقائب الوزارية لدرجة أن أحد المسجات يقول: إن عددا من نواب مجلس الأمة قدموا استقالاتهم وكلف أحمد الفهد بتولي مهامهم بالوكالة!! وآخر على صيغة خبر للكويت في العام2012 ينص على خبر قدوم الشيخ أحمد الفهد رئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والدفاع والداخلية والشؤون والتجارة والإعلام والأشغال والإسكان والتربية والتعليم العالي والخارجية!!!
هذه الرسائل النصية الساخرة إنما تعبر عن امتعاض الناس من الأدوار التي يقوم بها أحمد الفهد وكأنه سوبر وزير لدرجة تكليفه من بين جميع الوزراء وعلى الرغم من استياء الناس من دوره في تعطيل إمكانية تعديل الدوائر، تكليفه بحقيبة الإعلام بالوكالة، ولم "يخذل" أحمد الفهد الناس، فقد قام خلال توليه الإعلام لمدة يومين بالوكالة باتخاذ قرارات كبيرة جداً كدمج الإعلام الخارجي بوكالة الأنباء (كونا) وتولية مبارك الدعيج عليهما وكذلك قرار بالتجديد لأمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وتعيين أمين عام مساعد وقرار آخر تراجع عنه بسرعة بوقف حلقة برنامج 6/6 عن الدوائر ثم قرار بوقف الحلقة الأخيرة لبرنامج أشعة إكس، بل أكثر من ذلك فرض على مجلس الوزراء مناقشة قرار دمج الإعلام الخارجي بكونا في الوقت الذي كان وزير الإعلام الجديد يؤدي اليمين الدستورية أمام صاحب السمو أمير البلاد، وكان بالإمكان تأجيل مناقشة الموضوع الى حين انضمام السنعوسي لجلسة مجلس الوزراء·
تداول الناس للنكتة السياسية تعبير عن قلق واقعي ونقد لاذع لوضع غير طبيعي، فمالذي يجري؟ ومن وراء قوة الفهد؟ والى أين سيصل الأمر؟ وهل ستصبح نكات المسجات واقعاً في يوم ما؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه كابوساً ينتهي بصحوة النائمين؟
* * *
عدو الإصلاح
الشيخ أحمد الفهد وقف صخرة عاتية في طريق الإصلاح وعرقل وعطل وأعاق كل مشاريع إصلاح النظام الانتخابي، وهو متهم بممارسة التضليل والنقل المشوه للحقائق والوقائع وللأسف هنالك من يستمع له ويصدقه أو أنه كما يدعي يعمل بتوجيهات عليا·
كان عضوا في اللجنة الوزارية التي ترأسها أحمد باقر، ثم عندما تقدمت بمقترحها لتبني العشر دوائر أخذ يطعن بمصداقيتها وحيادها وجاهد في تقويض اقتراحها، وهذا ما حصل· وفعل الشيء نفسه مع اللجنة الوزارية التي شكلت برئاسة النائب الأول لرئيس الوزراء وعضوية وزراء حاليين وسابقين، وكان هو أحد أعضائها، ولما انتهت الى تقريرها بالدوائر الخمس، طعن في حياديتها وأنها لا تمثل الشعب الكويتي، وأيضا عمل على تقويض وإفشال مقترحها باعتماد نظام الخمس دوائر، وهذا ما حصل أيضا·
ولم يتقدم الشيخ أحمد الفهد حتى الآن بمشروع بديل لمعالجة نظام الخمس وعشرين دائرة الذي أقرت الحكومة بفساده·
وكان بإمكانه في كل من اللجنتين اللتين كان هو عضوا فيهما أن يضمن تقريريهما مشروعه البديل كرأي الأقلية، وهذا هو الإجراء المعمول به في العالم الديمقراطي فاللجنة التي تشكل لبحث قضايا معينة تتضمن تقاريرها توصيات واقتراحات الأغلبية والأقلية، ولم يفعل أحمد الفهد ذلك وما فعله بعناد وعنجهية هو وضع العصا في عجلة الإصلاح لحماية حزب الفساد حزب هاليبرتون وأخواتها·
