كثيرا ما تثور المقارنة من قبل البعض بين أعضاء مجالس الأمة السابقين في بداية العمل بالدستور وبين أعضاء مجلس الأمة في السنوات الأخيرة· فما الذي تغير يا ترى وما هي الأسباب والظروف!!
مع الأسف الشديد أن عمل مقارنة بين القديم والحديث فيها الكثير من الظلم للقديم الذي أرسى ورسخ تقاليد وأعرافاً برلمانية وديمقراطية هذا مع العلم أن تعليم وثقافة السابقين كانا محدودين إلا أنهم استطاعوا المحافظة على المؤسسة البرلمانية لشعورهم بالمسؤولية الوطنية·
أعتقد بداية وابتداء أن تراجع أداء مجلس الأمة في تلك السنوات عن السنوات الحالية هو جزء من مؤامرة تحاك لتخريب الديمقراطية وإضعاف البرلمان وجعله أداة طيعة بيد أطراف معينة مما ينتج عنه زيادة نقمة المواطنين على مجلس الأمة· فكثيرا ما نسمع من بعض الشخصيات تلك الأسطوانة المشروخة··· ماذا فعل لنا مجلس الأمة؟··· وأن مجلس الأمة هو سبب توقف التنمية وتعطل المشاريع وهو الذي يضع العراقيل أمام الحكومة· وفي الحقيقة إذا كان هذا الكلام فيه شيء من الصحة فإن الحق يقال إن بعض أعضاء مجلس الأمة قد خرجوا خروجا سافرا عن آداب وشرف العمل السياسي والبرلماني وأساؤوا أيما إساءة إلى الديمقراطية وخربوا وجهها المشرق إما بسبب جهل بطبيعة ودور كل منهم وإما بسبب تحالفهم مع عناصر وأقطاب تريد تخريب الديمقراطية والعودة إلى زمن "الشيخ" و"الفداوي"· فكثيرا ما شاهدنا وسمعنا أن بعض الأعضاء وخاصة في استجواب وزير الصحة الأخير قد استخدم نوعا من البلطجة وفرد العضلات متناسيا أن للعمل السياسي والديمقراطي آداباً ولغة تخاطب وأخلاقيات يجب أن ترقى دائما إلى الاحترام المتبادل·
يا سادة مجلس الأمة ومن قبله الدستور هو حامي حمى البلد فإذا ما فسد أعضاء المجلس أو خربت ذمتهم أو تحالفوا مع أقطاب فاسدين فإن العيب ليس في المجلس كمجلس· لكن العيب في أولئك الأعضاء ومن قبلهم نحن والعيب ليس في اختياراتنا فنحن من ذهب إلى الصناديق وأوصل تلك النوعيات الخربة التي تريد تدمير الديمقراطية·
* * *
أين أعضاء اليوم من سلوك وطريقة ونهج الدكتور أحمد الخطيب في العمل السياسي والبرلماني فسيرة هذا الرجل المرموق في الأداء النيابي والبرلماني يجب أن تدرس للجميع وعلى الأعضاء أن ينهلوا من علم ومكانة وأخلاق وطريقة عمل ذلك السياسي المخضرم· |