في ضوء الملاحظات الخطيرة التي لاحظها جميع من شاهد برنامج "الاتجاه المعاكس لصوت الضمير"، الذي يديره من صُوّر صورا تذكارية مع عبد حمّود، يوم، 8/20 الماضي، يلاحظ مدى الأحقاد "الداحسية" الخطيرة التي يكنها مقدم البرنامج وضيفه البعثي تلك الليلة د· العاني لدولة الكويت، بل ولمعظم شعب العراق أيضا، ومدى الصبر الذي أبداه الكاتب الصحافي الكويتي الأستاذ أحمد الصراف ضد "الدويتو" المتناغم المتكامل المذكور·
نحن نعلم أن مقدم البرنامج، كعادته، هو الذي يختار الأشخاص الذين "يتصلون" لإبداء وجهات نظرهم·· ولكن مقدم البرنامج الذي له صورة تذكارية مع عبد حمّود، لم يسمح لغير البعثيين بالاتصال·
برنامجه، على أي حال، أتفه من أن يستحق اهتماما جديا، ولكنه، كشف بوضوح الطموحات البعثية التي لاتزال مستعرة متقدة ضد الشعبين الكويتي، والعراقي أيضا، وهذه فائدة برنامجه الجوهرية·
ورأينا الشخصي، فيما يمكن اتباعه من سياسة تجاه مشكلة "اليقظة والتنسيق" البعثيين ضد الكويتيين والعراقيين، هو أن يستمر التلفزيون الكويتي في استضافة "كل من تضرر" من سياسات النظام البائد في العراق العزيز، سواء من المعارضين المظلومين العراقيين السابقين، ليتم سؤالهم، أولا بأول، وعلى نحو متكرر، عن تقييمهم للجيرة الكويتية العراقية، ورؤيتهم للعلاقات بين البلدين المستقلين الجارين، أو حتى محاولة استضافة سياسيين غير عراقيين، مثل السياسيين الإيرانيين مثلا، الذين تضررت بلادهم، مثل الكويت تماما، من السياسات الرعناء للجار الصدامي المجرم، وضرورة استضافة السياسيين الفلسطينيين الذين لهم رؤية إيجابية تجاه الكويت، ولا سيما أهالي السياسيين الفلسطينيين المحبوبين فلسطينيا الذي اغتالتهم أو آذتهم عصابة صدام المجرمة إبان حكمها·
أما خارجيتنا، فلن نوجه أي "نصح" لها بأن يتم تعميق علاقتنا مع الجمهورية العراقية الشقيقة لحظة بعد لحظة، لأننا - ولله الحمد - نتعلم ذلك من قيادتيها الذكيتين السابقة والحالية!!
وبالمناسبة، فإن من شاهد البرنامج الذي قدمه تلفزيون "العالم" التابع للجمهورية الإسلامية عن موضوع العلاقات الكويتية - الفلسطينية، والذي استضيف فيه الأستاذ الفاضل عبدالله النيباري بالتزامن - تقريبا - مع حلقة برنامج البعثي فيصل نفسها، يلاحظ أن الخط كان ينقطع "بالصدفة" في وجه كل من كان يحاول شتم بلدنا العزيز الكويت، وفي ذلك إشارة طيبة من الإيرانيين تستحق الاستثمار السياسي، عكس ما شاهدناه في برنامج "الاتجاه البعثي"، حيث كانت "كل" الاتصالات، تشتم الكويت "بالصدفة"، وتهدد أمنها واستقرارها·
وهذا الأمر يجعلنا نسأل السياسيين العرب، الذين لا يخفي كثير منهم عداءه الداحسي لنا، عما إذا كانت دولة الكويت "تلزمهم" كجزء لا يتجزأ من النظام الإقليمي العربي، أم أننا ككويتيين "ينبغي" علينا أن نكوّن علاقات وصداقات جديدة في اتجاه يحفظ لنا أمننا واستقرارنا؟ ألم يقل "العربي" فيصل، بأن أي شخص مكروه، يجب أن يسأل نفسه ما إذا كان كويتيا أم لا؟!
نسأل هذا السؤال بكل جدية، فالأمن العربي العام، إذا كان أساسه ضرب أمن واستقرار الدول العربية الصغيرة، كالكويت مثالا لا حصرا، لمصلحة الدول العربية الكبيرة، فذلك الأمن، إذا، ينبغي أن يكون شأنا خاصا بتلك الدول العربية الكبيرة وحدها، أليست هذه الملاحظة تستحق الالتفات؟
وفي تلك الحالة، لا يجوز للدول العربية الكبيرة، المهملة لأمن الدول العربية الصغيرة، أن تلومها على بحثها عن أمنها الوطني، فليس من حق أي دولة في هذا الكوكب أن تقول للكويتيين: "نحن نكرهكم"، وبالتالي: "لن نحميكم"، ثم تطلب التنسيق، بل والمساعدة أيضا، من أولئك المكروهين أنفسهم، وما نقصده هنا، هو أن نقول بأن المسألة الأمنية يجب أن تكون تبادلية بين كل الأطراف بلا استثناء (!!)، وليست التزامات على طرف، ومميزات للآخر!!
فإذا كنا مكروهين، فلنبحث في هذه الأرض الواسعة عمن يحترمنا كشعب حر مستقل ومسالم، لنقيم "علاقاتنا الدبلوماسية الأساسية" معهم، فتاريخنا الاقتصادي قبل قرنين مثلا، فيه أصدقاء إقليميون وشركاء وتجار أكثر احتراما لأشخاصنا ولاستقلالنا، ولأمننا الوطني·
لا ندعو لتغيير الجلدة، ولكن ماذا يفعل الإنسان غير المجنون مع أعضائه المسرطنة؟ إن ضالتنا ليست إلا أمن دولة الكويت·
هل يملك المحترم السيد عمرو موسى إجابات واضحة، تحفظ الأمن الوطني للدول العربية الصغيرة حفظا "عمليا" على أرض الواقع، وليس حفظا لفظيا!!، داخل إطار الجامعة؟ القِ عصاك يا موسى!!
خارج الموضوع
السيد عمرو موسى تصرف على نحو حكيم ذكي يُشكر عليه، إزاء احتضان حكومة جمهورية العراق الموقتة داخل الإطار العربي، على نحو يجعل العراقيين لا يحتاجون إلى البحث عن أصدقاء "بديلين!!" عن أعضاء الجامعة، سواء كانوا من الإقليم أم باقي دول العالم·· في الوقت نفسه الذي لم يضطر فيه لإضفاء الشرعية على الاحتلال الأمريكي غير الشرعي للعراق!!
هذه الحكمة "الموسوية" يجب أن تحتضن "كل" العرب الذين يعد بقاؤهم داخل المنظومة العربية مفيدا لها·· ولهم!!
drjr@taleea.com |