ونحن نعيش أجواء الذكرى الثامنة والخمسين لنكبة فلسطين وقيام دولة إسرائيل فإنني أرى من الواجب أن نستعرض كتابا صدر مؤخرا غاية في الأهمية·
كتاب (البرهان على خطأ إسرائيل) من تأليف أستاذ الفلسفة في جامعة ترينت الأمريكية (مايكل نيومان) تنبع أهميته من كونه شهادة (شاهد من أهلها) فالمؤلف يقول في كتابه إنه موال لإسرائيل ومنحاز لها بشكل كامل، وإن أبويه ذوي الأصول الألمانية عانيا الكثير على يد النازيين وعليه فإن شهادته - كما يقول - تنبع من حرصه على بقاء الدولة والانتباه للأخطاء التي يرتكبها قادة إسرائيل بحق الفلسطينيين·
يتناول المؤلف في كتابه مسألة (الإيديولوجية الصهيونية) والاحتلال الإسرائيلي لمناطق الضفة والقطاع، والتنكيل المستمر بالفلسطينيين·
يقول (نيومان) عن مسألة احتلال مدن الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967م: (دعوني أضرب لكم مثلا، إن الأمر يشبه دخول رجل منزل جاره من غير إذنه، وبقائه هناك سنوات طويلة، وعندما يعود المالك الأصلي، يدعي الغازي قائلا: هذا منزلي، وأنا أعيش هنا منذ سنوات!! إنه لم يكن طوال كل تلك السنين إلا لصا وعليه أن يرحل، ويدفع قيمة الإيجار فوق ذلك)·
واستعرض المؤلف أقوال العديد من الحاخامات والمسؤولين الإسرائيليين التي تؤكد عدم أحقية الفلسطينيين بأرض فلسطين وأنه عليهم أن يتوقعوا الطرد منها في أي لحظة ووصف هذه الأقوال بأنها تشكل عاراً على دولة إسرائيل بل تهدد شرعية بقائها·
ويقول في موضع آخر: ( لقد أخطأت إسرائيل عندما حولت نفسها الى دولة منبوذة!!)·
نعم، ونحن نعيش أجواء نكبة فلسطين واغتصاب قرابة 78% من أرض فلسطين التاريخية وتهجير أكثر من 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم فإننا نؤكد أن إسرائيل ولدت منبوذة، وبإرهابها المخالف للقانون الدولي والأعراف الإنسانية ازداد معدل نبذها وكراهيتها من شعوب العالم قاطبة· |