بعيدا جدا عن كل وسائل الكتّاب في ترتيب وتزيين وتغليف كتاباتهم في إطار منمق ومرتب، ولكي لا أدخل في أي من هذه الأساليب التي قد تسهم في عدم القدرة على إيصال ما أرغب بإيصاله بشكل مباشر·
شاب كويتي أحب هذه الأرض لحد الجنون وأكره جدا أن أرى هذا الوطن في موقع متأخر عما يجب أن يكون عليه، وأكره أكثر أن أرى الجميع من حولنا يتفوقون علينا على الرغم من أننا نفوقهم ونسبقهم بسنوات عدة·
لسنا في مأزق كما يدعي البعض، ولسنا في وضع متأزم كما يسميه آخرون، كل ما نعانيه هو أزمة إدارة لا أكثر أو أقل، لماذا لا نتساءل بواقعية لماذا أصبحت كل الكويت تتحلطم؟ لماذا أصبح كل الشعب الكويتي ساسة يفقهون في كل حيثيات ودهاليز العمل السياسي؟
لماذا نجد الوزراء والمسؤولين يكونون أكبر المتحلطمين قبل توليهم الوزارة، وحينما يتولونها يكون أداؤهم كغراب ينوي تقليد مشية الحمامة؟ ولا يوجد أمثلة أوضح من أكثر من 40 وزيراً خلال أربع سنوات ولم نلحظ أي تغيير في أي وزارة·
المسألة واضحة والإجابات عن التساؤلات أوضح، إن الشعب بحاجة إلى تنمية، فما المانع من أن يصدر قرار بإنشاء مدينة صحية ومدينة إعلامية ومدينة سياحية ومدينة رياضية ومدينة مالية بتكلفة 10 مليارات دينار على مدى ست إلى عشر سنوات؟!
فلا المادة تنقصنا ولا الكوادر، نعم ستكون هناك سرقات كالعادة، ولكن إن لم نقم بهذه الأعمال الآن فلن نتمكن من القيام بها في المستقبل، فاللصوص موجودون بمشاريع التنمية أو من دونها، وهذا ما يعني أن الأموال ستتبعثر ولن نجد ما يسد قوتنا وهو ليس تشاؤما بل واقعا نعيشه·
فالمنطق يقول إننا دولة لها مصدر دخل واحد وناضب، ودولة لصوصها لا يكتفون بدينارين أو ثلاثة بل بمليونين أو ثلاثة، لا نملك قوة عسكرية، لا نملك مصانع أو مصالح للدول العظمى إذا ما نضب النفط، كل هذه المؤشرات تثبت بأننا ذاهبون للهاوية ما لم نتدارك أنفسنا·
فإما أن نصنع شيئا الآن أو لا فائدة أبدا، لا أعتقد أبدا أن أحداً يرضى بأن يحدث هذا لبلده، وأعلم أن ما أبوح به عبر هذه الكلمات يجب أن يقوم به أناس آخرون كلفهم الدستور بذلك، ولكن أعرف أنهم لن يفعلوا شيئا، فقد فتحت لهم الحكومة الرشيدة أبوابا لن تغلق أبدا، وكل بات ينهش من لحم أرضنا دون هوادة·
كم أتمنى أن يصل هذا الكلام! وكم أتمنى أن يعلم الجميع أنه بعيد عن أي تزلف أومجاملة أو نفاق فوضعنا في الكويت سيئ وذاهب للأسوأ، ولن يفيده مؤتمر حوار أو تصريح أو بيان أو خطاب كل ما يحتاجه هو فعل ولا شيء سوى الفعل·
Ali-Khajah.blogspot.com |