رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 13 صفر 1426هـ - 23 مارس 2005
العدد 1670

وتد

اليقين.. جدنا الحنون

 

نشمي مهنا

 

مقدمة بكِ

 

تذكّرتُ ما تحاولين دائما أن تُنسينيه·

كنتِ معي وحولي وبي· عن يميني في المقعد الشاغر في الطائرة، خلف النافذة المطلة على قيامة الأكوان، في الممر الضيق المزدحم، في أعلى بياض الصفحة الأولى، متحفزة كقطة على "سرير الغريبة"·

تذكّرتُ، كنتُ دسستكِ في حقيبتي، في علبة سجائري، في سحاب دخاني، في المرآة، في الجريدة· في المقعد المخملي المقابل لي في القطار الريفيّ رأيتك، في محطته الأولى، في صالة المطار تقرئين معي لوحة الإرشادات، وفي صالة الانتظار لمحتك تطقطقين أصابعك بابتسامة صبورة·

تحت نصب تمثال القائد، كنتِ، تحتمين من المطر· في الساحات، في الشارع، في المطعم، في مساء المطعم - تذكرتُ - تمسحين دموع الشمعة الراقصة، وفي التاكسي كنتِ، ذاك الذي أسندت رأسي فيه على فخذك في طريق العودة·

في الفندق، في الغرفة، في شرفتها، في الداخل تترنمين بموسيقى الماء، تخرجين كملاك يتهيأ لقبلة، بفوطة بيضاء ملتفة على جسدك بعد "الدوش" البارد·· كنتِ·

تذكّرتُ أني ارتديتكِ في وحدتي تلك الليلة، ومعا عبثنا بمقولة كامو "السفر عريّ"، وفككنا معانيها زرا·· زرا!

 

(1)

 

علمتِني حكمةً أخرى

أن نقلب حجر اليأس

أن نحرق عشبة الأمل

كأي طائرين أسطوريين

ما إن يتخلقا

حتى يعودا رماداً

معاً!

 

(2)

 

عيناك المتضاحكتان بالرغبة

صوتك المتكسرة بحّته في بئر طفولتنا

وتلك الفراشات عاشقات ينابيع ثوبك القطني

جميعها في قبضة الذاكرة

منذ اللمسة الأولى

التي انفلت برقها في العتمة

 

(3)

 

دع يقينك هذا الذي ألبسته جبّة قديمة،

وأسميته الجدّ الحنون،

واقفاً تحت المطر

ناظماً غيمات الليل بسلك الذاكرة،

شاكا في مرآته·

nashmi22@hotmail.com

طباعة  

رسائل بين مثقفين
اللبنانيون: ارحلوا.. واتركوا لنا الأهل منكم والشعراء والأحرار
السوريون: حياتكم المليئة كتفاحة وحياتنا الفارغة كثمرة جوز فارغة!

 
إصدارات
 
قصائد
 
المرصد الثقافي