رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 17 مايو 2006
العدد 1728

���� �������
كثيراً ما سمعت من المصطافين الكويتيين عند عودتهم من لبنان عن تحفة معمارية تسمى (قصر موسى) وعن روعة التصميم والمكان الجميل والخلاب الذي بني القصر فيه، وكان لي شرف زيارة هذا المكان قبل أسبوعين عند تواجدي في لبنان وكانت المرة الأولى لزيارة هذا البلد، وعند وصولي للقصر ومرافقة الدليل السياحي لهذا المعلم فوجئت بأن صاحب القصر موجود على قيد الحياة واسمه بالمناسبة (موسى المعماري) لأنني طول المدة كنت أتوقع أن القصر من التراث القديم جداً كبيت الدين مثلاً.
معظمنا ككتاب في صفحة الرأي دأبنا على إرسال مقالاتنا لجريدة "الطليعة" الغراء في يوم السبت من كل أسبوع، وعليه حتى وقت كتابة هذا المقال لا علم لنا مما آلت إليه الأمور في جلسة مجلس الأمة من يوم الاثنين المنقضي من حيث تقليص الدوائر الانتخابية الى الخمس كما هو مأمول عقب الزخم الإعلامي والضغط الجماهيري الكبير الذي واكب ذلك الأمر.
دوي الأفكار
واضح أنه مكتوب علينا أن الدماء الجديدة لا ترى النور في أخذ حقها في المراكز القيادية ليس فقط في الجهات الحكومية بل حتى في مؤسسات المجتمع المدني والتيارات وحتى القوى الوطنية· نحن الآن نرى القيادات الوطنية تعقد ندوة بعد ندوة وتجمعاً بعد آخر وخطابات رنانة هنا وهناك، ولكن للأسف لا نرى وراء المايكروفون سوى نفس الوجوه التي كانت قبل عشرات السنين (مع احترامنا وتقديرنا لها ولجهودها وتضحياتها)
كتبت مقالا بهذا العنوان فور تولي د· أنس الرشيد حقيبة وزارة الإعلام قبل عام تقريبا،، واليوم اكتب مقالا وبالعنوان نفسه بعد استقالة هذا الوزير من وزارته، نعم فقد أصبح أنس الرشيد علامة بارزة ونقطة مضيئة في تاريخ هذا الوطن، فقد أعاد لنا هذا الرجل ومن خلال موقفه الحازم بالاستقالة مثالا للقدوة الوطنية التي افتقدناها من أمد بعيد.
تتسم بعض الكتب التي منعتها الجهات المختصة بطابع التجافي والتحامل على الآخر وتغذي من خلال قراءة بعض سطورها النزعات المتطرفة لدى جيل الشباب والذي يندفع بحماسه نحو الانتقام من المختلفين معه في الرأي والسلوك والتهكم على بعض الطقوس التي هي موضع خلاف فقهي بين الفرق الإسلامية.
آفاق ورؤيـــة
ظاهرة التحرك الشبابي على الساحة الكويتية هي ظاهرة تستحق التقدير والثناء من جهة والتشجيع والمساعدة من جهة أخرى.
ومع أنها ظاهرة تأتي في السياق العام لتحرك الشباب في العالم كله إلا أننا في الكويت نحتاج إلى الوقوف عندها ودراستها والأخذ بيدها.
حينما أصدر المجلس الوزاري للخدمات قراره بإنشاء جائزة الإمارات التقديرية للعلوم والفنون والآداب، وكلف وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالإشراف الكامل عليها، عمت الفرحة والسرور والغبطة أبناء الوطن· لقد أبدى المواطنون خليطاً من مشاعر الفرح والقلق، مدركين أهمية هذا القرار من جهة وصعوبة المهمة القادمة من جهة أخرى.
تعلمت من أخينا الأستاذ شوقي رافع، مدير تحرير مجلة الزمن الكويتية التي توقفت منذ سنوات، استخدام صيغة أميركان بدلاً من الصيغة الخليجية المعهودة وهي الأمريكان، بيد أن جهود زميلنا باءت بالفشل في تعليمنا أسماء الأشهر بالصيغة العراقية الشامية وهي أيار وآب وغيرها، إذ درجنا على كتابتها مايو وأغسطس على طريقتنا وكان هو يضيف عليها الاسم المقابل· ورغم أنني واصلت استخدام الأميركان إلا إن الصيغة القديمة لها وقع أفضل على مسامعي.
لم أكن أتصور ما الذي يمكن أن أسمعه في تلك العيادة الخاصة التي دخلتها برفقة والدي الذي كان يعاني من وعكة صحية، فقد اعتدت دائما على مرافقة والدي إلى تلك العيادة، وكانت في الغالب خالية يسودها الهدوء لأننا نصل إليها في آخر الوقت تقريبا حتى لا نضطر إلى الانتظار الذي يضيق به والدي ذرعا.
الغربة مفهوم معروف ضمن سياق مألوف، وهو سياق الغربة الجسدية، التي تحدث بوجود إنسان خارج حدود بلاده الجغرافية· والعقل واحد من أكبر نعم الله على الإنسان، الذي أثبت منذ القدم قدرته على توظيف عقله على نحو يميزه حقيقةً عن سائر مخلوقات الله، حتى إن تشابه معها في كثير من الأمور الأخرى.
هل هناك حكومة أخرى غير حكومة سمو الشيخ ناصر المحمد، بمعنى آخر هل هناك رئيس آخر لحكومتنا الرشيدة لا نعلمه؟ الذي أعلمه تماماً أن سمو الشيخ ناصر قد صدر مرسوم أميري بتعيينه رئيساً للوزراء ولايزال وهو يمارس صلاحياته الدستورية والقانونية كاملة غير منقوصة لكن ما حصل في قضية تعديل الدوائر الانتخابية وما صاحبها من أحداث وتداعيات أدت إلى استقالة الشجاع أنس الرشيد وزير الإعلام يثبت أو يطرح تساؤلاً بشكل آخر هو: هل هناك حكومة ظل خفية تدير العمل داخل مجلس الوزراء؟؟!!
هل يمكن أن نتفق على مسألة دوخت العالم منذ فترة قصيرة؟ وهل يمكن أن نحسم الأمر ونعطي كل ذي حق حقه؟ وهل يمكن أن نكون موضوعيين مع أنفسنا ومع غيرنا لكي نصدر أحكامنا؟
إن عدد ما كتب في الأيام الأخيرة عن محاولة الجمهورية الإسلامية الإيرانية الحصول على الطاقة الذرية يوازي ما كتب عن تاريخها وثقافتها من دراسات وأبحاث.
قضيتنا المركــزية
ونحن نعيش أجواء الذكرى الثامنة والخمسين لنكبة فلسطين وقيام دولة إسرائيل فإنني أرى من الواجب أن نستعرض كتابا صدر مؤخرا غاية في الأهمية.
كتاب (البرهان على خطأ إسرائيل) من تأليف أستاذ الفلسفة في جامعة ترينت الأمريكية (مايكل نيومان) تنبع أهميته من كونه شهادة (شاهد من أهلها) فالمؤلف يقول في كتابه إنه موال لإسرائيل ومنحاز لها بشكل كامل،
بلا حــــدود
السؤال حول من يدون التاريخ كان ولا يزال سؤالا مشروعا بل في غاية الأهمية، البعض يقول بأن التاريخ يكتبه المنتصرون، والبعض الآخر يرى بأن التاريخ غالبا ما ينتهكه المنهزمون، ويتلاعب بتفاصيله المتحايلون والمفسدون، وأيا كان الأمر، فإن الحقيقة تبقى في أن للتاريخ حظوة بين سائر العلوم لكونه الأداة التي يستقي منها البشر العبر والدروس، فالتاريخ يميز الإنسان عن سائر المخلوقات، فعلم الإحياء يعرف الإنسان بكونه المخلوق الوحيد الذي يمتلك ذاكرة قادرة على التخزين وبالتالي الاسترجاع والاستفادة من المخزون.