الأمن والاستقرار والطمأنينة هي من مقومات تقدم وتطور الدول، ولا توجد دولة متطورة ويعيش شعبها برفاه ورغد عيش ما لم يكن أمنها الداخلي والخارجي مصانا، وبالتالي ينعكس على خطط الدولة التنموية وبرامجها الإصلاحية فالاستقرار يولد شعورا عاما بالتفاؤل والتفاني في العمل والتخطيط السليم وجني ثماره هي نتيجة طبيعية لأمن واستقرار الأوطان·
ما يحدث في المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة من أعمال تخريبية يقوم بها بعض من المواطنين تعتبر غريبة عن المجتمع السعودي المحافظ الذي ينبذ العنف والتطرف والذي شهد الاستقرار والأمن منذ ما يقارب قرنا من الزمان، وللحقيقة فإن دولة بحجم المملكة العربية السعودية ما كانت لتستقر وتأمن وتتقدم لولا تظافر جهود كثيرة ساهمت بشكل فاعل فيما وصلت إليه المملكة اليوم من تبوء مركز الصدارة من حيث ثقلها السياسي وتقدمها بخطط التنمية وإقامة المشاريع الصناعية العملاقة وشق الطرق وتعتبر شبكة الطرق السعودية من أفضل الشبكات على مستوى العالم العربي، كما أن المملكة اهتمت بالتعليم ويوجد بها أكثر عدد من الجامعات المنتشرة في أنحائها لتخدم الإنسان السعودي أينما كان، أضف الى ذلك المستوى المتقدم من الخدمات المتطورة التي تقدمها المملكة لمواطنيها كالمستشفيات العامة والخاصة التي تضاهي مراكز العلاج العالمية، مع توفير التيار الكهربائي لكل قرى ومناطق ومدن المملكة مترامية الأطراف وشبكة اتصالات ضخمة تغطي المملكة، فالبنية التحتية الأساسية مكتملة ومتطورة في المملكة وهي مهيأة لتقبل كل حديث وجديد، فالمملكة حباها الله بنعم كثيرة من أراض زراعية خصبة وتعدد محصولاتها الزراعية نتيجة لتعدد وتغيير ظروف المناخ فيها كما أنها تمتلك مخزونا هائلا من المياه الجوفية، وهي تمتلك مخزونا نفطيا ضخما ومن أكبر الدول المنتجة للنفط ومشتقاته ولديها احتياطات من المعادن وفوق هذا كله لديها تراث ضخم يتمثل في أنها مهبط الوحي وانطلاقة الرسالة المحمدية وقبلة المسلمين، إذن دولة بمثل هذه الإمكانات التي لا تتوافر لغيرها لماذا يحدث فيها كل هذا العبث والتخريب والإرهاب؟
وللإجابة عن مثل هذا التساؤل لا بد من التطرق الى عدد من الأسباب الجوهرية التي أدت الى تنامي مثل هذه الظاهرة وعلى رأسها ظاهرة الفكر التكفيري الذي انتشر في المجتمعات الخليجية بشكل خاص وغياب دور رجال الدين عن الواقع اليومي وهموم المواطن واكتفائهم بشغل مناصبهم وتمتعهم بمزاياها! دون مساهمة منهم في الانغماس بقضايا الوطن والمواطن وتحليلها وتقديم العون والفتوى الشرعية المبنية على أسس واقعية تواكب العصر وترضي وتجيب عن أسئلة الشباب بمصداقية مع التأكيد على الدور الأفغاني فيما وصلت إليه الأمور اليوم في المملكة وغيرها من الدول العربية والإسلامية فبعد إغلاق الجبهة الأفغانية التي كانت بمثابة تنفيس وتفريغ لطاقات إسلامية صادقة لديها، لكنها فيما يبدو مخدوعة أو مدفوعة دون أن تعلم ما يدور حولها لكنها وجدت نفسها هناك وواصلت المسيرة بعد أن فقدت السبل وظلت الطريق وخاضت معركة هي بالأساس ليست معركتها على كل الأحوال وقامت بمساعدة من تعتبرهم اليوم أعداءها من الأمريكان! فهذه الطاقات الشابة لم توجه التوجيه السليم وكان ينقصها التجربة والخبرة والاحتكاك، فلا بد من إعادة شاملة لمناهجنا الدراسية التي أدت الى ظهور بعض الظواهر الغريبة عن مجتمعاتنا ونحن هنا لا نتبع الطلب الأمريكي بل علينا أن نبحث ونستقصي عن الأسباب التي أدت الى ذلك وحتى في أسوأ الأحوال يجب أن لا نكابر إذا استمعنا لما يقوله الآخرون ولا تأخذنا العزة بالإثم عندما يكون نقدهم موضوعيا ويمس الجرح، فالمملكة العربية السعودية اليوم وبالتحديد هي بحاجة الى قرارات وإصلاحات ضخمة وتاريخية وهي بلا شك سائرة في طريق مشاركة المواطن السعودي في اتخاذ القرار فالإصلاح السياسي المطلوب في المملكة لا بد أن يواكبه تضحيات وصدق تقدير للموقف وفي نهاية المطاف سيكون للشعب السعودي ما يرجوه من إصلاح مطلوب على كل المستويات من مشاركة شعبية في اتخاذ القرار ومن إعادة نظر في نظام الرواتب والمزايا ومن محاولة جادة للقضاء على مشكلة البطالة والعاطلين عن العمل وانتشال الفقراء من بؤسهم وإنشاء دولة المؤسسات على أسس علمية دون استعجال، وهذا ما سيوفر الأمن والاستقرار للمملكة في حاضرها ومستقبلها خصوصا إذا ما علمنا أن القيادة السياسية ترحب وتستمع لكل الأصوات التي تنادي بالإصلاح وسأكون سعيدا عندما أرى المملكة تتجه بخطوات واثقة نحو الديمقراطية يتمتع المواطن بكامل حريته ويرفل بنعم وخيرات وطنه الوافرة، فالأمن والاستقرار والطمأنينة التي حققتها الدولة السعودية معجزة قلما تحققها دولة بمثل مواصفات المملكة، والله يحفظ الشقيقة الكبرى من كل مكروه·
لمملگة وطن الاستقـــــــــرار
نايف بدر العتيبي
الأمن والاستقرار والطمأنينة هي من مقومات تقدم وتطور الدول، ولا توجد دولة متطورة ويعيش شعبها برفاه ورغد عيش ما لم يكن أمنها الداخلي والخارجي مصانا، وبالتالي ينعكس على خطط الدولة التنموية وبرامجها الإصلاحية فالاستقرار يولد شعورا عاما بالتفاؤل والتفاني في العمل والتخطيط السليم وجني ثماره هي نتيجة طبيعية لأمن واستقرار الأوطان·
ما يحدث في المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة من أعمال تخريبية يقوم بها بعض من المواطنين تعتبر غريبة عن المجتمع السعودي المحافظ الذي ينبذ العنف والتطرف والذي شهد الاستقرار والأمن منذ ما يقارب قرنا من الزمان، وللحقيقة فإن دولة بحجم المملكة العربية السعودية ما كانت لتستقر وتأمن وتتقدم لولا تظافر جهود كثيرة ساهمت بشكل فاعل فيما وصلت إليه المملكة اليوم من تبوء مركز الصدارة من حيث ثقلها السياسي وتقدمها بخطط التنمية وإقامة المشاريع الصناعية العملاقة وشق الطرق وتعتبر شبكة الطرق السعودية من أفضل الشبكات على مستوى العالم العربي، كما أن المملكة اهتمت بالتعليم ويوجد بها أكثر عدد من الجامعات المنتشرة في أنحائها لتخدم الإنسان السعودي أينما كان، أضف الى ذلك المستوى المتقدم من الخدمات المتطورة التي تقدمها المملكة لمواطنيها كالمستشفيات العامة والخاصة التي تضاهي مراكز العلاج العالمية، مع توفير التيار الكهربائي لكل قرى ومناطق ومدن المملكة مترامية الأطراف وشبكة اتصالات ضخمة تغطي المملكة، فالبنية التحتية الأساسية مكتملة ومتطورة في المملكة وهي مهيأة لتقبل كل حديث وجديد، فالمملكة حباها الله بنعم كثيرة من أراض زراعية خصبة وتعدد محصولاتها الزراعية نتيجة لتعدد وتغيير ظروف المناخ فيها كما أنها تمتلك مخزونا هائلا من المياه الجوفية، وهي تمتلك مخزونا نفطيا ضخما ومن أكبر الدول المنتجة للنفط ومشتقاته ولديها احتياطات من المعادن وفوق هذا كله لديها تراث ضخم يتمثل في أنها مهبط الوحي وانطلاقة الرسالة المحمدية وقبلة المسلمين، إذن دولة بمثل هذه الإمكانات التي لا تتوافر لغيرها لماذا يحدث فيها كل هذا العبث والتخريب والإرهاب؟
وللإجابة عن مثل هذا التساؤل لا بد من التطرق الى عدد من الأسباب الجوهرية التي أدت الى تنامي مثل هذه الظاهرة وعلى رأسها ظاهرة الفكر التكفيري الذي انتشر في المجتمعات الخليجية بشكل خاص وغياب دور رجال الدين عن الواقع اليومي وهموم المواطن واكتفائهم بشغل مناصبهم وتمتعهم بمزاياها! دون مساهمة منهم في الانغماس بقضايا الوطن والمواطن وتحليلها وتقديم العون والفتوى الشرعية المبنية على أسس واقعية تواكب العصر وترضي وتجيب عن أسئلة الشباب بمصداقية مع التأكيد على الدور الأفغاني فيما وصلت إليه الأمور اليوم في المملكة وغيرها من الدول العربية والإسلامية فبعد إغلاق الجبهة الأفغانية التي كانت بمثابة تنفيس وتفريغ لطاقات إسلامية صادقة لديها، لكنها فيما يبدو مخدوعة أو مدفوعة دون أن تعلم ما يدور حولها لكنها وجدت نفسها هناك وواصلت المسيرة بعد أن فقدت السبل وظلت الطريق وخاضت معركة هي بالأساس ليست معركتها على كل الأحوال وقامت بمساعدة من تعتبرهم اليوم أعداءها من الأمريكان! فهذه الطاقات الشابة لم توجه التوجيه السليم وكان ينقصها التجربة والخبرة والاحتكاك، فلا بد من إعادة شاملة لمناهجنا الدراسية التي أدت الى ظهور بعض الظواهر الغريبة عن مجتمعاتنا ونحن هنا لا نتبع الطلب الأمريكي بل علينا أن نبحث ونستقصي عن الأسباب التي أدت الى ذلك وحتى في أسوأ الأحوال يجب أن لا نكابر إذا استمعنا لما يقوله الآخرون ولا تأخذنا العزة بالإثم عندما يكون نقدهم موضوعيا ويمس الجرح، فالمملكة العربية السعودية اليوم وبالتحديد هي بحاجة الى قرارات وإصلاحات ضخمة وتاريخية وهي بلا شك سائرة في طريق مشاركة المواطن السعودي في اتخاذ القرار فالإصلاح السياسي المطلوب في المملكة لا بد أن يواكبه تضحيات وصدق تقدير للموقف وفي نهاية المطاف سيكون للشعب السعودي ما يرجوه من إصلاح مطلوب على كل المستويات من مشاركة شعبية في اتخاذ القرار ومن إعادة نظر في نظام الرواتب والمزايا ومن محاولة جادة للقضاء على مشكلة البطالة والعاطلين عن العمل وانتشال الفقراء من بؤسهم وإنشاء دولة المؤسسات على أسس علمية دون استعجال، وهذا ما سيوفر الأمن والاستقرار للمملكة في حاضرها ومستقبلها خصوصا إذا ما علمنا أن القيادة السياسية ترحب وتستمع لكل الأصوات التي تنادي بالإصلاح وسأكون سعيدا عندما أرى المملكة تتجه بخطوات واثقة نحو الديمقراطية يتمتع المواطن بكامل حريته ويرفل بنعم وخيرات وطنه الوافرة، فالأمن والاستقرار والطمأنينة التي حققتها الدولة السعودية معجزة قلما تحققها دولة بمثل مواصفات المملكة، والله يحفظ الشقيقة الكبرى من كل مكروه·
nayef@taleea.com
|