عصابة تهرب الخمور يتزعمها عسكري، وشبكة تروج المخدرات يرأسها أحد منتسبي وزارة الداخلية ووكيل عريف يهرب المخدرات للمساجين داخل السجن المركزي، وأخيرا وليس آخرا عصابة تزور الشيكات يقودها ضابط برتبة مقدم·· كل ذلك الذي قرأتموه هو لعناوين رئيسية أثارتها بعض الصحف المحلية عن أحوال وأخبار بعض رجال وزارة الداخلية وهي كثيرة للأسف، وهذا ماينشر فما بالنا فيما لم ينشر ويتم التستر عليه· أصبح الأصل أن الجريمة عندما تبحث عن مرتكبها تجده رجل شرطة أو أمن والاستثناء هو المجرم أو المواطن العادي·· لدرجة يشعر المرء فيها بأن البلد سايبة وعلى الدنيا السلام·· أين الضبط والربط بل أين الحزم والصرامة وأين القوانين واللوائح وماذا جرى لتلك المؤسسة الأمنية المنوط بها حماية الناس والمواطنين وأين ذهب شعار "الشرطة في خدمة الشعب"؟ الذي أصبح لاحقا الشرطة في "خربة" الشعب بفضل مجرمي وزارة الداخلية· الناس فقدت الشعور بالأمان، وأصبح "حاميها حراميها"· رجل الأمن يخرق القانون ويرتكب الجرائم ووزير يسرق النفط والناقلات والاستثمارات، ونائب راش ومرتش· "والصقلة ضايعة" "ماتدري منو يبوق منو"··· انتشرت في تلك الوزارة الواسطة والمحسوبية والفساد ولايمكن أن يمر يوم إلا وأسمع من خلال عملي كمحام وحضوري جلسات المحاكمة إلا عن رجل أمن سارق أو متعاط أو مرتش· وأرجو ألا يخرج علينا أحد ليقول بأنها حوادث فردية أو شخصية، فلقد أصبحت تلك الحوادث ظاهرة مستشرية في المجتمع والناس تتساءل! أليس فيكم رجل رشيد؟ ألا يوجد من يرفع شعار ولواء الحق؟·· السيد الوزير رجل قديم في الوزارة والكل يشيد بأدائه وقد أبلى بلاء حسنا لفترة طويلة، لكن على الرغم من كل ذلك إلا أن إجرام البعض يثير التساؤلات والشكوك·
* * *
أطلقت الصحافة على بعض أفراد الداخلية ألقاب صقور ونمور وأسود، لكن في الواقع عندما تشاهد بعض رجال الداخلية بزيهم العسكري تجد أجسامهم مثل البطة والفيل· |