رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 20 ديسمبر 2006
العدد 1755

في لقاء أجرته معه "الطليعة" حول الوضع الاستراتيجي في المنطقة
سامي الفرج: الدخول في برنامج نووي سلمي خليجي أحد الحلول المطروحة لمواجهة التسلح الإيراني

                                                                    

 

حاورته صفاء العليوه:

نفى الخبير الاستراتيجي الاستاذ سامي الفرج أي تزامن مقصود بين تطورات الملف النووي الإيراني، وعقد مؤتمر الناتو والخليج في دولة الكويت بحسب أن هذه الاجتماعات دورية ومخطط لها سلفاً وحذر الفرج من الأخطار البيئية والعسكرية المرتقبة جراء  الاستمرار الإيراني في التعاطي مع هذا الملف، وأوضح أن النفوذ الإيراني أصبح يأخذ شكل تدخل في شؤون دول أخرى كلبنان وسورية والعراق، والخليج مستقبلاً·

وأكد بأن أي تشدد إيراني في هذاالمجال سيضاعف رغبة دول خليجية للاستفادة من البرنامج السلمي· وأوضح أن علاقة دول الخليج والناتو لا تعدو كونها تبادل معلومات، لكن يجب ألا نغفل أن قوات الناتو موجودة أصلاً في الخليج وتقوم بمهام كثيرة ومنها المهام العسكرية·

وأشار الفرج الى أنه بينما تصرف حكومات الخليج المليارات من أجل دعم لبنان والحفاظ على عملته نجد الإيرانيون يسعون الى تأجيج الشارع اللبناني تمهيداً لإسقاط حكومته الشرعية·

وفيما يلي تفاصيل اللقاء:

 

·     بالنسبة الى استضافة الكويت مؤتمر الناتو في هذا التوقيت هل تعتقد أن لها علاقة بتطورات الملف النووي الإيراني في المنطقة؟

- لقد كنت المتحدث الرئيسي لمؤتمر الناتو الذي أقيم في ديسمبر 2005 في الدوحة العام الماضي وفي هذا العام في الكويت، وكون أن الملف النووي الإيراني تصاعد وازداد توتراً لمعاصرته استضافة مؤتمر الناتو فليس هناك أية علاقة بهذا الموضوع· ومبادرة إسطنبول مثال على ذلك حيث بدأت في يونيو عام 2004 وعلى ضوئها تمت الاجتماعات وأول اجتماع كان في ديسمبر 2005 واجتماعات العام 2006 تمت في الكويت والعام القادم في ديسمبر سوف ينعقد مؤتمر الناتو في مكان آخر من دول الخليج·

 

·     وماذا عن قمة جابر وما صدر عنها من سعي مجلس التعاون الخليجي  للاستخدام السلمي للطاقة النووية؟

- فيما يتعلق بوظيفتي  ومعرفتي بخفايا هذا الأمر ومن ثم بالنسبة لنا جميعا، فلدينا رسالتان نستطيع توجيههما الى القيادة الإيرانية: الرسالة الأولى: يجب أن تحكم صوت العقل حيث أن وجود مفاعلاتها في المنطقة يسبب خطراً بيئياً علينا جميعا، وهذا يختلف عما تراه المجموعة الدولية من نظام خطرالتسلح النووي أو غيره، ونحن نتحدث عن مستوى لا يرغب الإيرانيون بفهمه، وهذا المنظور الذي نحاول إقناعهم به هو أننا ننظر الى أبعاد أخرى لهذا الموضوع، وهذه الأبعاد تتضمن أن الإيرانيين يحاولون استخدام واستغلال النفوذ والهالة التكنولوجية، هذا النفوذ هو النفوذ الدولي الذي يتولد عن قدراتهم التكنولوجية الجديدة في مجال البلوتونيوم والماء الثقيل·

 

·     وما هو الهدف من هذا النفوذ؟

- الهدف هو الإيحاء لمواطنينا في الخليج سواء كانوا من الشيعة أو غيرهم أو في دول الصراع العربي الإسرائيلي بأن إيران قوة يعتدّ بها ومن ثم لا توجد دولة في العالم تبني هذه القدرات التكنولوجية إلا لاستخدامها من خلال المنظور الاستراتيجي البحت·

 

·     ما تحليلك لهذا الموضوع؟

- أنا الآن لا أتحدث كسياسي ولكن من منظور استراتيجي، فعندما تكون الدولة متقدمة تكنولوجيا وتخلق لنفسها هالة أكبر تستطيع أن توظفها لمد نفوذها في المنطقة والذي يحدث الآن أن إيران لم تطور برنامجا نوويا فقط بل تحاول أيضا التدخل في المنطقة العربية كالعراق ولبنان مثلاً وتتدخل في الملف السوري أيضا وهذه هي القضية القادمة في الخليج·

 

·     ماذا تقصد بالقضية؟

- القضية هي محاولة التأثير على ولاء مواطنينا الشيعة وولائهم بالنسبة لنا يعتبر محسوماً، ولكن هل تحاول إيران أن تدق إسفيناً في هذا؟! "نقول نعم" فهناك فرق بأن الولاء محسوم للدول الخليجية الحديثة· ولكن قيادة إيران المتشددة الحالية سوف تحاول أن تدق هذا الأسفين·

 

·     وكيف سيكون الرد عليهم؟

- سوف يكون الرد على النحو الآتي:

أولاً: بمحاولة إقناعهم بالعقل للانتباه الى مخاوفنا الأمنية والبيئية خصوصاً عندما يحاولون توظيف قدراتهم التكنولوجية الجديدة للحصول على هالة ونفوذ في المنطقة وهذا مرفوض وكأننا نحاول أن نقوم بفرض نفوذنا السياسي على المواطنين ضمن الشعوب الإيرانية·

ثانياً: وبعد تلك المحاولة سوف يتم تنبيههم، وكما يعتبر العرب عبور أو غزو صدام حسين لشط العرب خطيئة فإن إيران اليوم تحاول أن تغزو الجانب العربي وقواتها وقدراتها الاستخبارية تتدخل في وضع العراق وبصورة رهيبة وكذلك في الوضع اللبناني·

وإذا لم يقتنعوا فسوف نقنعهم بالآتي: سوف ندخل نحن ببرنامج نووي للأغراض السلمية تحت إشراف الوكالات الدولية وبقبول المجتمع الدولي له ومن ثم سوف تكون القدرات التكنولوجية التي سنحصل عليها أكبر من قدراتهم مما يترتب عليه قوة نفوذنا التي تفوق نفوذهم وهذا على المدى البعيد·

 

·     وماذا عن المدى القصير؟

- على المدى القصير والمحسوس سوف يدخلون معنا في قدرات تسلح وهنا سوف يدخلون بالمواجهة مع ست دول خليجية قوية ومدعومة بدولتين عربيتين هما مصر والأردن، ومن ثم توظيف الأموال للحصول على هالة سياسية عسكرية سوف نحارب بها، ومن ثم يأتي المشروع النووي الخليجي المقترح في إطار هذا السياق وبغض النظر  عن إقامته أم لا، ونحن الآن ما زلنا نتحدث بالإيحاء لهم بأن هذا السباق الذي يدخلون به سوف يكون مرهقا اقتصاديا وسوف يصل بهم الى حال الإفلاس وهذه الحالة موجودة في النظام الدولي، ومنها حالة غورباتشوف وريغان الذي أفلس غورباتشوف والاتحاد السوفييتي وربما يجعل هذا الإيحاء الإيرانيين يعيدون حساباتهم·

 

·     بالنسبة الى موضوع الناتو ودول الخليج هل سيترتب على ذلك حماية لهذه الدول؟

- لا يوجد شيء خفي فهناك وجود للحماية والذي يحدث أن قوات حلف شمال الإطلسي موجودة بالخليج وتقوم بمهامها الكثيرة ومنها المهام العسكرية ومثال على ذلك ما يحدث في العراق بالنسبة الى بعض الوحدات الهندسية وغيره وتدريب القوات المسلحة والشرطة في العراق وتعزيز البنية السياسية والتدريب على قضية ممارسة الحقوق السياسية ومن ثم الوظائف التي تقوم بها في 26 دولة ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة الى حلفاء آخرين خارج منظمة الناتو مثل روسيا الاتحادية وهناك دول أخرى ما زالت تنطوي تحت مظلة الناتو كاليابان وكوريا الجنوبية وهنا تكون لها مهام لا تدخل بالعمل العسكري·

 

·     حدثنا عن تعزيز التعاون؟

- التعاون جاء في زمن مع الناتو وضمن مبادرة إسطنبول في يونيو 2004 وهذه المبادرة وضعت ثمانية أسس وتبدأ من الأيسر الى الأعقد، والأيسر هو تبادل المعلومات، فنحن اليوم عندما نوقع مع حلف شمال الأطلسي فهذا يعني اتفاقية أول دولة خليجية، ومعناها أننا سوف نحصل على أفضل معلومات في 26 دولة فيما يتعلق بالإرهاب وغسيل الأموال والمخدرات وتجار الأسلحة والعصابات المنظمة حيث إنها جميعا تمس أموراً حياتية ونتوجس منها يومياً وهي أمور مرتبطة بميادين تهدد الأمن العام والداخلي والوطن بشكل عام·

 

·     هل الولايات المتحدة ترغب بإضعاف القوى الدفاعية لأي دولة؟

- بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية لا أعتقد أنها ترغب بإضعاف أي دولة، ولكنها فقط تدافع عن نفسها وهناك منظومة في التفكير الاستراتيجي للحصول على آليات وأنظمة للدفاع ومنها على سبيل المثال الصواريخ المضادة وهي للطيران تعتبر أنظمة دفاعية وليس هجومية ومع التطور فإن إيران لها قدرات للانتشار ولكن هذه القدرات تتمثل في الانتشار الذاتي بقواتها أو الانتشار بالسفن والطائرات وغيرها أو أن تنقل قدراتها عن طريق الصواريخ والآن لا تستطيع إيران بقدراتها التقليدية والكيماوية والبيولوجية المتوافرة لها مخالفة المعاهدات الدولية التي وقعت عليها·

 

·     لماذا تلجأ إيران الى استخدام هذه القدرات؟

- الآن علمنا لماذا تلجأ إيران الى الأسلحة النووية إنها من أجل أن تقوم بالرد الشافي على أي شيء يفكر في تهديد إيران ولكن هذا يعتبر تطويراً  كبيراً وخللاً في ميزان القوى ما بين الضفة الفارسية للخليج والضفة العربية له، وبمعزل عن نظام توازن القوى بين الخليج ودول الشرق الأوسط وأيضا دول الهلال الخصيب والشمال الإفريقي وهذا نظام مركب وزاده أكثر تعقيدا وجود إسرائيل كقوة نووية في المنطقة·

ولا نستطيع أن نوازي النظام الإيراني بالآخر واليوم نرى أنها غير متوازنة ولا يعتد أحداً بالثاني، ومثالاً لذلك قامت باكستان بصناعة القنبلة النووية للتصدي للهند وكذلك الهند فعلتها للتصدي للصين ولا يمكن القول بأن ايران طورت قنبلة لصالح العرب والمسلمين، وعندما يذكر احتلال إسرائيل لأراضٍ عربية فإن إيران نجحت في الدعاية لنفسها، وهناك احتلال إيراني لاراض عربية، وفيما يتعلق بالبرنامج الإيراني فإنه ظل سرياً منذ عام 85 الى 2002 وكما اعترف العالم الباكستاني عبد القادر خان عن تصدير التكنولوجيا النووية من كوريا الشمالية وبيعها كاملة لكل من ليبيا وباكستان والآن ليبيا شبه متنازلة وكوريا الشمالية تحت حصار شديد·

ولقد خالفت إيران كل الاتفاقيات التي وقعتها مع الدول الخليجية في عام 85 والرئيس رافسنجاني معروف عنه أنه هو أبو الملف النووي وإيران لا ترغب بالتعاون الخليجي وترغب بالنفوذ وتعتقد بأننا متخلفون ونحن متوجسون من هذا البرنامج لأن إيران تلجأ لتقنيات البلوتانيوم والماء الثقيل وكلها لا توصل للبرنامج السلمي ولا نملك غير التخطيط كدول صغيرة لأن إيران تريد السوء ونحن نستطيع أن نقول إن إيران لديها برنامج سري وتسعى لبرنامج عسكري والمعادلة الخليجية أصبحت مختلفة، حيث أصبح بالإمكان استيراد برنامج نووي للاستخدام  العسكري وعلى الغالب أن كوريا الشمالية سوف تكون هي المصدر له وخاصة بعد نجاحها في تصنيعه والآن إيران تنظر الى أن أمنها لا يتحقق إلا من خلال منظومة نووية، ونحن ننظر الى أمن شامل بالمنطقة بما فيها إيران ونرغب بجلب الإيرانيين الى طاولة المفاوضات وذلك بعد أن نظهر سوء العواقب من استخدام البرنامج النووي بالطريقة الدبلوماسية وبعدها قد تستخدم الولايات المتحدة مظلة العقوبات الدولية وبعدها لدينا العصا العسكرية·

والآن بالنسبة للدول الخليجية فلديها إعادة هيكلة وبناء بنية تحتية وتطوير في كل مجالات الحياة من ناحية التعليم والتدريب واستحداث أنماط جديدة وإيران لديها انتخابات موجهة للهيمنة والسيطرة على الشارع  وعلى إخواننا الشيعة في العراق، والإيرانيون يصرفون أموالهم في تأجيج الشارع اللبناني، من أجل إسقاط حكومة شرعية، بينما تبرع البنك المركزي وتبرعت دول الخليج بالمليارات من أجل إعادة الهيكلة والبناء في لبنان والحفاظ على سعر الليرة ووقاية اللبنانيون من الإفلاس·

طباعة  

تحدث فيه عن استقلالية القضاء
المحامي الوسمي يحصل على ثالث أفضل بحث قانوني عربي

 
عندما يتلاعب الاتحاد "الإخوان" بالإدارة الجامعية
مدير الجامعة يتحول إلى ضابط أمن يتجول بين الكليات

 
الجوال يصرخ مستغيثا*
 
غياب النواب
 
أسئلة برلمانية
 
رأي مهني
 
"الطبية الكويتية" تشخص الوضع الصحي في مذكرة لمجلس الأمة
د. العنزي: 50 طبيبا استقالوا من الصحة في 3 سنوات.. وكلهم كفاءات

 
العلاج في الخارج نقطة سوداء في مسيرة الصحة في الكويت
المليفي: لا أتفق مع الاتجاه المؤيد لفسخ العقود