أتقدم فأهنىء المعلمات والمعلمين الكويتيين على كادر المعلمين، وأقدم خالص التعازي والمواساة للمعلمات والمعلمين الوافدين لحذفهم من قائمة المستحقين لهذا الكادر، وإنكار فضلهم التربوي والعلمي على الفرد الكويتي منذ القدم، حيث كان المعلم الوافد هو أول من تتلمذ الفرد الكويتي على يده، كما ساهم هذا المعلم الوافد في بناء فكر وهوية الفرد الكويتي·
إن هذا الفرد الوافد المشارك في بناء الدولة هو معلم في بادىء الأمر، والكل على قدر من المعرفة في أن ما يسهم به هذا المعلم لا توجد له حدود معلومة، فهو يزود التلميذ بأدوات المعرفة والتي يستخدمها في جميع مراحله العمرية· وإن للمعلم بشكل عام وضعا مهنيا خاصا، حيث ينتقل العلم من فرد الى مجموعة، وإن لهذا النقل العلمي ولهذه المجموعة أثرا كبيرا في إحداث تغيير في بنية المجتمع·
من الناحية الثانية هذا الفرد هو وافد عربي، انتقل من أرض الوطن لأرض تحصيل العيش والرزق الكويت، ولطالما كانت الكويت تدعم الهوية العربية وتثني وتدعو لاستمرار الرباط الأخوي العربي· لنقف قليلا لنشاهد لقطات من حياة هذا المعلم الوافد· المعلم الوافد، إنسان مغترب في القطعة الجغرافية والعلاقات الاجتماعية والأحوال المادية· فيجد نفسه في زمان ومكان مختلفين، يحاول التأقلم مع ظروفه الجغرافية والبىئة الجديدة ليتعايش مع أفراد هذا المجتمع، ويجاهد نفسه فيصبر على فراق أهله من عائلته وزوجته وأبنائه، ويدعو أن يكون الصبر مفتاح الفرج، فيستفز غربته ويضيق صبره غلاء المعيشة والذي بدأ يسلب منه معظم مدخوله المادي، فيجد أن هذه الأرض سلبته وطنه وعمره وجهده وأهله وماله، فقدمت له اللاشيء على طبق من النكران·
ولنكن أكثر واقعية في النظرة للمعلم، فبعض الكويتيين العاملين في القطاع التربوي هم من الفئة الخاملة التي تسعى فقط لتحصيل المادة النقدية، بينما زميله الوافد يجتهد لـ "(يحلل) دخله المادي من خلال إخلاصه في العمل·· وليت لمن أنعم الله عليه بالنظر أن يقرأ هذا المقال فيجتهد ليرفع الظلم عن هذا المعلم الوافد·· |