تعقيبا على تصريح وكيل وزارة التربية الدكتور حمود السعدون في جريدة "الرأي العام" الكويتية في عددها 13420 الخميس 18 مارس 2004 حول تعليم أبناء الكويتيات في المدارس الحكومية شريطة إبراز شهادة الميلاد مشيرا الى أن من لا يحمل شهادة الميلاد لن يكون أمامه سوى اللجوء الى المدارس الخاصة وموضحاً أيضا أن الوزارة قامت باستثناء هؤلاء العام الماضي ومن الآن لن يكون مقبولا قبول أبناء الكويتيات في المدارس الحكومية ما لم يحملوا شهادة الميلاد، وأوضح السعدون أن وزارة الصحة أبلغت وزارة التربية أن الصحة لا تمانع في إصدار شهادة الميلاد لأبناء الكويتيات ولكن أولياء الأمور يرفضون تسلمها نظرا لأن الوزارة تسجل في شهادة الميلاد جنسيات الآباء التي تسجلها ما يسمى اللجنة التنفيذية للمقيمين بصورة غير قانونية·

بالأمس حرمتم أبناء فئة عديمي الجنسية من التعليم حتى أصبحوا أميين لا يعرفون القراءة والكتابة واليوم سيصبح أبناء الكويتيات من آباء عديمي الجنسية في ظلام دامس من التعليم وبالطبع سيصبحون أميين مثل إخوانهم فئة عديمي الجنسية بقراراتكم التعسفية لهذه الشريحة وقد نسمع في المستقبل القريب تصريحاتكم الرنانة والمماثلة في الصحف، وقد تصرح أنت أو غيرك من المسؤولين في الدولة وتقول لا تعليم لأبناء المواطنين من أمهات عديمي الجنسية في المدارس الحكومية إلا بإحضار شهادة لمن يهمه الأمر مما يسمى اللجنة التنفيذية للمقيمين بصورة غير قانونية لا نستبعد هذا التصريح من جانبكم·

يا سعادة وكيل وزارة التربية المحترم لقد خالفت المادة (26) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي تؤكد لكل شخص الحق في التعليم ويجب أن يكون التعليم في مراحله الأولى والأساسية على الأقل بالمجان وأن يكون التعليم الأولي إلزاميا·

وقد خالفتم أيضا اتفاقية حقوق الطفل التي تؤكد: "تكفل الدول تمتع الأطفال جميعا بكامل حقوقهم دون تمييز أو تفرقة بما فيها أن يكون التعليم الابتدائي إلزاميا ومجانيا"·

يا سعادة وكيل وزارة التربية المحترم، لماذا تقوم بحرمان هؤلاء الأطفال الأبرياء من التعليم ألا يعد هذا انتهاكا صارخا بحق الإنسانية؟

سعادة وكيل وزارة التربية المحترم إن دولة الكويت دولة حضارية متقدمة تهدف إلى القضاء على الأمية وأتيت بقراراتك لتزيد الأمية في دولتنا، لماذا تحرم الطفل من كلمة حلوة ينشدها على لسانه حينما ينشد نشيد الصباح يقول "وطني حبيبي، وطني الغالي، وطني النجم العالي، وطني شعلة مضيئة، كلمة جريئة، وطني وطني الغالي وطني، الله الله الله الله يا شمس الحياة يا كويت يا كويت يا نبض الحياة؟! لماذا يا سعادة وكيل وزارة التربية المحترم تريد أن تحرم هؤلاء الأطفال من التعليم والتعلم في المدارس الحكومية؟

وأخيرا وليس آخرا أتمنى من سعادتكم أن تتراجع عن قراراتكم الظالمة·